شيماء الصباغ.. نصيرة العمال

كتب: رضا غُنيم السبت 24-01-2015 18:56

شعرت بأنها ليست حُرة لعدم مشاركتها في اختيار من يحكُمها، وبالإهانة لتعرض المواطنين للتعذيب على يد الداخلية، وبالعار لتجاهل دولتها لأشقائها في فلسطين، فحلمت بالتغيير، وبحثت عن من يشاركها حلمها، فوجدتهم، وحولوا الحلم إلى حقيقة في 18 يومًا فقط.

شيماء الصباغ، عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لم تنس رفاقها الذين ثاروا معها ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستشهدوا قبل أن يروا لحظة الانتصار، فشاركت مع أعضاء حزبها في وقفة صامتة للمطالبة بالقصاص، لكنها تلقت رصاصة أودت بحياتها، لتلحق بمن وصفتهم بـ«الأبطال»، تاركة ورائها طفل عمره 5 سنوات ونصف.

شيماء الصباغ

«أنا مش بحب الرأسمالية المتعفنة».. جملة كتبتها «شيماء»، «33 سنة»، على صفحتها بموقع «فيس بوك»، كانت المبدأ الذي دخلت به الحياة السياسية عقب تخرجها من جامعة الإسكندرية، وأصبحت منذ ذلك الوقت «نصيرة للعمال»، تنقلت بين مختلف المحافظات، من السويس إلى الإسكندرية، ومن التضامن مع عمال «الغزل والنسيج» بالمحلة إلى مساندة عمال «الحديد والصلب» في القاهرة.

لم تقبل الناشطة اليسارية حكم «الإخوان»، وأعلنت عدم اعترافها بالرئيس المعزول محمد مرسي وحكومته في ديسمبر 2012، عقب صدور الإعلان الدستوري، وكتبت على صفحتها بـ«فيس بوك»: «لا أعترف بمرسي وحكومته.. سقطت الشرعية»، وواصلت النضال مع رفاقها ضد الجماعة، حتى تم إسقاطها في 3 يوليو عام 2013.

ولم تكن «شيماء» من الشباب الذي طالبوا بعودة «الإخوان» للحياة السياسية، بل وصفتها بأنها «جماعة إرهابية»، وطالبت بمحاكمة قياداتها على الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن، في نفس الوقت لم تؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، معلنة رفضها تولي عسكري السلطة، وعزمها مواصلة النضال لحين تحقيق أهداف الثورة، لكنها رحلت اليوم قبل أن تُكمل حلمها.