رمضان.. وموائد الرحمن

الخميس 20-08-2009 00:00

بدون أى مقدمات ولا فلسفة.. أنا ضد موائد الرحمن!.. أرجوكم ناقشونى اقنعونى بأن هذا العمل هو الصورة الحضارية والكريمة لهذا الشهر الكريم!.. وأرجوكم لا تذكرونى ولا تعلمونى معانى كبيرة وعظيمة مثل المودة والرحمة والتكافل..

أرجوكم اعطونى ردًا واحدًا على هذه الصورة لمئات من الشعب المصرى يجلسون فى صفوف وفى وسط الشوارع وعلى قرب من منزل أو محل أقامة المحسن الكبير الذى أقام وشيد هذا الشادر الكبير، ووقف قبل مدفع الإفطار مرتديًا الثوب الأبيض ويعطى أوامره للمساعدين له بأن يقدموا أحسن خدمة وأفضل وجبة للمساكين الذين فرض عليهم الزمن والدولة التى ترعى شؤونهم بأن يتناولوا وجبة من الطعام هم فعلًا وبكل صدق غير قادرين على الحصول عليها وتوفيرها لأبنائهم..

يا الله كم هو صعب.. صعب أن يصحب الرجل أبناءه ويجلسهم فى عرض الشارع ليتناولوا وجبة طعام.. يا الله ما كل هذه الأعداد من المصريين المرصوصين رصًا فى الشوارع من أجل الحصول على الطعام المجانى.. أرجوكم هل هذا يليق بهذا الشعب العريق، أهو دليل على الرحمة.. أم الفقر.. لقد التقطت بعض الصحف العام الماضى صورًا لبعض السادة الموظفين الكبار وهم يجلسون مع أبنائهم فى هذه الموائد.. وكتب بعضهم بسخرية عن ذلك.. أرجوكم ارحموا الناس من هذه المهانة المغلفة باسم الرحمة والمودة!..

ثم من قال إن عمل الخير والتكافل فى الشهر الكريم يتم بهذه الصورة.. إن أمام فاعل الخير مائة طريقة لعمله بصورة أكرم وأرحم من هذه الصورة!..

ثم من قال إن المترددين على هذه الموائد هم أحق الناس بها.. (وتحسبهم أغنياء من التعفف) أيها الناس .. يا كل غيور على هذا الوطن وكرامة شعبه أوقفوا هذه الخطيئة غير الحضارية وابحثوا عن سبيل آخر لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وارفعوا أيديكم فى الشهر الكريم وادعوا على من أوصل هذا الشعب إلى هذا المصير.. ولكم الله يا فقراء مصر المحروسة.

محمد حرش بلبيس شرقية.