حلم مصطفى أمين والصحافة القومية

عبد الرحمن فهمي الأربعاء 07-01-2015 22:15

مات مصطفى أمين دون أن يحقق حلمه.. الحلم كان عودة الصحف القومية إلى أصحابها.. ليس أصحابها الحقيقيين، ولكن هى عودة الصحف إلى ملكية المحررين والعمال وكل من يعمل بالصحيفة.. تحويل الصحف إلى شركات مساهمة ولا تباع الأسهم إلا لمن يعمل بالصحيفة.. لأن نقل ملكية الصحف إلى الحكومة ثم مجلس الشورى حوَّل المحررين إلى مجرد موظفين.. فرق كبير بين أن يكون رئيس التحرير هو صاحب الجريدة يتابع العمل بنفسه ليل نهار.. يكافئ كل صاحب خبر تنفرد به الصحيفة وكاتب مقال شدَّ الناس لقراءته مثلاً.. وبين رئيس تحرير عيَّنته الحكومة ويخشى أن تغضب عليه الحكومة فيكون كل همه إرضاء الحكومة!!!.. ثم رئيس التحرير (المهزوز) الذى ينظر خلفه كل عشر دقائق!! لا يصلح لأن يكون حتى مجرد محرر أو حتى ساعياً!! يخشى الناس ولا يخشى الله.

ثم الصحف القومية تحولت إلى (عزب خاصة).. قالها أكثر من نقيب للصحفيين، لذلك كان كل رئيس مجلس إدارة أو رئيس تحرير أو مدير عام يحاول أن ينتهز فرصة جلوسه على الكرسى لكى يحقق أكبر قدر من الثروة!!! ويقدم أكبر قدر من الرشاوى لأصحاب السلطة، والقضايا مازالت فى النيابة العامة لانشغال المحاكم بقضايا الإخوان.. دفع رؤساء مجالس إدارات الصحف وكذا رؤساء التحرير ملايين كفالة الخروج.. تم دفع الملايين ببساطة وخلال دقائق!

ثم عندما تتحول الصحف إلى شركات مساهمة.. كل محرر.. بل كل عامل سيشعر بأنه (صاحب المحل).. قلبه وعقله وضميره مع الجريدة.. فهو حامل سهم يرتفع وينخفض مع توزيع وإعلانات الجريدة...هناك حافز قوى لكل العاملين لكى يرتقوا بالجريدة.. بدلاً من أن يتحول إلى (موظف حكومة) يعمل أى شىء بسرعة ثم يترك مكتبه بحثاً عن مورد مالى آخر.. حتى ولو سائق تاكسى!! بل سيكون العمال والمحررون حريصين كل الحرص على سلامة الجريدة، مبنى وسمعة وانتشاراً ونجاحاً.. بصراحة تتحول الجريدة إلى أسرة واحدة.

ثم يا ويل وسواد ليل رئيس أو مدير اختلس أو سرق أو أعطى نفسه ما لا يستحق.. فهناك جمعية عمومية تراجع الميزانية بالمليم!!! ولا أقول بالجنيه!!!

■ ■ ■

السلطة ترى أن هذا كلام سليم.. وسيحدث يوماً ما.. ولكن ليس الآن.. بعد أن نمر من (عنق الزجاجة).. وهذا كلام معقول.

لذلك كان اجتماع الرئيس بالصحف القومية من أجل أن يحاولوا (الوقوف على أرجلهم) ويصلحوا من أنفسهم بالتقشف المطلوب الآن مؤقتاً، لأن الخزانة لا تحتمل أى أعباء... فإذا فى نفس الأسبوع أقرأ فى الصحف القومية من أعلن عن مزاد لإدخال التكييف المركزى للدار كلها، المكونة من 15 دوراً على مساحة عمارتين!!! وهناك دار صحفية أخرى أصدرت فى نفس الأسبوع إصداراً بجوار النسخة العادية.. كتالوج يضم مائة (100) عمل فنى مصور، وعلى الورق الكوشيه الفاخر زائد نتيجة 2015، والسعر 25 جنيهاً!! من سيشترى هذه المجلة؟؟ إصدار آخر من نفس الدار الصحفية صدر فى مائة صفحة من الورق الفاخر مع بوستر عن فنانة ليست مصرية، والسعر عادى (خمسة جنيهات) رغم أن العدد الواحد تكلفته 80 جنيهاً!! لا تعليق.