أكد سفير رومانيا بالقاهرة، كورنيل أليكس، أن بلاده تعتبر مصر شريكًا اقتصاديًا أساسيًا لها، مشيرًا إلى النمو المنتظم للتعاون التجاري بين البلدين في العشر السنوات الماضية.
وقال «أليكس» في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، الأربعاء، إن التبادل التجاري بلغ 685 مليون دولار في عام 2013 بارتفاع يقدر بنحو 28% عن عام 2012 وهو يعد أكبر رقم يتم تحقيقه منذ 20 عامًا.
وأعرب السفير عن أمله في أن يصل التبادل التجاري بين البلدين إلى مليار دولار سنويًا، مضيفا أن الصادرات المصرية لرومانيا تشمل الخضروات والفاكهة والحبوب والمواد الغذائية المصنعة والكيمياويات والمنتجات الدوائية والملابس والمنتجات الكهربائية والسيراميك والألومنيوم في حين تصدر رومانيا لمصر القمح والمنتجات الغذائية وزيت الوقود والكيمياويات ومواد البلاستيك والإطارات والأخشاب والأثاث والمنتجات المعدنية والصلب والمعدات الصناعية والكهربائية والسيارات والمنتجات البصرية.
وأفاد بأن عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي والشراكة الأوروبية المصرية التي تستفيد منها القاهرة بإلغاء الرسوم الجمركية والحصص على تصدير المنتجات الصناعية للأسواق الأوروبية تهيئ الظروف لتحقيق نمو كبير في مجال التجارة بين البلدين، لافتًا إلى وجود 1.648 ألف شركة رومانية تعمل في السوق المصري في مجالات التنقيب واكتشاف البترول وتسويق المنتجات الغذائية والأدوية والأخشاب والعقارات باستثمارات كلية تبلغ 37 مليون دولار طبقًا لإحصاءات الرسمية من بوخارست.
وأكد «أليكس» على وجود فرص للتعاون الثنائي جديدة في مجالات التنقيب عن البترول والغاز والصناعات الدوائية وتصنيع الآلات ومواد البناء ومشروعات الطاقة والكهرباء والنقل النهري والبري والسكك الحديدية والتي تتضمن تطوير وتحديث عربات السكك الحديدية والنقل.
وأضاف السفير إن ثورتي 2011 و2013 عبرت عن إرادة الشعب المصري للتحول إلى النظام الديمقراطي وقد تم تنفيذ خارطة الطريق التي أعلن عنها الرئيس المؤقت عدلي منصور والتي ستنتهي بعقد الانتخابات البرلمانية في مارس، مؤكدًا أن الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية والتي شهدت إقبالاً كبيرًا من الشعب المصري دليلاً على أن مصر تسير على الطريق الصحيح وأن الشعب المصري عازم على استعداد كرامته وكبريائه.
وأفاد بأن الثورة الرومانية عام 1989 أدت إلى التحول نحو بناء المؤسسات الديمقراطية من أجل استعادة سيادة القانون وأن هذه العملية استغرقت وقتا ولم تكن سهلة ومازالت مستمرة، معربًا عن اعتقاده بأن «مصر لا تحتاج إلى مثال لتتبعه ولكن من الممكن لمصر الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي واجهت نفس المشاكل والتحديات».
وأضاف «أليكس» أن بلاده عرضت على القاهرة إمكانية الاستفادة من التجربة الرومانية وهي الدعوة التي لاقت ترحيبًا من السلطات المصرية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة في أعقاب الانتخابات التشريعية مناقشات بين الجانبين حول هذا الموضوع من أجل مساعدة مصر على التغلب على مصاعب المرحلة الانتقالية.
وتابع: «لا يوجد تعاون مباشر مع منظمات المجتمع المدني في مصر ولكن رومانيا تتعاون فيها مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والمؤسسات الأخرى لتنفيذ برامج تطوير المجتمع الديمقراطي وقد تم تنظيم عدة دورات تدريبية في مجالات المساواة بين الجنسين والمساعدة الانتخابية ومكافحة الفساد».
وأضاف «بحثت رئيسة لجنة الانتخابات الدائمة برومانيا، أنا بتروا، خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة مع المستشار محمد الجندي، وزير العدل، ومستشار رئيس الوزراء، محمد رفعت قمصان والمتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات، محمد على إدريس سبل تعزيز التعاون في مجال إدارة الانتخابات بين مصر ورومانيا».
وفيما يتعلق بالسياحة، لفت إلى تعديل نشرة السفر للسائحين الرومانيين في 12 ديسمبر الماضي التي أوصت بالسفر لمصر باستثناء شمال سيناء، مؤكدًا أن مصر تواجه خطر الإرهاب وأن بلاده تقدر جهود السلطات المصرية والجيش في محاربة هذا التهديد وضمان الاستقرار والأمن في البلاد.
وأعرب السفير عن آسفه لقيام الخطوط الجوية الرومانية بتعليق رحلاتها لمصر منذ أكتوبر عام 2013 ومن ثم انخفض عدد السائحين الرومانيين من 38 ألف سائح عام 2010 إلى حوالي 10 ألف سائح عام 2014.
وعن تهديد داعش، قال السفير إن تنظيم «داعش» يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط للعراق وسوريا ولكن للمجتمع الدولي بأكمله وأن رومانيا عضو في الاتحاد الأوروبي والناتو تساند الائتلاف الدولي لمكافحة «داعش» ولكن لا تشارك بشكل مباشر في العمليات، نافيًا مشاركة مواطنين رومانيين بين صفوف «داعش» طبقًا للمعلومات الصادرة عن السلطات المعنية.
وذكر سفير رومانيا بالقاهرة أن بلاده من ضمن الدول الأولى التي اعترفت بدولة فلسطين وأنها أعلنت عن مساهمتها بـ50 ألف دولار لصالح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتوفير كميات من الأدوية والمعدات الطبية خلال المؤتمر الدولي الأخير الذي استضافته مصر لصالح غزة.
وعن الوضع في ليبيا، أفاد بأن بوخارست تعرب عن قلقها العميق من الوضع المتدهور في لليبيا وأنها تعمل على مساعدتها في جهودها لبناء دولة ديمقراطية مستقرة ومزدهرة وهذا ينطوي على دعم عملية التحول الديمقراطي على أساس دستور شامل وظهور مؤسسات قوية وشفافة تخضع للمحاسبة ومجتمع مدني يقظ وقطاع خاص نشيط .
وعن الأزمة في أوكرانيا، قال «أليكس» إن رومانيا تشعر بقلق حيال التطورات الأوضاع في أوكرانيا وضم أراضي لدولة أخرى في تحدي وانتهاك لمبادئ ومعايير القانون الدولي مما له تأثير على الأمن الإقليمي ومستوي الثقة في منطقة البحر الأسود.