قال اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، إنه تم إنجاز الكثير فى الحرب على الإرهاب، بدليل انحسار العمليات الإرهابية من حيث العدد والنوع، وأن هناك طفرة أمنية حدثت فى الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن أى تطور موجود فى الشارع يقابله تطور فى الخطط الأمنية المواجهة له. وأضاف «سيف اليزل» أنه لا يوجد اليوم متر واحد داخل سيناء غير مسيطر عليه سيطرة كاملة من الدولة والقوات المسلحة، ودعا التحالف الدولى للحرب على «داعش» إلى أن يكون أكثر جدية مما هو عليه الآن، لأنه أصبح يمثل خطرا حقيقيا، منوها بأن قطر لم تبدأ فى اتخاذ خطوات لوقف تمويل ودعمها الجماعات الإرهابية. ووصف «سيف اليزل» انعقاد جلسات برلمان الإخوان المنحل فى تركيا، بأنه شىء مضحك وكوميدى، وأن التنظيم الدولى للإخوان يستهدف ضرب الاقتصاد المصرى، بدايةً من الشائعة التى أطلقوها، باستهداف السفارة البريطانية والكندية، ونتج عنها غلق السفارتين، وكان الهدف منها هروب السياحة، مبدياً عدم اندهاشه من استخدام أمريكا حق النقض «الفيتو» ضد قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشدداً على أن هذا القرار كان متوقعاً.. وإلى نص الحوار:
■ ماذا عن وصفك المرحلة الحالية فى الحرب على الإرهاب؟
- لقد أنجزنا الكثير فى الحرب على الإرهاب، ومازال أمامنا مشوار لابد أن نكمله، لكن بالأرقام والأحداث نجد أننا الآن فى وضع أفضل بكثير جدا بالمقارنة بما كنا عليه منذ 4 أو 6 أشهر سابقة، فقد انحسرت العمليات الإرهابية من حيث عددها ونوعياتها، وذلك بسبب القبضة الأمنية القوية، والقبض على عدد كبير من الإرهابيين، والقضاء عليهم فى أوكارهم، وتقديم عدد منهم إلى المحاكم، فهناك إنجازات أمنية كثيرة حدثت فى الفترة الأخيرة، نشكر القوات المسلحة والشرطة عليها، ونوجه التحية لأرواح الشهداء الذين يسقطون يومياً، والذين يضحون بأرواحهم للدفاع عن الشعب المصرى وأمن مصر القومى.
■ لكننا مازلنا نشهد بشكل شبه يومى عمليات إرهابية تستهدف أفراد الشرطة والمدنيين.. ما تفسيرك لذلك؟
- هذا إفلاس من الإرهابيين، استهداف أفراد الشرطة هذا يسمى قتلا بدم بارد، وهو عمل دنىء، ففرد الشرطة ليس واقفا أمامه فى معركة، لكنه يقف فى حراسة أو موجود فى منطقة، ويأتى هذا الإرهابى الندل ليضربه من الخلف على خوانة، وأقل ما توصف به هذه الأفعال أنها دنيئة.
■ ماذا عن التطور الأمنى لمواجهة ما يحدث فى سيناء من إرهاب؟
- إذا كنا نتحدث الآن عن تطور أمنى فى مواجهة الإرهاب فى 25 محافظة، فإن التطور الأمنى فى شبه جزيرة سيناء بمحافظتيها تحديداً له اهتمام خاص، وملحوظ بشكل جيد للغاية، اليوم بدأنا نقضى على الأنفاق تقريباً، ومنذ أيام تم الإعلان عن كشف أطول نفق طوله 1700 متر، وهذا لم يكن مسبوقاً من قبل، إذ كانت الأنفاق قبل ذلك يتراوح طولها بين 700 متر و1100 متر، وهذا ناتج عن إخلاء الشريط الحدودى بتكثيف وزيادة المنطقة المجاورة للحدود، وترحيل بعض المواطنين من مسافة 500 متر ثم 500 متر أخرى، فعندما بدأ إخلاء السكان من هذه المنطقة وتطهيرها تم اكتشاف هذا النفق، وأعتقد أن إضافة 500 متر أخرى ليصبح الكيلو الذى نتحدث عنه هو الذى أدى إلى اكتشاف أطول نفق تحت الأرض على الحدود مع غزة.
■ مازالت توجد مناطق ساخنة وملتهبة فى سيناء حتى اليوم، مثل الشيخ زويد.. ما السر فى ذلك؟
- منطقة الشيخ زويد تحديداً ومنطقة المهدية وصلاح الدين كلها مناطق قريبة من الحدود المصرية مع قطاع غزة، فهذه المناطق كانت ملجأ وملاذا للهاربين من الأنفاق والإرهابيين والخارجين على القانون، لأنها كانت هى الأقرب لهم، كما كانت مستغلة فى تخزين الأسلحة، وكانت لهم هيمنة فى فترة من الفترات على هذه المناطق جغرافياً، وهذه الهيمنة الآن انتهت تماماً، وأتحدى أى شخص يقول عكس ذلك.
■ تعانى المنطقة العربية من الإرهاب وتنظيم «داعش».. ما تقييمك لأداء التحالف الدولى فى الحرب على «داعش» حتى الآن؟
- المسألة تجىء فى إطار تعاون دولى، وخطة دولية شاملة لابد أن تكون فيها جدية حقيقية، ومصر عضو ضمن 9 دول عربية فى هذا الائتلاف الدولى المكون من 22 دولة، يشكلون تحالفاً لمحاربة ما يطلق عليه تنظيم «داعش»، هذا التحالف عليه أن يكون أكثر جدية مما هو عليه الآن، فأنا أرى أن ما يتم الآن من مقاومة للإرهاب من التحالف غير كافية على الإطلاق.
■ هل «داعش» يمثل خطرا حقيقيا أم أنه مجرد ذريعة للتدخل العسكرى فى المنطقة من الدول الكبرى؟
- تقييمى الشخصى للتنظيم الذى يطلق عليه الدولة الإسلامية «داعش» فى الوضع الحالى أصبح خطرا حقيقيا، ولم يكن خطراً حقيقياً قبل ذلك.
■ ما هى مظاهر هذا الخطر؟
- زيادة العدد إلى أكثر من 70 ألفاً حالياً، فى حين أنه كان منذ ثلاثة أشهر لا يزيد على 20 ألفاً، واقتناع كثير من الشباب الأوروبى بالتجنيد والتطوع لديه، والحصول على أسلحة متطورة للغاية كغنائم من الجيش العراقى، ودعم بعض الدول لهم بشكل واضح، والسيطرة على آبار البترول فى شمال العراق وبيعه فى السوق السوداء بنصف ثمنه لتمويلهم بملايين الدولارات يومياً من خلال أنبوب النفط عبر تركيا، كل هذه العوامل تجعلنى كمحلل سياسى وعسكرى أقول إن هذا التنظيم أصبح خطراً.
■ كيف يمكن مواجهته؟
- من خلال عدة عوامل من ضمنها تطوير الخطط العسكرية، فأنا لا أرى أن الخطط الموضوعة الآن كافية، بمعنى أنه لابد من وجود قوات أرضية تستطيع أن تطهر المناطق التى يتم قصفها من الجو، لأننا تعلمنا دائماً، أن القصف الجوى لا يمكن من خلاله تحقيق انتصار كامل.
■ بعد إغلاق قطر «الجزيرة مباشر مصر».. هل لاحظت بوادر أخرى للمصالحة؟
- فى الحقيقة أنا أرى أن الأفعال أفضل من الأقوال، نعم بدأنا بغلق الجزيرة مباشر مصر، لكن على حد علمى أن هناك بعض القنوات الأخرى الموجودة وأخرى سيتم افتتاحها خلال شهر يناير تبث من دول أجنبية مثل إنجلترا وغيرها ستقوم بدور الجزيرة مباشر مصر بعد غلق هذه القناة، ونرجو من قطر إذا كانت هناك علاقة بينها وبين هذه القنوات أن ترفع يدها عنها وتغلق هذه القنوات أيضاً.
■ لاحظنا خلال الأيام الأخيرة دخول مصر على خط الأزمة السورية بقوة.. ما هو الدور المرتقب لمصر فى هذا الشأن؟
- بالفعل مصر بدأت تكون فاعلة فى القضية السورية، واستضافت المعارضة السورية على أرضها خلال الأيام الماضية، تمهيداً لعقد مؤتمر فى روسيا بين جميع الأطراف، المقرر إقامته يوم 22 يناير الجارى، وربما يتم تحرك مصرى واضح مرة أخرى قبل هذا التاريخ مع المعارضة السورية، واستضافتهم فى مؤتمر آخر، ليكن مؤتمراً تمهيدياً لهذا المؤتمر الروسى.
■ إلى أين يتجه الوضع الأمنى فى ليبيا؟
- الوضع الأمنى فى ليبيا يتجه للتدهور بكل أسف، فهناك أكثر من 1700 ميليشيا عسكرية ليبية وجماعات عسكرية مختلفة موجودة على الأراضى الليبية، فى دولة تعدادها 7 ملايين نسمة، وهذا رقم من السلطات الليبية وليس من عندنا نحن وقد استمعنا إليه من المسئولين الرسميين الليبيين، ويتم استهداف بعض المصريين الأقباط هناك وهذا فى منتهى الخطورة، ففى الأيام الأخيرة تم قتل زوج وزجة وطفلة، وأيضاً تم خطف 6 أقباط جدد نأمل لهم السلامة، ورغم ذلك فإننى أؤكد أن مصر لن تتدخل عسكرياً فى ليبيا.
■ تردد اسمك للنزول على إحدى قوائم الانتخابات، هل تنتوى الترشح فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
- هذا غير مستبعد، وقد عرض علىّ أمر الترشح من الجميع، وأنا أميل لاتجاه معين، لذلك لا تستبعد أن تجىء الأيام القادمة بأخبار انضمامى لإحدى القوائم الانتخابية.