إبراهيم المعلم لـ«البيت بيتك»: صحافة الحكومة بدعة «مش موجودة» إلا فى كوريا الشمالية وسوريا وعندنا

الخميس 13-08-2009 00:00

فى سلسلة حلقاته عن ملف «البيزنس والإعلام ورجال الأعمال»، استضاف برنامج «البيت بيتك»، أمس الأول، المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار «الشروق»، حيث أكد المعلم للإعلامى البارز تامر أمين، اعتراضه على التعريف المستخدم للملف، ووصف استخدام كلمة «البيزنس» بالفكاهى، الذى يحمل انحيازا مسبقا وهجوما غير مبرر وكأنها تهمة.

وسأل تامر أمين رجل الأعمال إبراهيم المعلم:

■ لماذا تنسب الصحيفة دائمًا لشخص واحد فقط هو مالكها؟

- طبقًا للقانون لا يحق لى أنا وأقاربى حتى الدرجة الثانية امتلاك أكثر من 10% من الجريدة، وأى جريدة عبارة عن مجموعة مساهمين، من خلال شركة يتولى أحد الأفراد رئاسة مجلس إدارتها، وهذا يحتاج إلى إعادة نظر، لأنها بدعة غير موجودة إلا فى مصر، وبحكم العادة نقوم بنسب أى عمل حتى السياسى منه، وكذلك القوانين، إلى شخص واحد فقط، ثم فى النهاية هناك مسؤول يحتاجه القانون أمامه، لذلك لابد من وجود رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير.

■ وهل فكرة «الشخصنة» الموجودة ميزة أم عيب؟

- بالطبع عيب كبير، الإبداع الشخصى مثل الأدب والشعر يجب أن ينسب إلى شخص واحد فقط، أما الأعمال الجماعية مثل كرة القدم فيجب أن تنسب إلى المجموع وليس إلى شخص بمفرده.

■ ولكن ذلك يتعارض مع مبدأ تحديد المسؤولية؟

- بالعكس، فقانونيا رئيس مجلس الإدارة مسؤول، ورئيس التحرير عبدالعظيم حماد مسؤول عن الجانب التحريرى.

■ لكن قد يكون هناك خلط أثناء المحاسبة.. فمن يمكن محاسبته على المحتوى التحريرى.. رئيس التحرير أم مجلس التحرير؟

- رئيس التحرير بالطبع، لأن مجلس التحرير مسؤول عن وضع استراتيجية وتوجهات الصحيفة ككل، وأذكر أننى فى أول اجتماع بعد الحصول على رخصة الجريدة بعد عام ونصف من التقدم للحصول عليها، قلت للصحفيين إنهم يملكون فرصة هائلة للتعلم من مجلس تحرير كامل من أبرز الأسماء الصحفية المصرية، فهذا التقليد فيه فائدة للصحفيين أيضا.

■ لك باع طويل فى النشر.. ولكن لماذا تقدم على إنشاء جريدة؟

- «دار الشروق» تعمل فى مجال النشر منذ الأربعينيات، وعمل النشر قائم على توصيل محتوى وفكر من خلال وسيلة، تتعدد تلك الوسائل مثل الكتاب الورقى أو الإلكترونى أو المجلة، مثل «وجهات نظر» التى سبق أن أسسناها، لذلك تعتبر الجريدة وسيلة لتوصيل الفكر الخبرى والفكرى والإعلامى.

■ وما مقابل هذه الضريبة؟

- مقابلها عدد من المشروعات الأخرى المتعلقة بالنشر فى الدار والتى تحقق مكاسب يمكنها أن تتحمل خسائر الجريدة.

■ وهل لا تزال السوق متسعة رغم الظروف الاقتصادية للقارئ؟

- القارئ غير المتخصص فى مجال الإعلام والسياسة يحتاج صحيفة أو اثنتين يوميا وهو ما لا يمثل ميزانية ضخمة له.

■ وكيف ترى المحتوى الخاص بجريدة «الشروق»؟

- جريدة «الشروق» فى رأيى جريدة قومية حرة مستقلة، لأن الصحف المملوكة للحكومة فى العالم بدعة، ولا توجد سوى فى كوريا الشمالية وسوريا، فالصحافة مهنة مستقلة فى الأساس، وهى لا تختلف عن مهنة الإبداع، يعنى هل فى حكومة ممكن تقعد تؤلف قصة أو شعر؟!، وما دامت الجريدة غير محلية أو فئوية فهى موجهة لمصر كلها، وبالتالى فهى قومية.

■ وهو فيه حاجة مستقلة فى مصر؟

- طبعا، عدد من دور النشر والكتاب والشعراء والسينما فى مصر مستقلون بالفعل، والاستقلال الذى أقصده يؤكد أنه لا توجد جهة خفية تمول هذا المشروع أو هذا الإصدار، خاصة أن المجتمع المصرى أصبح مجتمع شك، فهو يشك فى نية أى مشروع، وأذكر أننى عندما ركبت طائرة مصر للطيران عرضت علىّ المضيفة جرائد قومية فقط، وعندما سألتها عن «الشروق»، قالت لى المعارضة تحت، وهى بالتالى قدمت تصنيفا خاصا ورقابة داخلية.

■ يقال إن جريدة «الشروق» ولدت عملاقة بأسماء أصحابها.. لكن المحتوى لم يكن على مستوى تلك العملقة.. لماذا؟

- لأن التوقعات أحيانا تكون أكبر من الواقع، لكن هذه الأسماء ستظهر قوتها فيما تكتبه من مقالات رأى، بالإضافة إلى الإدارة الجيدة للصحفيين، إلى جانب أن مستواك الخبرى مرتبط بمستوى حرية الخبر فى مصر، إلى جانب أن القارئ تعّود لفترة على الأخبار الحكومية التى تصدرها الهيئات الحكومية فقط، ونحن نحاول تغيير تلك الثقافة بزيادة الاهتمام بالأخبار العربية والعالمية.

■ قال المهندس صلاح دياب فى حواره السابق إن إبراهيم المعلم كان ينوى المشاركة فى «المصرى اليوم» فى بدايتها ثم انسحب، هل كنت تتمنى عمل مشروعك الخاص الذى ينسحب لك وحدك؟

- كنا نفكر فى ذلك فى البداية، ولكن خطواتهم أسرع من استيعابى لأن صناعة النشر ثقيلة وبطيئة نوعا ما.

■ ليه الصحافة دلوقتى بتضرب فى بعضها؟

- الصحافة الخاصة وليدة، وبالتأكيد ستكون هناك بعض الممارسات الخاطئة، وبعد سنوات سيتم إرساء قواعد التعاون، وعملية «ضرب الصحف فى بعض» مش كتير.