«المفتي»: نريد إعلام الإنارة.. وموقع الجريدة يقدم خدمة «اسألوا دار الإفتاء»

كتب: أحمد البحيري الأربعاء 21-01-2015 20:03

وقّعت دار الإفتاء ومؤسسة «المصرى اليوم» بروتوكول تعاون، مساء أمس الأول، فى مقر الجريدة، بهدف نشر المفاهيم الدينية الصحيحة ومواجهة موجات التطرف والتشدد الدينى.

وينطلق البروتوكول من إيمان «الإفتاء» و«المصرى اليوم» بضرورة نشر المفاهيم الدينية الصحيحة فى ضوء وسطية واعتدال الإسلام لمواجهة موجات التطرف والتشدد التى تشوه صورة الدين الحنيف، وإيمانا بأهمية وسائل الإعلام فى التواصل مع الجمهور وإيصال رسالة دار الإفتاء إلى المصريين جميعًا.

ويتضمن بروتوكول التعاون تبادل الخبرات والمعلومات، وتدريب «المصرى اليوم» القيادات والعاملين بدار الإفتاء على النواحى الإعلامية، وتزويدهم بمختلف مهارات وفنون الصحافة وأصول التواصل مع الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، والوصول لأكبر قدر ممكن من الناس بما يدعم «الإفتاء» فى القيام برسالتها فى نشر منهج الوسطية فى أرجاء العالم.

كما تم الاتفاق على إنشاء خدمة مخصصة على الموقع الإلكترونى لجريدة «المصرى اليوم» تسمى «اسألوا دار الإفتاء المصرية» تقوم من خلالها باستقبال أسئلة جمهور وقراء الجريدة، وتحويل هذه الأسئلة إلى دار الإفتاء - بحد أقصى 10 فتاوى فى اليوم - لتقوم الإفتاء بإرسال الإجابة إلى «المصرى اليوم» ليتم نشرها مع نشر رابط صفحة «دار الإفتاء» على «فيس بوك» مع ما يتم بثه من أخبار أو فتاوى.

وقّع بروتوكول التعاون عن دار الإفتاء الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، وعن «المصرى اليوم» على السيد، رئيس التحرير.

وأكد «علام»، فى كلمته خلال توقيع البروتوكول أن البروتوكول يأتى رغبة من دار الإفتاء فى الاستفادة من التجارب والخبرات الصحفية العديدة التى تتميز بها جريدة «المصرى اليوم» العريقة ودورها الرائد فى عالم الصحافة والإعلام، وقال: «بدون الإعلام لن يصل صوتنا إلى الناس، وعلينا أن نستعمله لنستثير الشرفاء للنهوض بوطننا ومواجهة كل التحديات التى تواجهنا».

وأضاف أن هناك جذورًا اقتصادية واجتماعية وثقافية للتطرف الدينى الذى يتشكل فى ظل الفقر والبطالة وفى الأحياء العشوائية، مشيرًا إلى أن معالجة هذه القضايا الاقتصادية والاجتماعية تظل مقصورة عن احتواء الظاهرة ما لم يكملها جهد ثقافى لنشر الوعى الدينى للشباب والفئات المهمشة وتغذية وجدانهم بالقيم الدينية الصحيحة، وهذا لا يكون إلا عبر وسائل الإعلام التى تلعب دورًا لا يستهان به فى هذا الصدد لتعريف الناس بما يعيشه المجتمع من مشكلات وأسبابها، وكيفية علاجها، وتقديم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدين على نحو صحيح يساعد المواطنين على السلوك القويم. وتابع المفتى: «نعول على الإعلام فى تنوير وتبصير الناس، وتعريفهم بثقافة الاستفتاء، فنحن نريد من الإعلام الإنارة والتبصير، وأن نغذى أنفسنا فكريًا».

وأشار إلى المسؤولية الأخلاقية الكبيرة لأجهزة الإعلام، قائلاً: «ينبغى إيجاد ميثاق شرف إعلامى، خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن، كما يجب التدقيق فى العلماء الذين يخرجون على شاشات الفضائيات وصفحات الصحف ومواقع الإنترنت».

وطالب وسائل الإعلام بتبنى قضية إنارة المجتمع وبث روح الثقافة الراقية وتحرى الدقة والحصول على المعلومة من مصدرها بدلًا من الإثارة.

وأكد مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء تعتبر شريكًا فاعلاً فى كل الأحداث، بل مؤثر، ولم تقف يومًا أمام أى إساءة توجه إلى الإسلام والمسلمين موقف المتفرج بل ترد بأسلوب عملى، يتمثل فى نشر التوعية من خلال المحاضرات والإصدارات، وإيفاد علمائها فى بقاع الأرض لبيان صحيح الإسلام، وقادت خلال الفترة الماضية حملة عالمية لتغيير النظرة السلبية عن الإسلام والمسلمين ولتصحيح صورة الإسلام ونبى الرحمة.

وأوضح أن الدكتور إبراهيم نجم، مستشار المفتى، شارك فى التوعية بالإسلام ونبى الرحمة، صلى الله عليه وآله وسلم، فى مدينة نيويورك، وتضمنت هذه الجولة إلقاء عدد من المحاضرات عن الإسلام ونبى الرحمة فى جامعات ومدارس وكنائس نيويورك الأمريكية، كما شملت عقد عدة ندوات ومحاضرات دينية، والإجابة عن الاستفسارات الدينية للجاليات الإسلامية، ولقاءات إعلامية موسعة لتوضيح الموقف من كل الأمور والمستحدثات والتطورات والقضايا الراهنة.

وقال المفتى: «إننا دعونا إلى التعامل مع إعادة نشر الرسومات المسيئة للرسول الكريم فى مجلة شارلى إيبدو بالحكمة لا بالحماقة، وبالأسلوب الهادئ لا بالاندفاع الزائد، وطالبنا بعدم تكرار السيناريو الدنماركى السيئ الذى مازلنا نعانى من تبعاته حتى الآن، ودائمًا ما نعرض جهود دار الإفتاء الحثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمى لتحصين الشباب من الوقوع فى براثن الفكر المنحرف، ووجهنا رسالة مهمة إلى الجاليات المسلمة فى أوروبا خاصة بالاندماج الإيجابى فى مجتمعاتهم الأوروبية ونبذ التطرف وإعلان موقف موحد ضد الإرهاب».

وأضاف: «إننا اعتزمنا فى دار الإفتاء - فى ظل موجة العنف الأخيرة التى تزامنت مع نشر الجريدة الفرنسية صورًا كاريكاتيرية ساخرة ضد الإسلام ونبى الرحمة - على إصدار كتاب نتحدث فيه عن القيم الأخلاقية النبوية، خاصة خلق الرحمة، التى ظهرت ملامحه فى تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع الكبار والصغار ومع المسلم وغير المسلم على حد سواء، حتى إن رحمته العظيمة قد شملت الشجر والحجر، بالإضافة إلى التواصل مع صحيفة «لوموند» الفرنسية لنشر مقال رأى، نقوم من خلاله بشرح التصور الإسلامى عن الأنبياء جميعا، باعتبارهم رسل سلام وخير للبشرية، وأنهم قابلوا الإساءة بالإحسان وأقاموا أسسا أخلاقية ساهمت فى بناء الحضارة الإنسانية».

وأشار إلى أن حياة النبى كانت مفعمة بالرحمة، التى يجب أن نطبقها فى حياتنا المعاصرة، ولذلك أطلقت دار الإفتاء حملة سمتها «كونوا قوة دافعة للرحمة» تهدف إلى نشر خلق النبى وأفعاله الرحيمة بين البشر، سواء مسلمين أو غير مسلمين، كما قامت دار الإفتاء فى هذا الإطار بإعداد مجموعة من الفيديوهات تتحدث فيها باستفاضة عن خلق النبى، خاصة إزاء الحملات الغاشمة على الإسلام والمسلمين من أعدائه المتربصين به.

وشدد على أن الحملة تهدف فى جملتها إلى تنوير الرأى العام الغربى ونشر فكر الرحمة بينهم، لتكون ردًّا صريحًا على المتطرفين والإرهابيين الذين ينسبون إجرامهم إلى الإسلام كذبًا وادعاءً، حيث ساهمت وسائل الإعلام الغربية فى ازدياد اللهب وإشعال فتيل الأزمة والاحتقان بإعطاء هؤلاء المتطرفين المنابر الإعلامية لسماع آرائهم المتطرفة، التى تؤثر سلبًا، ليس فقط على صورة الإسلام، بل ينعكس الأثر السلبى على الأقليات المسلمة التى تعيش فى الدول الغربية، حيث إنهم يعانون من آثار الاضطهاد والعنصرية، مأخوذين ظلمًا وعدوانًا بتطرف قلة من المنتسبين للدين الإسلامى الحنيف.

وتابع المفتى أنه من ناحية أخرى ووفق منهجها فى التعامل مع القضايا الإسلامية داخليًّا وخارجيًّا تحرص دار الإفتاء على إيفاد علمائها إلى الخارج، لتحسين الصورة وتصحيحها وإزالة كل ما لصق بها، حيث سيقوم «علام» بجولة خارجية لإلقاء مجموعة من المحاضرات والدروس فى كل من دول شرق آسيا وأوروبا وأمريكا لمواجهة وتفنيد مزاعم المتطرفين والإرهابيين وتصحيح تعاليم الدين وإزالة ما لصق بالإسلام من أفعال، هو منها براء، وتصحيح الصورة المغلوطة عن نبى الرحمة، التى يحاول المغرضون إلصاقها به.

وأكد مفتى الجمهورية أن مصر ستظل آمنة مطمئنة بفضل رجالها الأوفياء وتكاتف شعبها ووقوفهم سدًا منيعا وراء جيشهم وحكومتهم ورئيسهم ضد قوى الإرهاب والتطرف، فمصر دولة عربية مركزية، وهى بلا شك مستهدفة للإخلال بأمنها لصالح جهات معينة، مؤكدا أهمية وخطورة المرحلة التى يمر بها الوطن الآن، فهى تعد من أصعب المراحل داخلياً وخارجياً، وتحتاج إلى دعم سياسى واقتصادى استثنائى، وإلى إعادة التكاتف من جديد وجمع المصريين حول حلم واحد لمستقبل الدولة.

وأشار إلى أننا «شاهدنا جميعا جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية والمكوكية، وسعيه الدؤوب على المستوى الخارجى، التى شملت زيارة دول عربية شقيقة وآسيوية وأوروبية، بالإضافة إلى روسيا والصين، فضلا عن زيارته التاريخية لأفريقيا وإعادة دور مصر الريادى بالقارة السمراء وتنويع علاقات مصر الخارجية، وفتح آفاق جديدة للوطن، ودعم وزيادة التعاون الاقتصادى، ودعوة رجال الأعمال للاستثمار فى مصر، بالإضافة إلى الحديث عن تعاون فى مجالات أمنية، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف».

وشدد المفتى على أننا فى تلك المرحلة مطالبون أكثر من أى وقت مضى بالتعاون والعمل لبناء ما نطمح إليه من وطن عزيز كريم لأهله وللناس كافة، فالمصلحة العامة للبلاد لابد أن تُقدم على المصلحة الشخصية، ويجب التأكيد على أهمية الاستفادة من المصريين فى الخارج فى تدعيم الروابط بينهم وبين وطنهم الأم، وتعزيز التواصل والتفاعل معهم ليكونوا ممثلين لوطنهم فى المجتمعات التى يقيمون بها، بحيث ينقلون الصورة الحقيقية للمجتمع المصرى بقيمه ومبادئه، فضلاً عن شرح التطورات التى شهدتها مصر والعمل الجارى فى مختلف الميادين، لدفع عملية التنمية الشاملة، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من خبرات ومقترحات أبناء مصر فى الخارج الذين يمثلون ثروة كبيرة، وينبغى الاهتمام بهم والعمل على إشراكهم فى الجهود التى تقوم بها الدولة لبناء المستقبل، والذى يتطلب عملاً جاداً دؤوباً وإرادة حقيقية واعية بالتحديات وسبل مواجهتها.

من جانبه، أعرب على السيد، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، عن سعادته البالغة بتوقيع بروتوكول التعاون، بما يمثله من قيمة كبيرة فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب.

وأكد «على» أننا فى ظل الظروف الراهنة وما تمر به الدولة من تحديات ومخاطر أحوج ما نكون لمواجهة تيارات التشدد والتطرف الدينى التى تشوه صورة الإسلام ولا تعبر بأى حال عن المنهج الإسلامى الصحيح الذى يسعى دائما لنشر التسامح والسلام فى مختلف أنحاء العالم.