«تفريق مظاهرة في ميدان طلعت حرب، رفعت شعار (عيش، حرية عدالة اجتماعية، القصاص للشهداء)، باستخدام الخرطوش وقنابل الغاز»، بهذه العبارات في الرابعة والنصف عصر السبت، أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في صفحته الرسمية على «فيسبوك» تفريق مظاهرته التي نظمها أعضائه في ميدان طلعت حرب، بالقرب من مقره، حاملين باقات زهور كان الرد الموجه لها المسدسات وقنابل الغاز، في مواجهة سبقت بساعات حلول الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
أعلن الحزب في التدوينة نفسها إصابة عضويه مختار التتش ومحمد الشريف بالخرطوش، وأن أكثر الإصابات خطورة تعرضت لها عضوته شيماء الصباغ التي «تدهورت حالتها، ونُقِلَت للمستشفى»، بجانب القبض على أمين عام الحزب طلعت فهمي عقب إصابته بحالة إغماء جراء الاعتداء عليه بالضرب، كما شملت قائمة المقبوض عليهم من أعضاء الحزب «محمد صالح، وحسام نصر، وسيد أبوالعلا، ومصطفى عبدالعال»، فضلاً عن مفقودين من أعضاء الحزب ممن شاركوا في المسيرة التي كان هدفها «وضع إكليل زهور على النصب التذكاري للشهداء في ميدان التحرير».
لم تتمكن شيماء وزملائها من الوصول بلافتاتهم وهتافاتهم للميدان الذي يبتعد أمتار قليلة عن شارع هدى شعراوي حيث مقر الحزب، بعد أن قررت قوات الأمن فض المسيرة بالمدرعات والأسلحة وقنابل الغاز، ليتبادل الطرفان الكر والفر وتبدأ حالات القبض «العشوائي» على المتواجدين في محيط وسط البلد بعد فض المسيرة، حسبما أفادت المواقع الإخبارية، في وقت أكد فيه «التحالف الشعبي» استشهاد شيماء الصباغ، متأثرة بإصابتها في الرأس.
المواجهة التي وقعت عصر السبت 24 يناير، وراحت ضحيتها شيماء الصباغ، لم تكن الأولى أو الوحيدة، فسبقها بيومين على سبيل المثال فض قوات الأمن وفي المكان نفسه، ميدان طلعت حرب، لمظاهرة نظمها نشطاء في أحزاب مختلفة، لم يقع فيها أي قتلى بحسب مصدر أمني.
تحل الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، بعد ساعات قليلة من هاتين المواجهتين وغيرهما، ووسط تباين مواقف قوى سياسية بقرار بعضها إحياء الذكرى واختيار البعض الآخر الابتعاد عن المشهد.
كما تحل الذكرى وسط استعداد متظاهرين، كان منهم شيماء، لتجديد عرض مطالبهم الثلاث «عيش، حرية، عدالة إنسانية» والتي زاد عليها «قصاص للشهداء»، ووسط استعداد مضاد من أجهزة الأمن، تحسبًا لخوض مواجهات وإن كانت تشبه ما وقعت من 4 أعوام في الأطراف والمطالب والآليات، إلا أنها كانت أسرع من أن تنتظر حلول 25 يناير 2015.