منذ بزوغ فجر ثورة 23 يوليو 1952 إلى يومنا هذا شهد المجتمع إجراء الكثير من الانتخابات سواء الرئاسية أوالبرلمانية وغيرهما، كذا الاستفتاء على الدستور وعلى تعديل بعض مواد الدستور وغيرها الكثير.. فى أعقاب كل انتخاب تظهر النتيجة لصالح الأقوى وبخاصة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتكون لصالح الحزب الحاكم، وتخرج علينا وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، مشيدة بأن الانتخابات تمت بمنتهى الحيدة والنزاهة والشفافية وفى جو ديمقراطى لم يسبق له مثيل!!..
تذكرت كل هذا عندما قرأت حوار الأديب بهاء طاهر، فى صحيفة الأهرام بتاريخ 16 الجارى، إذ فوجئنا بالرجل الذى يحتفلون بعيد ميلاده «الثمانين» يقول ردا على سؤال المحاورة : هل تشعر بالقلق إزاء الانتخابات البرلمانية القادمة؟ «أنا دائماً أقول عن نفسى أننى ناصرى، لكنى لم أر فى حياتى انتخابات ديمقراطية إلا الانتخابات التى سبقت مباشرة ثورة 1923 والتى فاز فيها حزب الوفد لأنها فعلا انتخابات حرة فى إدارتها وفرزها وإعلان نتائجها وهذا للأسف انتهى مع قيام ثورة 23 يوليو ».. انتهى كلام الأديب بهاء طاهر، وأتساءل : أيهما نصدق كلام الأستاذ / بهاء طاهر والذى شهد فى حياته انتخابات عديدة، أم نصدق إعلامنا ومسؤولينا منذ قيام ثورة يوليو 52 إلى الآن؟ إنها شهادة من رجل يقول عن نفسه إنه «ناصرى» وفى نفس الوقت يقول انتهت الانتخابات الديمقراطية مع ظهور العهد الناصرى..هذه شهادة رجل ليس بالهين.. شهادة أديب كبير حاصل على جائزة الجوكر، وعاش وعاصر الكثير من الانتخابات بحكم سنه قبل ثورة يوليو وبعدها، ولله الأمر من قبل ومن بعد!!.
صابر محمد عبدالواحد
– سوهاج – أخميم
عضو اتحاد الكتاب الأفريقيين والآسيويين