■ يحتفل المصريون فى هذه الأيام بعيد «الغطاس» وهو ذكرى لمعمودية السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان أو النبى يحيى، كما جاء فى القراٌن الكريم... وكان يبلغ عمره ثلاثين عاما عندما نزل الروح القدس على السيد المسيح وإذ بصوت من السماء يقول هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت.
■ يقول المصريون يغطس النصرانى ويطلع البرد الحقانى (أى البرد الحقيقى) وفى قول آخر ويطلع البرد التحتانى باعتبار أن شهر كهيك برد فوق وبرد تحت!!.
■ يأكل المسيحيون فى هذا اليوم القلقاس والقصب، إذ يخفى القلقاس مادة سامة هلامية مضرة للحنجرة فإذا اختطلت هذه المادة بالماء تحولت إلى مادة نافعة.. والمسيحيون من خلال ماء المعمودية يتطهرون من سموم الخطيئة كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بمياه الطهى.. كما أن القلقاس يدفن فى الأرض ثم يصعد ليصير طعاما وهو ما يرمز إلى رفع قامة السيد المسيح، ولا يؤكل القلقاس إلا بعد خلع قشره فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، وفى المعمودية يخلع المسيحيون ثياب الخطيئة.
■ أما القصب فيجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية ويرتفع كاستقامة هذا النبات، وهو ينقسم إلى عقلات، وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل رحلة عمرية حتى يصل إلى العلو.. كما أن القصب كله أبيض وحلو الطعم، فيذكر بضرورة العلو فى القامة الروحية، وإفراز الحلاوة فى قلوب بيضاء نقية تعتصر من أجل الآخرين فتعطى شبعا.. والله أعلم!
سامح لطفى هابيل - المحامى بالنقض أسيوط