تستحوذ سيارات النقل الثقيل على النصيب الأكبر من حجم التبادل التجارى بين محافظتى القاهرة والإسكندرية. فى عام 2007 تبنت الهيئة العامة للطرق والكبارى، التابعة لوزارة النقل، خطة لتطوير الطريق الصحراوى الرابط بين المحافظتين وتحويله إلى طريق حر، بتكلفة تقديرية بلغت 2 مليار جنيه، على أن يتم المشروع بحلول 2010. لكن بعد 6 سنوات أعلنت الوزارة تخليها عن استكمال المشروع بزعم نقص التمويل المخصص للطريق، بعدما بلغ إنفاقها على المشروع 4.2 مليار جنيه، ومنحت الجيش حق استكمال وإدارة الطريق، فى أكتوبر من عام 2013.
يتكون الطريق، الذى ما زالت عمليات تطويره مستمرة، من 14 من الكبارى العلوية بديلاً عن الالتفاف العرضى للسيارات على رأس الطريق، بالإضافة إلى توسعات فى حارات مرورية بعد استغلال الجزيرة الوسطى وطريقٍ موازٍ لسيارات النقل.
فى أغسطس 2014، أجرت «المصرى اليوم» رصداً على أرض الواقع لسير العمل على الطريق الذى كان يخلو فى أول 70 كيلو مترًا له من أى لافتات إرشادية سوى لافتات إعلانية لعددٍ من الشركات والقرى الواقعة عليه. لم يتغير الأمر فى الزيارة الثانية التى أجراها نفس محرر الجريدة منذ أيام، اكتملت كبارى التحويلات السريعة، التى تنفصل عن الطريق السريع، ولم يبق منها قيد الإنشاء سوى 3 كبارى فقط.
اكتمل رصف الطريق الأول الواصل من القاهرة إلى الإسكندرية، عدا منطقتين إحداهما قبل سجن وادى النطرون، وتمتد لمسافة 5 كيلو مترات تقريباً، وتضطر السيارات عندها أن تحول مجرى سيرها إلى الحارة المخصصة لسيارات النقل، والأخرى تمتد مسافة 7 كيلومترات، على بعد أمتار من بوابة الإسكندرية. أما الطريق الواصل من الإسكندرية إلى القاهرة، فقد اكتمل أغلبه، لكن سيارات النقل لا تلتزم بالحارة المخصصة لها، على جانب الطريق.
يتبرأ سائقو النقل من التصريحات الحكومية المتكررة التى تتهمهم بالتسبب فى أغلب الحوادث، ويلقون اللوم على السيارات الملاكى التى «لا تراعى الحمولات الضخمة التى يقلها السائقون على ظهر سياراتهم».
فى منتصف الرحلة، كان عبدالسلام عطية، أحد العاملين بنقل الرخام، يستعد للنهوض من أحد الاستراحات، تمهيداً لاستكمال طريقه من القاهرة إلى الإسكندرية، لنقل 6 أطنان من رخام، ضعف الوزن القانونى المخصص له.
يرفض عبدالسلام وأصدقاؤه من سائقى النقل الثقيل الالتزام بالطريق المخصص لسيارات النقل «أيوة أنا مش هامشى على الطريق ده، وباتحدى كل مسؤول فى الحكومة إنه يعترض»، يفسر ذلك بعدم صلاحية الطريق المخصص لسيارات النقل للسير محملة بالبضائع، نظراً لكثرة النتوءات والمطبات والتكسير الذى يملأ الطريق المخصص لسيارات النقل، يضيف: «عاوزين يخصصوا لينا طريق، ميعملوش مطبات ممكن تدمر المقصات بتاعة العربية، وتوقع حمولة الرخام اللى بتتأثر بأى اهتزاز».
يدفع عبدالسلام خلال رحلته 85 جنيهاً، تبدأ بـ10 جنيهات رسوم استغلال المحاجر وتقتسمها محافظتى القاهرة والجيزة، بعدها يدفع 10 جنيهات رسوم مرور و55 جنيهاً رسوم نقل إلى بوابات القاهرة، التى لا تخصص لسيارات النقل سوى حارة واحدة، يمتد انتظار السائق أحياناً لمدة ساعة أمام البوابة بسبب الضغط عليها.
يلتقط أحمد خليل، سائق نقل آخر، طرف الحديث، حاملاً فى يده تذاكر المرور، يقول: «إحنا بندفع فلوس ومش بنلاقى مقابلها أى خدمات»، يطالب خليل باستقامة الطريق الأسفلتى المخصص لسيارات النقل، بعكس حالته الآن، التى تشكل خطراً على البضائع التى يحملها على سيارته، خصوصاً الارتفاع والانخفاض المتكرر، والتى لن تسعفه فى التحكم بسرعة السيارة، على حد قوله.
الحادث الذى وقع فى 25 من ديسمبر على الرابط التالى: