أصدرت صحيفة «شارلى إبدو» الفرنسية الساخرة، أمس، عددها الأول منذ الهجوم الذى تعرضت له فى 7 يناير الجارى، وأودى بحياة 12 شخصا، وسط إقبال كبير شهدته منافذ البيع، ما دفع ناشر الصحيفة إلى زيادة نسخ العدد الجديد من 3 إلى 5 ملايين نسخة، فى الوقت الذى أثار فيه رسم كاريكاتيرى على غلاف الصحيفة يُقصد به أن يكون للرسول موجة من الاستنكار فى العالم الإسلامى، فيما تبنى تنظيم القاعدة فى اليمن الهجوم على المجلة الفرنسية، وقال شريط فيديو منسوب للتنظيم إن زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهرى هو من أمر بشن «غزو باريس»، انتقاماً للنبى.
ونددت الخارجية الإيرانية بإعادة نشر «شارلى إبدو» رسومات للنبى، مؤكدة أن الرسم «خطوة مهينة وتسىء إلى مشاعر المسلمين»، وانتقدت وسائل إعلام إيرانية نشر الرسم، وقال عزت الرشق، القيادى فى حركة «حماس»: «استغلت شارلى إبدو الموقف المتضامن من بعض القادة والمسؤولين العرب لتواصل نهجها المسىء للرسول دون أن تجد موقفًا صريحًا وجادًا ضد تماديها»، ووصف تنظيم «داعش» إعادة نشر الرسومات بأنها «خطوة بالغة الحماقة».
من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، فى بيان، أمس: «أبلغ رد على الإساءة للإسلام وللرسول هو التجاهل التام لهذه الأعمال المسيئة، لأن الحديث عنها يقدم للقائمين عليها خدمة لا يستطيعون تحقيقها بكل ما يمتلكونه من وسائل»، بينما دعا «المجلس الإسلامى فى بريطانيا» مسلمى العالم إلى التحلى بـ«الهدوء والسلام»، بعد نشر الرسم، ووقع على المناشدة 53 إماما فى المملكة المتحدة والعالم.
وفى تركيا، اتخذت السلطات تدابير أمنية مشددة، أمام مقر صحيفة «جمهوريت» المعارضة، فى اسطنبول، بسبب قيامها بتخصيص 4 صفحات فى عددها لنشر مقالات ورسومات كاريكاتيرية من «شارلى إبدو»، بما فيها الغلاف المثير للجدل، فى الوقت الذى تظاهر فيه اتحاد الطلاب الأتراك فى أنقرة، احتجاجاً على نشر الصحيفة التركية الرسومات.
وعلى النقيض، قالت الولايات المتحدة، أمس الأول، إن «شارلى إبدو» لها الحق «تمامًا» فى نشر الرسومات المسيئة، بينما قال رسام الكاريكاتير «لوز»، الذى رسم كاريكاتير غلاف «شارلى إبدو»: «رسمت محمداً على الغلاف كرجل طيب تدمع عينه، تأثرًا، لست قلقًا مما سيثيره الرسم».
واصطف الفرنسيون، أمس، لشراء عدد «شارلى إبدو»، فور طرحه، حيث نفد خلال ساعات فى معظم أكشاك التوزيع، بينما نشر موقع eBay للمزادات عبر الإنترنت مزادات تبيع نسخة «شارلى إبدو» لمن هم خارج فرنسا بأكثر من 600 دولار، مع أن سعرها 3.50 دولار تقريباً. ومن أوروبا إلى أستراليا، نقل العديد من صحف العالم الصفحة الأولى لهذا العدد الاستثنائى، الذى أعد فى صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية التى احتضنت من تبقى من أسرة «شارلى إبدو»، فى حين امتنع العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن نشر الرسومات.