باحث سياسي عن حادث «شارلي إيبدو»: التطرف «ابن شرعي» للأنظمة السلطوية

كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 20-01-2015 16:35

قال الباحث الأردني في شؤون الحركات الإسلامية حسن أبوهنية، إن قمع الثورات العربية أعطى ذريعة للحركات التي تتبنى العنف، محملاً «سلطوية الأنظمة القمعية» في المنطقة، مسؤولية انتشار هذه الحركات، كما اعتبر التطرف «الابن الشرعي» لهذه الأنظمة «السلطوية».

وانتقد «أبوهنية»، خلال مشاركته في حلقة جديدة من برنامج «المناظرات العربية الجديدة»، تعامل الأنظمة العربية مع أتباع السلفية الجهادية من خلال الشق الأمني وغياب استراتيجية رسمية لمواجهة الإرهاب على المديين المتوسط والبعيد.

وفي السياق نفسه، أيّد ثلاثة من جمهور البرنامج، الذي يسجّل في العاصمة الأردينة عمّان، العملية الإرهابية التي استهدفت مطلع يناير الجاري صحيفة «شارلي إيبدو» الفرسية الساخرة وقتل رسامي الكاريكاتير العاملين بها، كرد فعل على الرسوم المسيئة للنبي محمد، وحماية للدين الإسلامي، حسبما أفاد بيان صادر عن البرنامج الثلاثاء.

وأصر اثنان من المشاركين في المناظرةعلى أنهما يقفان ضد مبدأ «القتل والتطرف والإرهاب»، مستدركين بالقول «لكن لا بد من وقف الإساءة للدين والمعتقد، وأن التطرف لا يرد إلا بالتطرف، لحماية الدين».

أدار الحلقة، التي سجّلت مساء الإثنين في المركز الثقافي الملكي، الإعلامية الأردنية لينا مشربش، وشارك في النقاش «أبوهنية»، الذي تبنى طرح الحلقة، فيما عارضه وزير التنمية السياسية والشؤون البرلمانية وأمين عام حركة اليسار الاجتماعي الأردني الدكتور خالد الكلالدة.

وأدان الطرفان المتناظران في حلقة «الحوارات العربية» قتل رسامي «شارلي إيبدو»، مطالبان في الوقت نفسه بسن قوانين تحظر ازدراء الأديان والإساءة للمعتقد، كما اتفقا على أن أعمال القتل والارهاب والسبي التي يمارسها تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» باسم الإسلام «تعد أخطر على الدين، مما قامت به هذه الرسوم الكاريكاتيرية».

وقال «أبوهنية»، إن العالم العربي «يتبنى التطرف»، معتبرًا السبب «سلطوية الأنظمة القمعية منذ مرحلة انتهاء الاحتلال الغربي، والتي زادت مع ربيع الثورات العربية عندما حاولت الشعوب التخلص من عبء الدكتاتوريات والسلطوية والفساد»، مضيفًا «وللأسف الشديد تم قمع الثورات، وبالتالي أعطت ذريعة أخرى لحركات عنيفة، فلا تخطىء العين هذا التطرف الذي ينتشر بدءً من سوريا والعراق، مرورًا باليمن وانتهاء بليبياً».

وانتقد الباحث السياسي تعامل الأنظمة العربية مع أتباع السلفية الجهادية من خلال الشق الأمني، وغياب استراتيجية رسمية لمواجهة الإرهاب على المديين المتوسط والبعيد، معتبرًا التطرف «الابن الشرعي لهذه الأنظمة السلطوية«وأن سياسيات هذه الدول تغذي التطرف. وأشار إلى أن عديد أنظمة عربية استخدمت هذه الجماعات المتشددة لأغراض سلطوية ومن ثم بدأت بمعالجة هذه الظاهرة حين كبرت وفقدت السيطرة عليها.

في المقابل، قال الدكتور خالد الكلالدة إن التطرف «ليس دينيًا» ويجب ألا يلصق بفكر واحد دون غيره، مشيرًا إلى أن ثمّة أنظمة سدّت الأفق وغيبت العدالة وتكافؤ الفرص، فيما لا يجد جيل الشباب المتعلم حياة كريمة وطريقة للتعبير وتفاهمات مع الأنظمة، بحسب قوله.

وألقى الوزير اللوم على بعض الأنظمة بسبب إغلاقها أبواب الحوار والنقاش خلال العقود الماضية، قائلاً «لذلك سقطت، فالقمع لا يقابله إلا القمع والتطرف لا يقابله الإ التطرف»، كما طالب الشباب بتأطير أنفسهم ضمن تيارات وأحزاب ذات برامج واضحة.
وفي ختام الجلسة صوت 64% من الجمهور تأييدًا لعنوان المناظرة التي شهدتها الحلقة وهو «العالم العربي يتبنى التطرف بدلاً من مكافحته»، فيما كانت النسبة 58% قبيل بدء المناظرة التي شهدت جدالاً ومناقشات بين المتناظرين من جهة وبينهما وبين الحضور، الذي قدّر عدده بـ150 شخص.

يذكر أن برنامج «المناظرات العربية» أطلق مطلع 2011، ويمثل منبرًا للمساءلة والمحاسبة في إطار الديمقراطية، وتمول الخارجية النرويجية الموسم الرابع من هذه المناظرات، التي تتواكب مع حملات واسعة في مدارس وجامعات عربية، ضمن مسعى تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية من خلال ندوات ونقاشات عامة.

ويبث البرنامج حلقاته باللغتين العربية والإنجليزية، عبر شاشة تليفزيون «دويتش فيلله» إلى جانب شركائها في الإقليم والعالم، بما في ذلك قنوات «أون تي في» On TV المصرية.