للمباراة الثالثة على التوالي يفشل فريق المدرب الهولندي لويس فان جال في الفوز بنقاط المباراة الثلاث، بل ويتعرض للخسارة على ملعبه من ساوثهامبتون، للمرة الأولى منذ 27 عاماً.
مانشستر يونايتد تحت قيادة «فان جال» يقع حالياً في المركز الرابع، محققاً 37 نقطة، وبعيداً بفارق 12 نقطة كاملة عن متصدر الترتيب.
بالأمس ظهر السؤال بصوت أعلى بين مشجعي الفريق: ما هو الفارق الحقيقي بين الهولندي وبين سلفه الاسكتلندي ديفيد مويس؟
«مويس» كان واحداً من أكثر المدربين المكروهين من قبل مشجعي فرقهم خلال الموسم الماضي، وصل الأمر لدرجات غير مسبوقة من الحدة، سواء في هتافات ولافتات المشجعين بداخل أولدترافورد، أو لافتة «مويس عبقري كرة قدم» في ملعب أنفيلد بليڤربول التي تسخر من نتائج الفريق ومدربه.
وصولاً للطائرة التي حلقت فوق ملعب أولدترافورد في مباراة الـ«يونايتد» ضد أستون ڤيلا تطالب بطرد «مويس» وتسخر من تسميته بـ«المختار» في بداية الموسم «لأن ڤيرجسون من اختاره» ليصبح «الرجل الخطأ» في اللافتة.
مشاكل مشجعو الفريق مع «مويس» على الترتيب كانت:
«1» الابتعاد بمانشستر يونايتد تماماً عن المنافسة بعد أكثر من عقدين كان دائماً إما حامل اللقب أو أحد المتنافسين عليه حتى الجولات الأخيرة.
«2» الخسائر السهلة والمجانية في أولدترافورد أمام فرق لم يعتد «يونايتد» الخسارة أمامها منذ عقود.
«3» خفة الفريق أمام الفرق الكبرى في إنجلترا وتعرضه لخسائر عريضة منهم.
«4» عدم الثبات على تشكيل وشكل الفريق (5) المركز السابع والابتعاد عن دوري الأبطال للمرة الأولى.
«مويس» حقق تلك النتائج على الرغم من عدم تدعيم الفريق بصفقات جيدة خلال الموسم، والاكتفاء بصفقتي مروان فلايني من إيفرتون في الصيف ثم خوان ماتا من تشيلسي في الشتاء.
وفي النهاية رحل قبل نهاية الموسم بعدة مباريات بعد ارتفاع الأصوات ضده في أولدترافورد لدرجة تاريخية.
مع بداية هذا الموسم حضر «لويس فان جال» كالملك، صنع أحد أفضل منتخبات كأس العالم مع هولندا، كان قريباً من الوصول للنهائي، قدم أداءً تاريخياً أمام أسبانيا، وفعل كل ذلك بفريق أسماءه أضعف بكثير من فرق المونديال الأخرى، لذلك كانت الآمال عريضة جداً بشأن ما سيقدمه مع «يونايتد»، خصوصاً بعد المرحلة التحضيرية في الصيف التي فاز فيها ببطولة «لوس أنجلوس جالاكسي» وانتصر على روما وريال مدريد وليفربول بأداءات ممتازة قياساً على كونها مباريات تحضيرية.
قدمت الإدارة دعماً تاريخياً لـ«فان جال»، في أكثر مواسم الفريق إنفاقاً في تاريخه، بل ومن أكثرها في تاريخ الدوري الإنجليزي كاملاً، بعد أن تجاوزت الإنفاقات حاجز الـ200 مليون يورو، على رأسها أنخيل دي ماريا – أغلى لاعب في تاريخ إنجلترا- ومعه أندريه هيريرا.. لوك شو.. ماركوس روخو.. دالي بليند، وصفقة اليوم الأخير راماديل فالكاو معاراً من موناكو الفرنسي.
كان من المنتظر أن يصبح «يونايتد» منافساً منذ اليوم الأول، ولكن ما جرى أن الفريق لازال مترنحاً بشدة منذ بداية الموسم وحتى الآن، حتى عند تحقيقه لـ6 انتصارات متتالية.. كان المتابعين جميعاً يدركون أن الفضل الأول في ذلك يرجع لديفيد دي خيا الذي قدم أداءات أسطورية في مباريات مثل إيفرتون، أرسنال، ليفربول والذهاب مع ساوثهامبتون.
وبالمقارنة الرقمية مع «مويس» في نفس عدد الجولات، فان جال، بفريق مدعم بـ200 مليون يورو حقق نفس عدد النقاط، يبتعد بفارق 12 نقطة عن المتصدر، أقل هجومياً بهدف رغم إضافة «ماتا، دي ماريا، فالكاو»، كل ذلك و«مويس» كان يلعب بقائمة فريق أقل كثيراً ومضطر للعب في دور مجموعات دوري الأبطال حيث حقق نتائج ممتازة.
وبالمقارنة مع أسباب كراهية مشجعي الفريق لـ«مويس» فإن «فان جال» ليس ببعيد:
«1» ابتعد عن المنافسة على اللقب تماماً
«2» فاز سوانزي وساوثهامبتون للمرة الأولى في تاريخهم على ملعب أولدترافورد
«3» شكل الفريق غير مرضي خصوصاً مع إصرار فان جال على طريقة لعب 3-5-2 واعتماده على المستوى المذهل الذي وصل له «دي خيا»
في المركز الرابع وليس السابع لأن أرسنال وليفربول وإيفرتون أقل من الموسم الماضي وليس لأن اليونايتد أفضل
«4» الفريق في خطر الابتعاد عن دوري الأبطال مرة ثانية في ظل منافسة ساوثهامبتون.. أرسنال.. توتنهام.. وليفربول القادم من بعيد على المركزين الثالث والرابع.
فان جال يدعمه تاريخه الكبير، لذلك يصبر مشجعي الفريق عليه حتى الآن ويأملون في تحسن الوضع تحت قيادته، ولكن إن وصل إلى أبريل وظل الترنح في النتائج قائماً أو كان خطر عدم التأهل لدوري الأبطال موجوداً.. فإن طائرة أخرى قد تحلق فوق أولدترافورد.