مرت الأيام وطوينا سنة من عمرنا.. ومزقنا صفحة من صفحات تاريخنا.. مدوناً على حافة الورقة أسماء وعناوين وذكريات فيها ما أفرح القلب وفيها ماجرح القلب.. ولن يبقى منها إلا الذكرى.. قد يموت بعضها فى منتصف الطريق.. وقد نتذكر بعضها ونراجع أنفسنا.. فلا مفر لنا إلا الاعتذار.. فالاعتذار ثقافة عالية وأجمل فضيلة.. وأجمل الاعتذارات أن تكون فى موقع قوة وإدراك.
آسف لك يارب عن كل موقف ابتعدت فيه عن عبادتك... آسف لك يا أبى يا أمى أجمل مشاعر عرفتها الإنسانية.. عندما كنت أظن أن نصائحكما ما هى إلا نصائح تصلح لعصركما فقط.. وأن حياتى أمانة فى عنقى إذا خنتها خانتنى.. وأن الزمان يمر.. ويقطع من أعمارنا أياماً لا تعد.. وأن الشباب ينقضى ولا يعود على صاحبه إلا بما ترك من عمل.. وأعلم أن هذا الاعتذار لا يكفى.. فواجبى أكبر من ذلك بكثير.. آسف يازوجتى لم أقصد أن أجرحك.. لأنى فى نفس الوقت جرحت قلبى.. آسف عن كلمة انتظرتها جميلة ونمت مجهدة دون أن أقولها... آسف ياإبنى أن ظروف الحياة شغلتنى عن مشاركتك، وعندما قابلتنى بحماس كانت ملامحى أبرد من حضورى وصوتى دون تطلعاتك وطموحاتك.. آسف ياصديقى ياجارى لغلطة لم تكن مقصودة منى لم تكن من سوء نية... آسف لمعلمى لأنى لم أتصل بك وأقول شكرا ياعزيزى فلك الفضل لما أنا فيه.. آسف ياوطنى من هذا العقوق والإرهاب الذى تراه ويحاول النيل منك.. ولكن ستبقى بأبنائك المخلصين شامخاً.. سلمت وطننا العزيز من شر العابثين بأمنك... آسف يا نفسى بأن ارتضيت أن أجعلك صغيرة بتصرفات لم أزنها قبل أن أفعلها.. فأنت لست مخلدة أبدا لتفعلى ماتريدين .. وعام جديد سعيد لشعب مصر بإذن الله.
طارق أبوعلفة - الإسكندرية