«معهد واشنطن»: الانقلاب الحوثي في اليمن «كابوس للسعودية ونكسة لأمريكا»

كتب: مينا غالي الأحد 25-01-2015 06:40

قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن الانقلاب الحوثي في اليمن يشكل كابوسا بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، وإن الأحداث في صنعاء تعني أنه يتوجب على الرياض أن تتعامل على نحو متزايد مع جبهتين: قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) السنية في الشمال، والقوى الشيعية الحوثية – التي تعتبرها المملكة عميلة لإيران – في الجنوب.

وأكد «سايمون هندرسون» مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، في تقرير بعنوان «انقلاب في اليمن: كابوس المملكة العربية السعودية»، السبت، أن العواقب الإقليمية التي ستترتب على انقلاب الحوثيين في اليمن أكبر من أي إحراج تطرحه هذه التغييرات لواشنطن، لأنه على مدى عقود، كانت المملكة العربية السعودية المجاورة شبه مذعورة من جارتها الفقيرة.

ولفت إلى أن التباطؤ في صناعة القرار السعودي حول الأزمة يعود على الأرجح إلى الوعكة الصحية التي مر بها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، حيث ويُقال إنه تم تقسيم ملف اليمن بين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذي يتولى قضايا مكافحة الإرهاب، ووزارة الدفاع – تحت إدارة ولي العهد (الملك الحالي) سلمان بن عبدالعزيز الذي يعاني من المرض – والتي تشرف على الدفعات المخصصة للقبائل الحدودية.

وأشار إلى أنه تم التكتم على الرد السعودي الرسمي على العنف الذي شهدته اليمن في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن الصحف في المملكة أوردت عناوين تسلط الضوء على الفوضى المتزايدة، فضلًا عن أن نجاح الحوثيين، الذين حصلوا سابقًا على دعم من إيران، سيُعتبر تقدمًا استراتيجيًا لطهران.

وقال التقرير إنه سادت حالة من الارتباك في صنعاء بعد أن استولى المتمردون الحوثيون على القصر الرئاسي في 20 يناير وحاصروا مسكن الرئيس عبده ربه منصور هادي ومنزل رئيس الوزراء خالد بحاح، وتم إطلاق النار أيضًا على سيارة تابعة للسفارة الأمريكية.

ويقول «هندرسون» إنه يعتقد العديد من المراقبين أن الإحصاءات السكانية السعودية غالبًا ما تميل إلى إظهار أن عدد سكان المملكة أكبر من عدد سكان اليمن، الأمر الذي يؤثر سلبًا على أي عملية انتقام تقوم بها اليمن لاسترجاع الأراضي التي فقدتها البلاد تاريخيًا.

وذكر التقرير أن من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن الأمر يشكل نكسة للجهود المبذولة لحشد تحرك ضد جماعات تنظيم القاعدة التي وجدت ملاذًا لها في اليمن، أما في حال انفصال جنوب اليمن، فإن ذلك سيصعّد من حالة انعدام القانون في مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي.