تعرض تشيلسي لهزيمة قاسية أمام توتنهام بخمسة أهداف لثلاثة، في واحدة من أقسى الهزائم التي تعرض لها مورينيو في مسيرته التدريبية منذ انطلاقها في عام 2000.
ولكن السبب الرئيسي في تلك الهزيمة يرجع إلى المدير الفني جوزيه مورينيو، وطريقة إدارته للبلوز خلال الموسم الحالي، والتي تبدو في ظاهرها متميزة مع نتائج الفريق، ولكن باطنيًا «السبيشيال وان» ارتكب العديد من الأخطاء التي ظهرت جلية ووضح أثرها على الفريق أمام توتنهام فكانت الهزيمة الثقيلة.
والبداية كانت في غياب البديل، فرغم الأسماء الرنانة التي يمتلكها تشيلسي، سواء على أرضية الملعب أو على دكة البدلاء، إلا أن أهم نجوم الفريق يظلون دون بديل حقيقي، فلا يوجد من يعوض ماتيتش في أرضية الملعب، ولا يوجد اللاعب القادر على القيام بأدوار فابريجاس في صناعة اللعب، ولا صخرة دفاعية بديلة لتيري ولا ظهير أيمن بديل لإيفانوفيتش.
وظهر تأثير غياب الثنائي «ماتيتش وفابريجاس» على البلوز في الفترات الماضية من الموسم، فغياب أحدهم عن أرضية الملعب أثر كثيرًا على أداء تشيلسي فكان تواجدهم دائما في كل مباريات تشيلسي مطلوبًا.
وثبَّت مورينيو التشكيل بشكل كبير، فنفس الأسماء تشارك في الدوري المحلي ثم تذهب للعب في دوري الأبطال وقد تدعم بعض الأسماء الأساسية تشكيلة البلوز في مباريات الكأس، وهو ما أرهق هؤلاء اللاعبين بشكل كبير.
وهذا الأسبوع وضح خطأ ما قام به مورينيو من عدم تجهيز بديل محل ثقة للتشكيلة الأساسية، فجدول الدوري الإنجليزي كان واضحًا هذا الأسبوع، ثلاث مباريات أيام الجمعة فالأحد ثم الخميس ولا مجال للراحة، وبالتأكيد هذا الوقت هو الذي يُظهر من الأقوى بدنياً والأجهز بالبدلاء.
ودخلت أندية الدوري الإنجليزي إما بإراحة لاعبيها والتبديل فيما بينهم وتقسيم المباريات إلى أجزاء لتقسيم المجهود وعدم إضاعة أي قطرة عرق دون فائدة.
ودخل تشيلسي بداية من البوكسينج داي بتشكيلة شبه مرهقة وأسماء تم استهلاكها بشدة خلال الدور الأول، ولكن مورينيو لم يقم بالخطوة الجرئية والبدء في الاعتماد على أسماء من البدلاء بجانب مواجهة تشيلسي لثلاث مباريات قوية بداية من ويستهام على الستامفورد بريدج ثم ساوثهامبتون وتوتنهام خارج الديار.
وكان الخطأ الأكبر تثبيت التشكيل فلم يقم مورينيو سوى بتبديلات طفيفة لم تشفع، فبدأ الإرهاق يظهر على البلوز أمام ساوثهامبتون في المباراة التي انتهت بالتعادل، وفي مباراة توتنهام ظهر الانهيار كاملًا.
فأمام ديوك لندن ظهر تشيلسي ولاعبوه تائهين غير قادرين على مواجهة سرعات لاعبي توتنهام الذين صالوا وجالوا في الملعب، ركضًا يمينًا ويسارًا وسط محاولات من دفاعات البلوز في اللحاق بهم دون جدوى بسبب الإرهاق والتعب.
وقدم ماتيتش أسوأ مباراة له في مسيرته مع البلوز وكان إيفانوفيتش غير قادر على إيقاف لاعبي توتنهام أو الركض خلفهم بعد عشرين مباراة متتالية كأساسي هذا الموسم في الدوري بينما كان كاهل وجون تيري أبعد ما يكونان عن مستواهما بسبب الإرهاق أيضا.
وفي النصف الأمامي كان غياب فابريجاس، أوسكار وويليان عن مستواهم واضحًا، وحاول هازارد القيام بالدور الهجومي كاملا لتشيلسي مع الإرهاق والتعب، أما البدلاء فلم يقدموا الكثير لتشيلسي مع غيابهم عن الملاعب لفترات طويلة وافتقادهم لحساسية الملعب.
وكان خطأ السبيشال وان المؤثر ليس فنيا أو تكتيكيا ولكنه خطأ في الاختيار، مما أدى إلى هزيمة كبيرة وتاريخية لتشيلسي وللمدرب نفسه على يد الجار اللندني توتنهام.
وتأمل جماهير البلوز أن يتدارك مورينيو الأمور في المباريات المقبلة، خصوصا أن الفريق سيدخل بداية من فبراير معركة على كل الجبهات في الدوري ودوري الأبطال بهذه الأسماء المرهقة في موسم لن تقبل فيه جماهير البلوز سوى بالخروج ببطولات بعد موسم سابق خال من أي إنجازات للفريق ولمورينيو.