ومن أجواء الكتاب «قال أرسطو إن الفلسفة تبدأ بالتعجب، ذلك التعجب الطفولي كما يزعم الكثيرون، ولكن لا يمكن لهذا الزعم أن يكون حقيقيًّا إلا إذا كنا نقصد بالفلسفة ذلك المعنى الذي رمى إليه قدماء الإغريق وهو تعريف الفلسفة على أنها العلم».

فالأطفال باحثون منذ نعومة أظافرهم، ولكنهم ليسوا فلاسفة. وتفسير ذلك أن فضولهم الطفولى يتجه نحو العلوم الطبيعية.. فالأطفال يريدون أن يعرفوا كيف يسير العالم؛ فيسألون عن السبب ف

إنهم يحاولون أن يعرفوا كلَّ ذلك، حتى قبل أن يسألوا عن وجود الله أو عن معنى العدالة، وفي حين تبحث العلوم الطبيعية عن السبب والعلة، مثل «لماذا يسقط الحجر على الأرض؟» أو «لماذا تنقسم الخلايا؟»، فإن الفلسفة تسأل عن الماهية: «ما هي العلة؟» أو «ما هي الحياة؟»؛ حيث يسأل الفلاسفة عن جوهر الأشياء وكُنْهها.

فالفلسفة بالمفهوم الحالى هي علم المصطلحات أو «فئات التفكير»، وتحديدًا تلك الفئات العامة الشاملة التي لا نستطيع أن نفهم شيئًا بدونها، مثل: (المكان والزمان اللغة الحكمة المعنى الحقيقة المعرفة السبب الشيء الحدث الوعي الخير الشر الإدراك السلوك والتصرف الشعور والعاطفة الإنسان العدالة الجمال...إلخ).

أما علماء الطبيعة فهم مثل الأطفال يحاولون أن يعرفوا السبب في حدوث شيءٍ أو ظاهرةٍ ما، بينما يذهب الفلاسفة بفضولهم كي يتناولوا ماهية كل شيءٍ أو أمرٍ في حياتنا اليومية.