آلو..!!

كتب: حاتم فودة الأربعاء 21-01-2015 21:22

الحب «28»

■ قابلت فى سفرياتى للخارج شبابا مصريين معظمهم من خريجى جامعاتنا يعملون فى تلك الدول الأوروبية فى مجالات بعيدة عن دراساتهم.. منهم من يعمل فى طائفة المعمار، ومنهم من يقدم الطلبات فى المقاهى، ومنهم من يغسل الصحون فى المطاعم والفنادق وغير ذلك.. يقبلون بذلك خارج مصر ويأبون القيام بمثله هنا، وإن كان نتيجة لارتفاع معدل البطالة مؤخرا أصبح هناك من يعمل فى أعمال مشابهة كتوصيل الطلبات أو فى سوبر ماركت.. إلخ برغم حصوله على البكالوريوس!!

■ فى دول أوروبا يأتى «السباك» ليقوم بإصلاح ما يلزم، وفى المساء قد تجده فى مقعد مجاور لك بأحد المطاعم الراقية مع أسرته أو رفيقته.. للأسف كثير من شبابنا المتعلم يأبى أن يعمل سباكا أو «مكوجى» أو حارسا لعقار.. إلخ، وتظل الحقيقة أن الكليات تقذف كل عام بمئات الآلاف من الخريجين فى مجالات شتى لا تحتاج إليها سوق العمل فى مصر!!

■ كثيرون سيرفضون أن يعملوا بوظيفة عامل نظافة «كناس» حتى لو كان دخلها مناسبا، ويعلقون بأنهم خريجو تجارة أو حقوق أو.. فكيف يتأتى هذا؟، وإذا تقدموا لخطبة فتاة سيرفض أهلها حتى لو كانوا قادرين ماديا!!

■ فى سبتمبر 2001 سافرت ضمن وفد محدود من الجمعية العربية للإدارة برئاسة الدكتور على السلمى إلى «قنا» بدعوة من محافظها وقتها اللواء عادل لبيب.. قضينا أربعة أيام شاهدنا وناقشنا وحاضرنا واقترحنا.. أثارنا فى تجربة تنمية قنا مستوى النظافة الفائق لكل الشوارع والحوارى والأزقة.. لقد كون المحافظ هيئة مستقلة تابعة للمحافظة من الشباب التحق بها 3000 شاب يعملون فى ثلاث ورديات متصلة، كلٌّ مسؤول عن منطقة محدودة، والمقابل كان مجزيا.. والنتيجة انخفضت البطالة وحصلت قنا على شهادة الأيزو 14001 وعلى لقب «أجمل مدينة عربية» عام 2004!!.. ونستكمل غدًا.