منارة العلماء.. مهتدى البؤساء.. مفتاح الهروب من البلاء، لا تعجب إنه «التعليم»، ولكن التعليم فى بلدنا يتدهور ويضمحل يوما بعد يوم فلقد قمنا بهدم حجر أساس التعليم «الإبداع» واستبدلناه بالتلقين فلم يعد الطفل قادرا لأن يطلق لخياله العنان، وأصبح مكبلا بأصفاد: كتاب المدرسة والنظم التعليمية الفاشلة التى باد عليها الزمان!.. هذه المعضلة ليست وليدة هذا الزمان ولكنها نتاج إهمال استشرى فى منظمة التعليم بكاملها منذ عقود. هذا الإهمال يبدأ من الوزير، الذى صار عاجزا عن تطوير المناهج التعليمية البائسة، والامتحانات الرديئة التى يشعل من أجلها البخور، وتقدم إليها القرابين، فهى تطالب الطفل بالوصول إلى الكمال وهذا أمر لا يعقل، مرورا بالمعلم، الذى جعل الأموال مطمحه الأول فى الحياة، وليس توصيل المعلومة للطفل، وصولا إلى الطالب الذى يستذكر دروسه لغرض الوصول إلى الدرجة النهائية، وليس أملا فى توسيع مداركه ومعلوماته.. الحل لا يكمن فى تجديد المناهج التعليمية فحسب ولكنه يقبع داخل عقول المصريين الخاملة التى تحتاج إلى ضخ دماء جديدة، وهذه الدماء هى الابتكار التى تخرج المرء خارج الحيز التقليدى للتعليم، مثلا لماذا لا يقوم الطالب بتطبيق دروس العلوم داخل المعمل؟.. لماذا يوجد كتب لمادة الحاسب الآلى؟ فيمكننا أن نستعيض عنها بتعليم الطالب وامتحانه على الحاسب الآلى مباشرة!!.. هذه الأفكار من السهل تطبيقها هى بحاجة إلى الاهتمام وفقط.
كريم ماجد موريس