قبل أن ينقضى عام 2014، سجلت الإدارة المركزية للأزمات والكوارث بوزارة البيئة 121 حريقا بمقالب القمامة العمومية في محافظات القاهرة والشرقية والدقهلية والغربية. ورغم وجود ترسانة من القوانين الحاوية لعقوبات تتراوح ما بين الحبس ودفع غرامات تصل إلى 20 ألف جنيه لمن يتسبب في حرق القمامة بالقرب من المجمعات السكنية، إلا أنها لم تكن كافية للحد من ظاهرة محارق القمامة التي تتسبب في ارتفاع نسب الغازات والجزيئات السامة في الهواء مما يتسبب في أمراض متعددة لا تنتهى عند الربو وسرطانات الرئة لدى المستنشقين لهذه الأبخرة.
«المصرى اليوم» رصدت محارق القمامة في أربع محافظات مختلفة، كشفت فيها عن عدم التزام المقالب بالاشتراطات التي وضعتها الوزارة للحفاظ على البيئة، واشتعال القمامة بالمقالب على مدار اليوم. ووصف عدد من الأهالى قوانين وزارة البيئة لمكافحة محارق القمامة بـ«الحبر على الورق».
بمجرد حلول السابعة صباحا، تبدأ «نعيمة» كعادتها كل يوم في التجول بين تلال القمامة للتفتيش عن «البلاستيك، والخردة، والألومنيوم، والسرنجات» داخل مقلب القمامة الرئيسى بمدينة المحلة الكبرى التابعة إداريا لمحافظة الغربية، والذى يعد سلة لقمامة ما يقرب من 50 قرية بمحافظة الغربية.المزيد
في طريقة من منزله بعزبة النصر الواقعة بجوار منطقة السيدة عائشة بالقاهرة، إلى عمله بأحد مصانع السيارات بمنطقة القطامية، يمر «سليمان» يوميا بـ«جبال من القمامة»، بحسب ما وصفها، الأمر الذي تسبب في إصابته منذ شهور بحساسية مفرطة، بحسب ما يقول، بعد مرور سنوات من تعرضه المستمر للدخان الناتج عن حرق القمامة في كل من مقلب النصر المجاور لمنزله، ومقلب القطامية الملاصق لمقر عمله.المزيد
لا يقطع هدوء المنطقة في الساعات الأولى من الصباح سوى خطوات حصان يجر عربة حديدية متهالكة، يعتليها شاب ثلاثينى يرتدى ملابس بالية وكوفية من الصوف يستعين بها على برودة الجو، يخترق بعربته الدخان الأسود الذي يرسم شبورة كثيفة أخفت كثيرا من معالم الطريق إلا أكوام القمامة الضخمة التي تفترشه بينما تنهش فيها الكلاب الضالة وعشرات من طير أبوقردان، تجاورها تلال لا تقل حجمًا من القمامة المحترقة تتصاعد منها ألسنة اللهب التي تلتحم مع الأدخنة.المزيد
ما بين فرز القمامة وانتظار تاجر الخردة يقضى محمود، الشاب الثلاثينى، يومه المتكرر الذي يعيده بتفاصيله ذاتها كل يوم. إصابته بحساسية الصدر لم تمنعه من التوقف عن عمله، فهو لا يستطيع الاستغناء عن «الشغلانة» التي لا يجيد غيرها.المزيد