منتخب غينيا الاستوائية..سمكة صغيرة بين الكبار في «كان 2015»

كتب: الألمانية د.ب.أ الأربعاء 14-01-2015 14:35

حتى قبل ثلاث سنوات فقط ، وعلى مدار ربع قرن من الزمان ، فشل منتخب غينيا الإستوائية لكرة القدم في حجز مكانه بين كبار القارة السمراء ولم يحالف الحظ الفريق في المنافسة على التأهل لبطولات كأس الأمم الأفريقية ليظل واحداً من عدد قليل من المنتخبات فشل في بلوغ النهائيات.

ولكن الصدفة والظروف فقط ستكون خلف ظهور الفريق في النهائيات للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات علماً بأن الطريق إلى النهائيات كان واحداً في المرتين حيث يشارك الفريق في كأس أفريقيا 2015 بصفته ممثل البلد المضيف.

وكانت مشاركته الوحيدة السابقة أيضاً عن طريق التأهل المباشر كمنتخب مضيف وذلك عندما استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها الجابون.

وحتى قبل أسابيع قليلة ، لم يكن منتخب غينيا الإستوائية ضمن المشاركين في النسخة الثلاثين من البطولة الأفريقية بعدما تقرر استبعاده من التصفيات في مطلع تموز/يوليو الماضي رغم فوزه على موريتانيا «3/1» في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالدور الأول من التصفيات وذلك بسبب إشراكه لاعباً ليست لديه أهلية المشاركة في هذه المواجهة.

ولكن الفرصة جاءت لمنتخب غينيا الاستوائية على طبق من ذهب لحجز مكانه في النهائيات عندما استقر الاتحاد الأفريقي للعبة «كاف» على نقل البطولة إلى بلاده نظراً لرفض الكاف طلب المغرب بتأجيل البطولة خشية تفشي وباء الإيبولا، عن طريق المشجعين الوافدين إلى المغرب من البلدان المصابة بالمرض في أفريقيا خلال فترة البطولة.

وعندما جاءت الفرصة الذهبية أمام الفريق للظهور في النهائيات للمرة الأولى في 2012 ، كان عليه أن يسبح ضد التيار وأن يواجه العديد من العقبات والتحديات التي يصعب عليه عبورها حتى في مخيلة أكثر المتفائلين لهذا الفريق الذي كان في نظر كثيرين أضعف الفرق المشاركة في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2012 .

وعلى الرغم من نجاح أصحاب الأرض في الفوز بلقب البطولة في 11 من بين 27 نسخة سابقة لكأس الأمم الأفريقية 2012 ، كان ضرباً من الخيال أن يفكر منتخب غينيا الاستوائية أو المتابعين للبطولة في دخول الفريق دائرة المنافسة على اللقب.

بل إن مجرد التفكير في بلوغ المربع الذهبي للبطولة كان بحاجة إلى معجزة وكانت أقصى طموحات الفريق هي العبور للدور الثاني «دور الثمانية» وهو ما تحقق بالفعل بفضل مساندة الأرض والجماهير والتي كانت حافزا ودعماً قوياً لمنتخب غينيا الاستوائية في مواجهة منافسيه.

وعندما يخوض الفريق النسخة الجديدة من البطولة على أرضه، سيكون هدفه بالتأكيد هو الوصول لنقطة أبعد في البطولة مما بلغ في المشاركة الأولى له قبل ثلاث سنوات وأن يبلغ المربع الذهبي للبطولة.

ولا يختلف اثنان على أن منتخب غينيا الاستوائية يستحق لقب «فريق المجهول» مقارنة بباقي المنتخبات المشاركة في كأس أفريقيا 2015 رغم أنه ليس الوحيد في هذه النسخة الذي يشارك في البطولة للمرة الثانية في التاريخ حيث يشاركه في هذه الصفة منتخب كيب فيردي (الرأس الأخضر) .

ويختلف منتخب غينيا الاستوائية عن كيب فيردي في أنه لم يشارك إلا في دور واحد بالتصفيات فيما استكمل منتخب كيب فيردي، التصفيات حتى نهايتها كما كان ضمن المشاركين في كأس أفريقيا الماضية بجنوب أفريقيا قبل عامين.

ويفتقد معظم لاعبي منتخب غينيا الاستوائية الخبرة الكافية بالبطولات القارية في ظل غياب فرقهم عن مسابقات دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية بينما ينشط باقي لاعبي هذا المنتخب في فرق صغيرة شبه محترفة في أوروبا وهو ما يمثل عقبة حقيقية للفريق في مواجهة منتخبات أفريقية ينشط معظم نجومها في أكبر الأندية المحترفة بأوروبا.

وحاول مسئولو اتحاد كرة القدم في غينيا الاستوائية التغلب على هذه المشكلة من خلال التجنيس وكانت البداية من خلال الكرة النسائية ونجح منتخب السيدات بالفعل في ترك بصمة على الساحة الأفريقية في السنوات الماضية ولكن هذه الطفرة لم تصل لمنتخب الرجال بعد وإن حقق الفريق نجاحا معقولا في مشاركته السابقة ببطولة كأس الأمم الأفريقية.

ورغم الدعم الهائل الذي يجده الفريق من المسئولين والمشجعين ، كانت المشاكل والأزمات هي الأمر السائد خلال المراحل الأخيرة من استعداداته للبطولة.

ومثلما حدث قبل مشاركته السابقة في البطولة عندما استقال مديره الفني الفرنسي هنري ميشيل من تدريب الفريق مرتين خلال الشهور القليلة التي سبقت البطولة لتسند المهمة إلى المدرب البرازيلي المغمور جيلسون باولو ، رحل المدرب الأسباني أندوني جويكوتشيا عن تدريب الفريق بنهاية عقده في نهاية

وما يطمئن الفريق في هذه البطولة الجديدة هو أن القرعة كانت رحيمة بالفريق فأبعدته عن مواجهة المنتخبات القوية في هذه البطولة حيث يخوض الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه منتخبات الجابون وبوركينا فاسو والكونغو على عكس ما كان عليه الحال في مشركته السابقة بالبطولة عندما خاض البطولة ضمن مجموعة أكثر قوة وهي ليبيا والسنغال وزامبيا علما بأن الأخير توج وقتها بلقب البطولة.

وإذا عبر الفريق هذه المجموعة ، قد يلتقي في دور الثمانية أي من المنتخبين التونسي والزامبي المرشحين للعبور من المجموعة الثانية وهي مواجهة أفضل من المواجهة مع المرشحين للعبور من المجموعتين الثالثة والرابعة.

ويستهل منتخب غينيا الاستوائية الكونغولي في المباراة الافتتاحية للبطولة يوم 17 يناير الحالي ثم يلتقي نظيريه البوركيني والجابوني في المباراتين التاليتين.

ويبرز من لاعبي منتخب غينيا الاستوائية اللاعب خافيير بالبوا أوسا 29 عاماً قائد الفريق والمولود بأسبانيا. وسبق لبالبوا أن لعب لفرق ريال مدريد الأسباني وبنفيكا البرتغالي وبيرامار البرتغالي ويلعب حاليا لفريق اشتوريل البرتغالي.

وأحرز بالبوا، لقب الدوري الأسباني مع الريـال ولقب الدوري البرتغالي مع بنفيكا ويمثل أحد عناصر الخبرة القليلة للغاية في صفوف منتخب غينيا الاستوائية.

ديسمبر الماضي ليتولى المدرب الأرجنتيني إستيبان بيكر تدريب الفريق قبل أسبوعين فقط على تدريب الفريق.

ورغم قلة خبرة بيكر التدريبية ، يعلم هذا المدرب الكثير عن فريق الحالي حيث سبق له تدريب منتخب غينيا الاستوائية للسيدات وحقق معه نتائج جيدة وهو ما يأمل المسؤولون بهذا البلد في تكرارها مع منتخب الرجال في البطولة الأفريقية المرتقبة.