عندما أصدر «جريج مورتينسون» فى عام 2006 كتابه «ثلاثة أكواب من الشاى» (Three Cups of Tea) لاقى، وقتها، رواجاً كبيراً، والآن، أصدر «مورتينسون» كتابه «حجارة فى المدارس: تعزيز السلام بالكتب وليس بالقنابل فى أفغانستان وباكستان» ليستكمل به رحلته التى بدأها قبل 16 عاما لتعزيز السلام من خلال التعليم عن طريق إنشاء 130 مدرسة، أغلبها للفتيات، فى المناطق النائية من أفغانستان وباكستان، من خلال «معهد آسيا الوسطى» للتعليم غير الهادف للربح.
فى كتاب «ثلاثة أكواب من الشاى» يوضح «مورتينسون» فلسفة حملته الإنسانية، التى جعلت المئات من الجامعات، فضلاً عن عدة فروع داخل القوات المسلحة الأمريكية، تستخدم الكتاب كقراءة مشتركة فى كيفية العمل السلمى.
أما كتاب «حجارة فى المدارس» يتتبع جهود «معهد آسيا الوسطى» للعمل فى شمال الشرق المنعزل من أفغانستان. ويروى فيه «مورتينسون» كيف أنه ومساعده الذى يصفه بالـ«المقدام» «سارفراز خان» طافا حول مقاطعة «بدخشان» و«ممر واخان» لأسابيع دون نوم لتأسيس أول مدرسة هناك. تلك الجهود التى تحولت إلى باكستان فى أكتوبر 2005 عندما ضرب الزلزال منطقة «أزاد كشمير» ليقوم المعهد هناك وتحت مراقبة الرئيس الباكستانى السابق «برويز مشرف» بمساعدة جهود الإغاثة من خلال خيام مؤقتة ومراكز إيواء فى المدارس الموجودة هناك. ثم عادت حركة المعهد إلى أفغانستان فى عام 2007.
وأخيرا نجح «مورتينسون» فى بناء مدرسة فى منطقة أفغانية معزولة من الجبال الحدودية النائية ليستكمل الكاتب الرحلة التى بدأها لإنشاء مدارس فى قلب بلاد طالبان، تلك الرحلة التى ساعدت القوات الأمريكية فى صياغة الخطط الاستراتيجية الجديدة بوصفها خارطة الطريق للسلام. ولعل هذا ما عبر عنه الأميرال «مايك مولين»، رئيس هيئة الأركان المشتركة العاملة فى أفغانستان، بقوله «الذى فهمه (جريج مورتينسون) أفضل من الباقين – والذى أعلم أنه مارسه أكثر من غيره - هو الحقيقة البسيطة التى تتلخص فى أنه بإمكاننا كلنا أن نكون أفضل عندما تتاح لنا كلنا الفرصة للتعلم، خاصة أطفالنا، وذلك من خلال مساعدتهم على التعلم والنضج. لقد قام - يقصد (مورتينسون) - بتشكيل مستقبل للمنطقة، وأعطى الأمل لجيل كامل».
كتاب «حجارة فى المدارس»، كما يقول الناشر، يظهر للقارئ جهود معهد آسيا الوسطى على أرض الواقع، التى جعلت من الممكن تحفيز المتمردين من أصحاب المواهب غير المعترف بها وغير المستغلة لأهمية تعليم الإناث، كما يحكى الانتصارات والقصص التى لن تنسى للفتيات اللاتى تخرجن الآن من تلك المدارس.
وعن المجهود الذى بذله «جريج مورتينسون» فى محاولة لإحلال السلام من خلال الكتب، والذى يعبر عنه بوضوح من خلال كتابه الجديد «حجارة داخل المدارس: تعزيز السلام بالكتب وليس بالقنابل فى أفغانستان وباكستان» يقول الصحفى الشهير توماس فريدمان، «شاهدت جريج مورتينسون، الكاتب الشهير لـ«ثلاثة أكواب من الشاى»، يفتتح واحدة من مدارسه للبنات فى واحدة من القرى النائية فى جبال هندوكوش، ويجب أن إقول إنه بعد مشاهدة الفرحة على وجوه الفتيات الأفغانيات الصغيرات الجالسات ثلاثاً إلى كل مقعد فى انتظار تلقى دروسهن أجد أن هذا صعب للكتابة.. دعونا نخرج من هنا».