عن ليلى مراد وإسرائيل مرة أخرى

سمير فريد الأربعاء 21-01-2015 21:24

على غلاف عدد السبت الماضى من مجلة «روزاليوسف» صورة ليلى مراد «1908 - 1995» وعنوان «ليلى مراد نجمة إسرائيل البريئة»! وداخل العدد الحلقة الأولى من دراسة بعنوان «نساء الموساد»، والعنوان «عملية تجنيد ليلى مراد وراقية ونجمة إبراهيم» للأستاذ توحيد مجدى، والثلاث المذكورات من كبريات نجمات التمثيل فى تاريخ السينما المصرية، وكن من يهود مصر، والكاتب - كما هو واضح من بعض مصادر دراسته - يجيد اللغة العبرية.

من المعروف أن وجود إسرائيل على أرض فلسطين عام 1948 لم يؤد فقط إلى المآسى التى يعانى منها الشعب الفلسطينى منذ ذلك الحين، وإنما أدى أيضاً إلى الشك فى مدى انتماء أى يهودى فى العالم إلى وطنه، أو فى أحسن الأحوال إلى اعتبار أن ولاءه مزدوج إلى وطنه وإلى إسرائيل، وذلك على أساس الادعاء الصهيونى بأن إسرائيل هى وطن كل اليهود.

وكما قال شابلن، عندما عرض عليه بن جوريون عام 1947 أن يحمل الهوية الإسرائيلية رقم 1، ساخراً: «إن استهداف جمع كل اليهود فى فلسطين مثل استهداف جمع كل الكاثوليك فى الفاتيكان»، وكان يهود مصر موضع الشك مثل غيرهم فى كل مكان، وقد هاجر عدد كبير من يهود الدول العربية، أو هُجِّروا إلى إسرائيل، ولكن أقل عدد كان من مصر، ولا يتجاوز ثلاثة فى المائة منهم، أغلبهم من الفقراء، وكان عدد يهود مصر فى النصف الأول من القرن العشرين قد وصل إلى ما يقرب من ثلاثمائة ألف، أى حوالى نصف عددهم فى فرنسا الآن.

وقد كنت أتصور أن ملف الشك فى ليلى مراد قد أغلق تماماً بعد أن ثبت أن ولاءها كان لمصر مثل أى مواطنة، ولكن يبدو أنه لن يغلق أبداً، والأمر نفسه بالنسبة لنجمة إبراهيم «1910 - 1976» التى فقدت بصرها عام 1963، وعولجت على نفقة الدولة فى إسبانيا وشفيت، وإذا كان صحيحاً أن «الموساد» حاول تجنيدهما، فهذا لا يعنى الشك فى ولائهما، وهذا ما تريده إسرائيل تماماً.

وهناك خطأ فى المعلومات فيما يتعلق بأن راقية إبراهيم كانت شقيقة نجمة إبراهيم، فلم تكن هناك أى صلة عائلية بينهما، وإنما مجرد تشابه لقب العائلة، وكان لنجمة إبراهيم شقيقة تعمل بالتمثيل أيضاً، ولكن اسمها سيرينا إبراهيم «ولدت 1888»، وملف راقية إبراهيم لايزال غامضاً، فقد هاجرت من مصر وهى فى ذروة التألق، ولكن أحداً لا يعرف إلى أين، وهل لاتزال تعيش وأين!

samirmfarid@hotmail.com