يقف على الخط 90 دقيقة لا يهدأ، صياحه وإعطاؤه للتعليمات للاعبيه لا يتوقف، يبقى فقط أن يخلع معطفه ويجتاز الخط ويشارك في في تناقل الكرة مع اللاعبين ليشعر أن كل شىء على ما يرام، هو دييجو سيميوني، «إل تشولو» أو الكلب المسعور كما يطلقون عليه، من فرط حماسه وحركته الدائمة.
على الرغم من قيادته فريق بامكانيات ضئيلة، ولكنه في وقت قصير حظي باعتراف عالم كرة القدم لقدرته الكبيرة على قيادة المجموعة، مما أدى لنجاحه في التتويج بالدوري الإسباني بعد 18 عامًا من الغياب، وكأس السوبر الإسبانية بعد هزمه للخصم اللدود ريـال مدريد، وكاد يُكافأ أيضاً بالتتويج بكأس دوري أبطال أوروبا التي كان قاب قوسين أو أدنى من رفعه، وقد وضعته هذه الإنجازات ضمن المرشحين الثلاثة للفوز بجائزة «فيفا» لأفضل مدرب في كرة القدم للرجال لعام 2014.
فهل يكفي الموسم الكبير الذي عاشه الأرجنتيني دييجو سيميوني رفقة أتلتيكو مدريد لنيل لقلب أفضل مدرب عام 2014 على بطل العالم يواخيم لوف وأنشيلوتي صاحب الموسم الاستثنائي رفقة «الميرينجي»؟
طوال الموسم الماضي، كانوا يسألوننا: كيف تلعبون بهذا الشكل الجيد علمًا أنه نفس فريق السنوات الأخيرة؟ السرّ هو قدرة سيميوني على استخراجه من المجموعة ما هو أكثر بكثير من مجموع أجزائها» كلمات نقلها موقع الفيفا من المدافع جواو ميراندا احد أعمدة أتليتكو مدريد في الفترة الآخيرة، والذي فرض نفسه كأساسيًا في وسط دفاع أتليتيكو مدريد بعد وصول سيميوني إلى النادي.
ويتابع ميراندا: يمكنني القول إن نجاح أتليتيكو مدريد في الموسم الماضي، يعود بما لا يقل عن 40٪ للعمل الكبير الذي قام به دييجو. إنه لأمر مدهش رؤية كيف يمكن لمدرب أن يصنع مثل هذا الفارق الكبير.
وفاز البرازيلي ميراندا تحت قيادة سيميوني بخمسة ألقاب مع كتيبة «لوس كولتشونيروس» وتم اختياره واحدًا من أفضل المدافعين في الدوري الإسباني في موسم 2013-2014.
سمات المدرب كانت واضحة على سيميوني منذ كان لاعباً في قيادة الفريق داخل الملعب، وكان يراها كل زملائه، واعترف بذلك خافيير زانيتي رفيق دييجو في منتخب التانجو لمدة طويلة: «كان» إل تشولو«يلعب دائمًا دور المدرّب داخل الملعب. لهذا، لم أتفاجأ لما يحققه اعتماداً على التضحية والعمل الشاق. أحترم كثيرًا (كارلو) أنشيلوتي و(يواكيم) لوف، ولكنني أعتقد أن دييجو حقق مع فريقه ما يكفي للفوز بالجائزة الكبرى».
لعب زانيتي وسيميوني جنبًا إلى جنب في إنتر ميلان وفي المنتخب الأرجنتيني أيضًا، حيث شاركا، من بين بطولات أخرى، في مسابقة كرة القدم الأوليمبية 1996 وكأس العالم، فرنسا 1998.
«بالإضافة إلى الألقاب التي فاز بها، أعتقد أن هناك أمر مهم آخر: إل تشولو لا يصنع الفرق فقط، بل يشكّل مجموعات متناغمة. نحن نؤمن كثيرًا بأن أسلوب اللعب يعكس أسلوب العيش. فاللاعب يلعب بنفس الطريقة التي يعيش بها والعكس صحيح. لهذا السبب، لا يجب منحه هذه الجائزة فقط، بل الجوائز الـ20 القادمة أيضًا!».. هكذا قال جيرمان بورجوس، حارس المرمى السابق، والذراع الأيمن لـ «إل تشولو» ومساعده في مقاعد البدلاء منذ عام 2011، وزميل الأيام الخوالي في المنتخب الأرجنتيني وأتلتيكو مدريد، في حوار خاص لموقع «فيفا»
وتابع «إل مونو»، كما يلقب «بورجوس»، عن علاقته مع سيميوني والفريق، قائلًا: «نعرف ما يفكر فيه كل واحد منّا بنظرة واحدة فقط .، كما أنه يغرس روح التعطش للانتصارات في نفوس اللاعبين، لأنه لا مجال للاسترخاء بعد الفوز. إذا فزت بأربع مباريات يجب عليك أن تبحث عن الفوز الخامس، وإذا حققت الخامس عليك البحث عن الفوز السادس. وهنا يجب الإشادة بقدرته الكبيرة على التواصل مع اللاعبين، فهو متميز جدًا في الحوارات الثنائية، وعندما يتحدّث معك تشعر بالأمان، وهذا أمر رائع. كما أن لديه مساعد جيد (يضحك)».
بالإضافة إلى كونه ابن «إل تشولو»، تمكن مهاجم ريفر بلايت، جيوليانو سيميوني، البالغ من العمر 19 سنة فقط، من التتويج بلقب دولي مع فريقه، ويستعد للمشاركة مع منتخب بلاده في بطولة أمريكا الجنوبية تحت 20 سنة المؤهلة لنهائيات كأس العالم تحت 20 سنة 2015 ومسابقة كرة القدم الأوليمبية عام 2016.
«يستحق الفوز بالجائزة لأنه لم يستسلم أبدًا. إنه شخص متواضع وصريح ولا يخاف من أي شيء. فقد قاد فريقًا لم يكن يحظى بالكثير من الاهتمام للفوز بالدوري الإسباني، وكان على بعد دقيقتين فقط من الفوز بدوري أبطال أوروبا ضد فريق ريـال مدريد القوي، وهذا في حدّ ذاته إنجاز عظيم».
«صحيح أن والدي لعب دورًا أساسيًا في تألق أتلتيكو مدريد، ولكن اللاعبين الذين يتحكّمون في الكرة داخل الملعب مهمّون أيضاً لأنهم يقومون بعمل ممتاز. وهنا تظهر إحدى سماته الكبيرة ألا وهي إقناعهم بالبحث عن تحقيق الفوز دون استسلام. وهو يقوم بالشيء نفسه معي كوالد: يقنعني دائماً بمواصلة العمل بجد!»
«هناك الكثير من الأشخاص الذين يحبون والدي، جسدي يقشعر أنا وإخوتي حين نشاهد هتاف الجمهور له، نحن نهتف له أيضًا في المنزل».