السيسى: أسعى لتسوية قضية «صحفيى الجزيرة».. ولا أريد مثول الصحفيين أمام المحاكم

كتب: فاطمة زيدان الجمعة 23-01-2015 16:53

أكـد الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه يسعى إلى حل قضية صحفيى قناة الجزيرة الفضائية «القطرية»، المسجونين منذ أكثر من عام، مشددًا على أنه حريص على إنهاء هذا الأمر فى أقرب وقت ممكن.

قال «السيسي»، فى مقابلة أجرتها معه شبكة «سى.إن.بى.سى» الإخبارية الأمريكية، على هامش زيارته لسويسرا لحضور منتدى «دافوس» الاقتصادى، ونشرته على موقعها الإلكترونى، الجمعة: «أتفهم تماما وضع صحفيى قناة الجزيرة (القطرية)، والآن تتم إعادة محاكمتهم.. وكما قلت من قبل وأكرر الآن شخصيا أنه إذا كان الأمر بيدى لأرسلت الصحفى الذى لا ينتهك القوانين والمعايير والأعراف إلى منزله، ولما تركت الصحفيين يمثلون أمام المحاكم بغض النظر عن مدى تورطهم وهـذا لم يحدث للأسف».

وفى مقابلة أخرى مع قناة «بلومبرج» الأمريكية، قال «السيسى» إنه يسعى إلى حل قضية صحفيى الجزيرة، المسجونين منذ أكثر من عام فى القاهرة، مضيفًا: «نحن حريصون للغاية على تسوية هذا الأمر وإنهائه فى أقرب وقت ممكن». وأضاف: «نحاول بكل جهد إيجاد وسيلة لحل الموضوع فى إطار قانونى، واحترام سيادة القانون، واستقلال القضاء.. لم أكن أود لأى فرد من وسائل الإعلام أو الصحافة أن يقف فى محكمة فى مصر، ولكننى لم أكن فى سدة الحكم حينها، ولو كنت فى الحكم حينها لم أكن لأحتجز هؤلاء الصحفيون، ولكنت أرسلتهم إلى بلادهم».

وختم الرئيس المقابلة قائلًا إنه «من المهم للغاية للعالم أن يفهم أن مصر تحاول جاهدة، بعد 4 سنوات من الاضطراب، استعادة سيادة القانون والتمسك باستقلال القضاء».
وفى مقابلته مع شبكة «سى. إن. بى. سى»، قال «السيسي» إن «هناك شعورًا بالتفاؤل موجوداً فى مصر الآن، وذلك بسبب الشعور الغامر بالأمل والاستقرار والتطلع للمستقبل لدى المصريين، خاصة بعد الفترة الحرجة التى استمرت على مدى السنوات الأربع الماضية، وهو ما يدعو بالفعل كل المستثمرين للاستثمار فى البلاد، لما يتوفر فيها من فرص حاليا». وأضاف أن «المصريين خرجوا إلى الشوارع فى 25 يناير 2011، لأنهم أرادوا تغيير الواقع، والتأكد من أنهم سيحظون بمستقبل أفضل، وأدرك أنه مر 4 سنوات على هذا الحدث، ولكن 4 سنوات ليست وقتًا كبيرًا فى تاريخ الثورات». وتابع: «كما رأينا ملايين المصريين الذين فاجأوا العالم مرة أخرى فى الشوارع فى 30 يونيو 2013، وذلك بعد فترة قصيرة من ثورة يناير، لكنهم أدركوا أن التغيير الذى كان يحدث حينها كان يأخذ البلاد فى اتجاه مختلف عن ذلك الذى يرغبون فيه، فخرجوا لوضع البوصلة فى الطريق الصحيح».

ومضى يقول: «مصر الجديدة هى مصر الحضارة، ومصر التنوع، ومصر تتماشى مع عالميها المباشر والأوسع، العربى والمجتمع الدولى، دون نزاع، وبلا تعارض فى المصالح.. هذه هى مصر الجديدة».
وعن التظاهر، قال الرئيس السيسى إن «فكرة الاحتجاج ليست هى القضية بل الفوضى والاضطراب، وهما أمران خطيران للغاية بالنسبة لاستقرار وأمن البلاد، فهناك 90 مليون نسمة يحتاجون مستوى معيشة أفضل، وهو ما يتطلب من أجل تحقيقه كمًا هائلًا من الاستقرار والأمن». وأضاف: «وذلك فى الوقت الذى تمر فيه مصر بحرب شرسة ضد الإرهاب والتطرف، ومن أجل تحقيق التوازن بين الحريات وحرية التظاهر من جانب، واستقرار ذلك البلد الكبير من جانب آخر، يجب وضع هذه الصيغة المهمة للغاية فى الاعتبار عندما ننظر إلى الموقف فى مصر».
وتابع: «نحتاج مثل أى دولة متقدمة فى العالم إلى احترام المؤسسات وعدم التدخل فى عمل القضاء، وهذا مهم أن ننظر إليه فى هذا الوقت المهم».
وبشأن تذليل العقبات أمام المستثمرين الغربيين، قال الرئيس السيسى: «نحاول جاهدين تناول هذه القضية، ونحاول حلها والخروج منها فى إطار قانوني».
وعن «المخاطرة الكبيرة» بخفض دعم الوقود والإصلاحات الاقتصادية الأخرى التى سيتخذها، قال السيسى: «اسمح لى أولًا أن أستغل منتداكم لكى أتقدم بالشكر والتقدير للمصريين، لشعبى، ففى واقع الأمر بهذا القرار وحجمه قد شعرت أنه مُلحًا ولكنه ليس خطيرًا، لأننى اعتمدت بشكل كبير على وعى الشعب».
وأضاف الرئيس «لقد أدركوا وفهموا أن القرارات الصعبة تهدف لمصلحتهم، وذلك على الرغم من كل الظروف الصعبة التى مروا بها، فقد قبلوا بهذه القرارات، وهؤلاء هم الشعب الواعى، الشعب العظيم».

وتابع: «نعمل، فى الوقت ذاته، على فرز المشاكل التى تراكمت على مدى الأربع سنوات الماضية مع المستثمرين المصريين، والأجانب، والعرب.. ونحن قادرون للغاية على فرز الكثير من هذه القضايا، ونعمل على إنهائها تمامًا».
وحول أهمية القطاع الخاص فى أخذ زمام المبادرة إزاء تنمية الاقتصاد المصرى، قال الرئيس «الجواب بسيط، حيث نعول بشكل كبير للغاية، ونعمل بقوة من أجل خلق مناخ خصب يتمخض عنه نمو اقتصادى للقطاع الخاص.. نعم لدينا قطاع عام، ولكنه يتم توجيه كل التركيز وجميع الجهود لصالح التأكد من أن المستثمرين يمكنهم القدوم إلى مصر فى مناخ جاذب، وفى بيئة صديقة للاستثمار».
وحول إمكانية وجود حد للقيود المفروضة على رأس المال فى المستقبل القريب، قال الرئيس: «فى واقع الأمر، لا يمكننى الحصول على صيغة مطلقة، شيء مثل اللونين الأبيض والأسود.. ولكن يجب أن يكون هناك توازن إزاء كيفية معالجة القضايا الاقتصادية، والأكيد أننا نتقدم اقتصاديًا، ونعزز اقتصاد البلاد».
وفى رده على سؤال حول خفض قيمة الجنيه أمام الدولار، قال «السيسى»: «نبذل جهودًا لضمان إبقاء الجنيه المصرى فى قيمة مناسبة، وملائمة، لمواجهة عملة الدولار القوية، لأن خفض قيمة الجنيه المصرى لها تأثير سلبى على ارتفاع الأسعار داخل مصر».

وعن مصدرالمليارات والاستثمارات التى يحتاج إليها «السيسى» لتنفيذ خططه الاقتصادية، قال: «هناك خطين رئيسيين فى ذلك أنه منذ عام ونصف العام، حذرنا أصدقاءنا، قلنا انظروا على خريطة السياحة فى منطقتنا، وانظروا كيف تكلف هذه الخريطة، وحذرنا أيضًا من المقاتلين الأجانب من جميع أنحاء العالم الذين يجرى وضعهم فى سوريا».

وقال: «لقد تشاركنا هذا مع أصدقائنا، وعلى رأسهم الأصدقاء الأمريكيين، قلنا إنه يجب علينا أن نكون واعين، وحذرين لما يحدث، وللأسف أن ما كنا نحذر منه حدث بالفعل، أريد فقط أن أقول شيئًا واحدًا، وهى أن مصر هى حجر الأساس للاستقرار فى الشرق الأوسط، وهذه هى الرسالة التى يحتاج أن يسمعها ويفهمها العالم أجمع».