أحوالنا فى طنطا

أيمن الجندي الثلاثاء 20-01-2015 21:27

ترتقب جماهير محافظة الغربية حركة المحافظين القادمة، والتى قيل فى وقت ما إنها ستتضمن تغيير محافظ الغربية، ثم عادت الأنباء تخمن بقاءه فى منصبه. يهتمون لأنهم لم يتخلصوا بعد من ذلك الإحساس الخادع الذى يُدعى «الأمل»، والذى يشعرون به برغم أنه لا توجد معطيات تدعو للتفاؤل.

الحقائق الراسخة التى لا يمكن إنكارها أن مدينة طنطا تنحدر من سيئ إلى أسوأ. وأنها صارت بقعة جهنمية من القذارة والفوضى. ولذلك لا تشتكوا بعد ذلك من ازدحام العاصمة وانتقال أهل الأقاليم إلى هناك. حينما تتجه كل الخدمات إلى القاهرة، وتُشق الطرق من أجل حياة أسهل لسكانها، بينما تُهمل الأقاليم تماما فإن الكثيرين سيذهبون هناك، وهذا ما يحدث منذ سنوات طويلة.

الوضع فى طنطا كما يلى: تم توسعة شارع البحر الرئيسى الذى يقع عليه مبنى المحافظة بعد اغتيال جميع الأشجار التاريخية التى تعود إلى أكثر من قرن مضى. اشتكى الجميع وقتها من مذبحة الأشجار لكن أحدا لم يعبأ. تمت زيادة نهر الطريق فعلا على حساب المارة الذين صار عبورهم الطريق إنجازا. بالنسبة لى أُضيف لى هم قاتل فى عبور الشارع، خصوصا أننى مضطر لعبوره عدة مرات فى الذهاب والإياب، حيث يقع بيتى فى ناحية ويقع عملى ومصالحى الأخرى فى ناحية. قد يبدو لكم الأمر تافها ولكنه أضاف هما إلى همومى العديدة، خصوصا أنه لا يوجد نفق مشاة ولا كوبرى علوى على مسار الشارع. وحتى إشارات المرور قليلة جدا ولو تتبعناها للمرور الآمن فإنى سأجد بعيدا جدا عن حاجتى. لا داعى للإشارة إلى القتلى الذين سقطوا تحت عجلات السيارات وكبار السن المصابين بمرض هشاشة العظام الذين تكسرت عظامهم، فكل هؤلاء لا قيمة لهم أصلا ولا يعدون أن يكونوا من عبيد إحسانهم.

قيل إنه أنفق عشرات الملايين على توسعة شارع البحر! وقيل إنه أنفق عشرات الملايين على تجديد مبنى المحافظة وكسوته بالرخام. مبالغ كانت تكفى لرصف شوارع المدينة بأكملها! لكننا بلد غنى.. لا تصدقوا أننا بلد فقير مهمل. لا تصدقوا أعينكم حينما تسيرون فى الشوارع الجانبية، بل الشوارع الرئيسية الأخرى غير شارع البحر الذى يمر منه المسئولون ولذلك يجب أن يبدو لامعا. لو دخلتم بضعة أمتار ستجدون الأسفلت المهشم الذى حفروه منذ سنين طويلة للغاز أو المجارى ثم أهالوا التراب عليه كقبر، وتركوه على حاله طيلة السنين الماضية. سوف تشاهدون تلال القمامة فى كل مكان، وبحيرات المجارى. مرحبا بكم فى مدينة طنطا.

كنت منذ أيام أسير مع صديقى فتوقفت أمام مقلب زبالة يسد نهر الطريق، وقلت لصاحبى: «هل تعتقد أن المحافظ يمر من هنا؟ هل تعتقد أن واحدا من المحافظين السابقين الذى تعاقبوا علينا قد سار فى الشوارع الجانبية؟».. لا أستطيع أن أتصور نفسى محافظا ثم أسمح بوجود هذه القمامة حتى لو كنستها بنفسى! لو كان كل واحد من هؤلاء المحافظين قد رصف شارعا واحدا لكنا الآن فى وضع أفضل! لكنهم يأتون ويذهبون دون أى إصلاح ولو هامشى. هذا بالرغم من أننى كتبت مرارا وتكرارا مع قدوم كل محافظ جديد أطالبه بإصلاح طنطا. حتى عادل لبيب ناشدته فلم يعرنى أذنا صاغية.

والحل؟ لا يوجد حل على الإطلاق طالما نحن عبيد إحسانهم. سنظل فى هذه القذارة حتى نموت، والحَكَمُ الله والموعدُ القيامة.