استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى، نشاطه في اليوم الثاني لزيارته لدولة الكويت، باستقبال رئيسة وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصرى، لبحث أهداف مبادرتهم في دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفاناً وتقديراً للشعب ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتى منذ نشأة دولته، وتقديراً لدور القاهرة القومي في حياة الشعوب العربية.
وأوضح أعضاء المبادرة، حسب بيان الرئاسة، الثلاثاء، أنها تنقسم إلى مراحل بدأت أولها بتوفير أكبر قدر من المواد الغذائية للأسر المصرية المستحقة بالتعاون مع بنك الطعام المصري، ثم تطور العمل ليشمل المساهمة فى إعادة تأهيل عدد من القري الأكثر احتياجاً، حيث كانت البداية في قرية المخزن، وسيتلوها ثلاث قري آخري، العيساوية والدويرة وعباسة.
وشكر الرئيس، أعضاء المبادرة الكويتية، لافتا إلي أنها تعكس روح المحبة والتضامن بين الشعبين الشقيقين، مؤكدا تذليل كافة العقبات البيروقراطية أمام المبادرة، وموجها التحية للمرأة الكويتية، التى تثبت إلى جانب شقيقتها المصرية، دورها الحيوي في المجتمع، مشددا علي أنه لا يمكن حدوث تقدم وتطوير فى أى دولة بدونها.
واستقبل الرئيس وفداً من مجلس العلاقات الكويتية – المصرية برئاسة الشيخ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عدداً من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة فى المجالات الاقتصادية والاستثمار.
وأكد رئيس المجلس، أهمية دور مصر فى الأمة العربية ومكانتها في قلب كل مواطن كويتى، ما يجعل دعمها ومساندتها واجب على كل كويتى، مرحبا باستعادة القاهرة دورها الطبيعى فى قيادة الأمة، مؤكداً أن أمن واستقرار المنطقة العربية يتوقف على أمن واستقرار مصر، ومشيداً بجهود الرئيس من أجل إعادة الاستقرار السياسى والأمنى، مشدداً على رغبتهم فى تعزيز الاستثمارات فى مختلف مجالات العمل فى الدولة المصرية.
وبحث خلال اللقاء، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة الاستثمارات الكويتية فى مصر، واستعرض الرئيس الخطوات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وتذليل العقبات البيروقراطية، وأكد التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كافة المشكلات التى تواجه الاستثمارات الكويتية.
وفى نهاية الاجتماع، أعلن عن إنشاء المجلس، على أن يشكل الجانب المصري فى أقرب وقت، مع ضم عدد من الشخصيات البارزة فى مجالات أخرى كالإعلام والرياضة والثقافة وغيرها.
وعقد الرئيس، لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية، وأدلى بحديث للتليفزيون الكويتي، موجها التحية للشعب الشقيق ولقيادته الحكيمة التى تستحق بجدارة لقب «القائد الإنسان»، وشكر الأشقاء على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصرى، مبدياً استعداد القاهرة حماية أمن الكويت والخليج فى مواجهة أى مخاطر، مشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر.
وناقش الرئيس، المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية والظروف الصعبة التى تمر بها، ما يتطلب ضرورة تكاتف جميع الدول العربية ووقوفها صفاً واحداً. داعيا الأشقاء للقدوم إلى مصر من أجل الاستفادة من الفرص الاستثمارية العديدة التى تتيحها المشروعات الكبرى الجاري إعدادها، مشيراً إلي أهمية المشاركة الكويتية الفاعلة فى المؤتمر الاقتصادى مارس القادم. مؤكدا أن الحكومة تسعي لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، من خلال تعديلات علي التشريعات الاستثمارية، منوهاً بالتزام القاهرة بتعهداتها وحرصها على تذليل كافة المصاعب أمام الاستثمارات الكويتية.
وأجرى الرئيس، كذلك لقاءً مع الإعلاميين المصريين، مؤكدا أهمية دور الإعلام في المرحلة الحالية، لا سيما في دعم الاصطفاف الوطني والحفاظ على ثوابت الدولة، وبناء الثقة واستعادة الأمل بين المواطنين.
وأكد الرئيس، أهمية مواصلة تجديد الخطاب الديني، مشيداً بما يمثله الأزهر من رمز للإسلام المعتدل. واستعرض نتائج زيارة الكويت والجهود المبذولة لدعم التضامن العربي، ووحدة الصف في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه الأمة العربية.
وأشار الرئيس، إلي وجود تطابق تام في وجهات النظر مع الجانب الكويتي، لافتا إلي أنه أبدي استعداداً لضخ مزيد من الاستثمارات في مصر، مع توفير التشريعات اللازمة لجذب المستثمرين. مشيراً إلى الخطوات الجاري اتخاذها لمواصلة عملية التنمية ومواجهة التحديات المختلفة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
عقب ذلك، توجه الرئيس إلي المطار الأميرى بالكويت، برفقته الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، لتوديع الرئيس، حيث غادر عائداً إلي القاهرة.