حين ختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة، على يد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ عبدالله خياط، لم يكن سلمان بن عبدالعزيز يعلم أن القدر سيختاره، بعد 69 عاما، لخلافة والده و5 من كبار أشقائه ليصبح خادم الحرمين الشريفين وعاهلا للمملكة السعودية، رغم أنه الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة، عبدالعزيز آل سعود.
لكن نشأته الخاصة جعلته أحد أهم أركان العائلة المالكة السعودية، إذ هو أمين سر العائلة، ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصى لملوك المملكة، كما أنه أحد من يطلق عليهم «السديريون السبعة» من أبناء الملك المؤسس.
وتُجمع مختلف الأوساط على أن سلمان يعتبر «حكما ومرجعا» في العلاقات بين أشقائه السبعة من والدته، الأميرة حصة بنت أحمد السديرى، وأبرزهم الراحلون الملك فهد والأميران سلطان ونايف، وإخوته الذين لايزالون على قيد الحياة.
ولعل حالة من الطمأنينة تسود بين السعوديين، لما عرف عن الملك الجديد من تاريخ حافل بالنجاحات، وتميّزه بمنهج إدارى رصين، بدا واضحا خلال توليه عدة مناصب، بدأها أميراً للرياض، ثم وزيراً للدفاع، وولياً للعهد. ويضاف إلى ذلك اهتمامه الكبير بالعمل الإنسانى والثقافى.
وُلد سلمان، في 31 ديسمبر 1935، في الرياض، التي اقترن اسمه بها، بعد أن تولى إمارتها في 16 مارس 1954، منذ كان عمره 19 عاما، وعلى مدى 50 عاما متوالية، ليصبح لقبه «بانى الرياض الحديثة»، بعد أن حول العاصمة السعودية إلى مدينة مزدهرة حديثة وسط الصحراء، تزيد مساحتها على 10 آلاف كيلومتر مربع.
في 5 نوفمبر 2011، تم تعيينه وزيرا للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء، ثم أصبح وليا للعهد في 18 يونيو 2012، خلفا لشقيقه الراحل، الأمير نايف.
وكان دور سلمان ونفوذه متركزا بشكل أساسى على الشؤون الداخلية للمملكة.
تزوج 3 مرات، ولديه 12 ابنا، بينهم اثنان توفيا خلال العقد الماضى. وأبرز أبنائه الأمير سلطان بن سلمان، أول رائد فضاء عربى ورئيس هيئة الآثار والسياحة حاليا.
وكان سلمان رئيسا لجمعيات عدة شملت مهامها تقديم المساعدات لمصر والجزائر والأردن.
أما التاريخ فيسجل له أنه كان رئيس لجنة التبرع لمنكوبى السويس عام 1956م، ورئيس اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربى في مصر عام 1973م.