المصاحف والورود في باريس لمواجهة «الإسلاموفوبيا»

كتب: الأناضول الثلاثاء 27-01-2015 15:36

بدأت في العاصمة الفرنسية باريس حملة لتوزيع مصاحف القرآن الكريم المترجمة إلى الفرنسية والورود على المارة، لمواجهة تصاعد موجة الإسلاموفوبيا في فرنسا منذ الاعتداء على أسبوعية «شارلي إبدو» الساخرة.

وفي موقعها على الإنترنت، أعلنت جمعية «اقرأ» الإسلامية، التي تتخذ من ألمانيا مقرا لها، أن مشروعها لتوزيع المصاحف المجانية المترجمة «شجع العديد على اعتناق الدين الإسلامي، واليوم نهدف إلى إيصال رسالة القرآن إلى أكبر عدد من الفرنسيين» في ساحة «إيطاليا» بالدائرة 13 بباريس.

ونقلت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية عن موقع «التحول إلى الإسلام» تغريدة تقول «الله أكبر.. تشهد ساحة إيطاليا بباريس حملة توزيع مصاحف مجانية مترجمة تقوم بها جمعية اقرأ».

ونشر الموقع صورة لنحو 10 ملتحين يقفون خلف طاولة وضع عليها مصاحف يقومون بتوزيعها مجانا، بالإضافة إلى بعض الورود على المارة.

كما نقلت «لوفيجارو» عن متحدث باسم جمعية اقرأ قوله: «في هذه الساحة ومنذ أسبوع مرت مظاهرات ضخمة نرد عليها بأجمل هدية ممكن أن يتلقاها إنسان وهي كلام الله»، في إشارة إلى المظاهرات الضخمة التي خرج فيها آلاف الفرنسيين تضامنا مع ضحايا (شارلي إبدو) الذين سقطوا في هجوم الشهر الجاري، على خلفية نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

وعن رأيه في حملة توزيع المصاحف في ساحة «إيطاليا» على الفرنسيين، (والتي لم تتحدد مدتها)، قال عمدة الدائرة 13 في باريس «جيروم كوميه»: «علمانية دولتنا لا تمنع توزيع المصاحف، هناك أصحاب ديانات أخرى وطوائف يروج أعضاؤها للانضمام إليها في الشوارع عن طريق المطبوعات، كما تقوم الكنيسة في الدائرة 13 بمسيرات تبشيرية على مدى أعوام سابقة وهناك صلوات تقام في الشوارع».

وأضاف كوميه أن سيارة للشرطة تقف أمام كشك توزيع المصاحف ولم تسجل أي حوادث عدائية تدفع الشرطة لإزالته.

من جهتها، قالت إدارة شرطة باريس إنه لا توجد أسباب لمنع جمعية اقرأ من توزيع المصاحف في الأماكن العامة، مشيرا إلى أن الشرطة تحرت عن الجمعية ولم يثبت ضدها أي شيء.

إلا أن صحيفة «لو فيجارو» اعتبرت أن الجمعية يديرها «مجموعة من المتطرفين السلفيين»، مشيرة إلى تحذير ألمانيا سابقا من خطورة هذه الجمعية وحملات توزيع المصاحف في الأماكن العامة.

وأضافت أن أجهزة الاستخبارات الألمانية تعتبر توزيع المصاحف على المارة في الأماكن العامة «أسلوبًا جديدًا ملتويًا لتجنيد متطرفين إسلاميين».

وبحسب الصحيفة، فإن صاحب فكرة الجمعية هو إبراهيم أبو ناجي وهو رجل أعمال فلسطيني يخضع لمراقبة السلطات الألمانية.

وخلافا لألمانيا وفرنسا، قالت «لو فيجارو» إن جمعية «اقرأ» قامت بحملة مماثلة لتوزيع المصاحف في إيطاليا والنمسا.

وتصنف الأجهزة الأمنية الألمانية أبو ناجي (يحمل الجنسية الألمانية) منذ مجيئه ألمانيا التي وفد إليها قبل 30 عاما من قطاع غزة كأحد «القيادات السلفية الخطيرة»، وينفي أبو ناجي انتماءه للسلفيين أو دعوته إلى العنف، ويقول إنه داعية يسعى لهداية الناس للدين الإسلامي و«ليس لإلحاق الأذى بهم أو قتلهم»، مشيرا إلى أن «اقرأ» تمكنت منذ عام 2011 من توزيع أكثر من 1.6 مليون نسخة من القرآن باللغة الألمانية في ألمانيا وحدها.

ودشن أبوناجي جمعية «اقرأ» في ألمانيا عام 2011 بهدف توزيع القرآن المترجم إلى الألمانية ولغات أخرى على غير المسلمين.

ولقي المشروع إقبالًا كبيرًا حتى بدأ يتوسع خارج ألمانيا بلغات أخرى في إسبانيا والنمسا وروسيا وأوكرانيا، وتأمل الحملة في الوصول إلى دول أخرى.

ويقوم المشروع في أغلبه على التبرعات، وتدعو الجمعية الراغبين في المساهمة لإنجاح مشروعها بتنظيم كشك لتوزيع القرآن المترجم أو بالتبرع بالمال لطبع نسخ جديدة للتوزيع.

وفي السياق ذاته، دشن مجموعة من الطلبة بجامعة «ريجينا» الكندية «أسبوعا للتعريف بالإسلام».

وقال راديو كندا في تقرير له «دشنت رابطة الطلبة المسلمين في جامعة ريجينا أسبوعا للتعريف بالإسلام بدأ منذ، الاثنين، حيث وضع الطلبة منصة لاستقبال طلبة الجامعة للإجابة عن أي استفسار بشأن الدين الإسلامي».

وأضاف أن الحدث شهد تفاعلا إيجابيا من قبل طلبة الجامعة حيث أقر بعضهم بأن المسلمين تعرضوا بالفعل في الفترة الأخيرة لأحداث عدائية ضدهم.