أرسلت أسر المختطفين الأقباط بليبيا رسالة مسجلة بالبريد والفاكس إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الخميس، لطلب مقابلته، بعدما سئموا من مسكنات المسؤولين بشأن أزمتهم، وعدم وجود مساع إيجابية للإفراج عن المختطفين، وسوء أوضاعهم الاقتصادية، وتوقفهم عن العمل، في ظل عدم وجود رصيد يحفظ لهم كرامتهم والقليل من العيش لأبنائهم، وجاء نص الرسالة كالآتى:
«من أسر المختطفين الأقباط الفقراء إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى في قصر الاتحادية،
سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس كل المصريين:
نحن أسر المختطفين المصريين في دولة ليبيا نرسل لسيادتكم رسالة عاجلة من قلوب تنزف دماً بالألم والحزن، من أمهات تعتصر قلوبهن وجعًا.. من أطفال لا تكف عن البكاء حزنًا على آبائهم المختطفين، من منازل فقيرة تفتقد ما يحفظ كرامة الإنسان، من عيون لا تعرف النوم بعد طرقنا كل الأبواب الرسمية ولا نجد من يريحنا أو يولينا الاهتمام، وليس هناك من يشعر بمأساتنا؛ فلم نجد طريقً سوى أن نرسل لسيادتك بهذه الرسالة لعلنا نجد في قلب رئيسنا المحبوب ردًاّ على رسالتنا، وأن يمنحنا بعضًا من وقته لمقابلتنا؛ حتى نروي له ما يخفف من عذابنا، لنجد حلًا في الكارثة التي حلت بنا بعد خطف أبنائنا، الذين لايزال مصيرهم مجهولًا.
سيادة الرئيس، نحن أبناؤك الذين تحدثت عنهم بأنه لا يوجد فرق بين أي مصري، ويجب أن نتحدث بلغة واحدة وهي «المصريين»، ونحن دفعنا ثمنًا غاليًا من المتغيرات السياسة التي وقعت خلال الأعوام الماضية، وكان استهدافنا كمسيحيين واقعًا شاهده العالم أجمع، ولكن اليوم تحول الأمر إلى استكمال في دفع ثمن المتغيرات السياسية خارج الوطن، في الوقت الذي لم تقم الدولة بدورها في توفير الحياة الكريمة لأبنائها، ولاسيما في صعيد من مصر من فرص عمل وخدمات، فاضطر أبناؤنا للمخاطرة بحياتهم من أجل لقمة العيش، وتوفيراً لأقل ما يحفظ كرامتنا ويطعم أبناءنا، ويأتي اليوم الذي تزداد فيه مأساتنا بخطف 27 من أبنائنا، ونشعر بتقصير واضح من حكومتكم الموقرة في اتخاذ الأزمة على محمل الجد، لاتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ المختطفين قبل إصابتهم بمكروه.
سيادة الرئيس، إنكم حقاًّ قدمتم لبلادنا الكثير بإنقاذ مصر من مصير كان سيلحق بها مثل دول الجوار، ولذا جاءت مساندتنا لكم في كل خطواتكم شعورًا بدورنا الوطني وحبًا لبلادنا، ولكن كل ما نأمله هو مقابلة سيادتكم بعد شعورنا بأن لقاءاتنا بالمسؤولين في الخارجية لم تكن سوى مجرد عملية تسكينات، ولا نجد ما يشير إلى أن هناك خطوات تتم من أجل تحرير المصريين المختطفين، ولذا نناشدكم الالتفات لفقراء الصعيد من أبنائكم أسر المختطفين، لاسيما أننا لم نجد أي اهتمام من مسئولي السلطات التنفيذية في المحافظة، التي لم تكلف نفسها عناء زيارة الأسر الفقيرة أو مساعدتها في محنتها، وكأننا خارج نطاق المواطنة، ولاسيما أن جميع أعمالنا متوقفة ولا يوجد رصيد لنا للإنفاق على أبنائنا، ولم تقوم الدولة بدورها برعايتنا في هذه المحنة، ولدينا بعض المرضى وتلاميذ المدارس، فنحن نعيش على العمل اليومي بحثًا على الرزق في أعمال الزراعة، ولكن الآن كيف لنا أن نعمل وهناك فلذات أكبادنا تحت يد جماعات لا تعرف سوى لغة الدم.
سيادة الرئيس، لقد جلست عدة مرات مع قيادات حزبية وشبابية وإعلامية للاستماع لهم، فهل كثير أن تجلس مع أبنائك الذين يمرون بكارثة يحتاجون الحديث معك لننقل لسيادتكم شعورنا ومأساتنا التي عجز المسؤولون عن نقلها، نحن مصريون ليس لنا طريق آخر سوى أن نطرق باب قصرك لأنك رئيس لكل المصريين، ونعلم الأعباء الجسيمة التي تحملها على عاتقك من أجل بناء بلادنا بعدما دمرها المتطرفون، ولكن ليس لنا سوى بابك لأننا نعلم مشاعرك وتقديرك لكل مصري، ولاسيما الأسر الفقيرة، التي لا تترك مناسبة وتتحدث عنهم، نحن ننتظر رد سيادتك آملين ألا يغلق بابك في وجهنا فنعود مكسورين، وألا يكون هناك وسيط بيننا وبينك، فنحن رعيتك الذي تعمل من أجل رفع المعاناة عنهم، وندرك أنك لن تتركنا أو تترك أبناءك المخطوفين، وإعادتهم ورد الكرامة لبلادنا المستهدفة من جماعات لا تعمل إلا لهدف هدم الأوطان.
أسر المختطفين المصريين».