ضياع مؤمن وهروب باتشيكو.. خبطتين في الرأس

كتب: عمر ناصف الخميس 01-01-2015 15:32

تعرض نادي الزمالك وعشاقه لصدمتين متتاليتين في أقل من ثلاثة أيام، برحيل نجم الفريق وهدافه مؤمن زكريا رسميًا إلى النادي الأهلي بعد انتهاء إعارته من نادي إنبي، ثم رحيل «أو هروب» مدرب الفريق جيمي باتشيكو خارج البلاد، وإعلامه لإدارة الفريق بتقديم استقالته.

كانت البداية في مساء 30 ديسمبر، عندما أعلن أحد المواقع الموثوقة المهتمة بأخبار النادي الأهلي عن انتقال اللاعب مؤمن زكريا إلى نادي الأهلي فور انتهاء فترة إعارته من إنبي إلى الزمالك، وهو ما لم تستوعبه جماهير الفريق الأبيض في بداية الأمر.

وأكد أحمد سليمان، عضو مجلس إدارة الزمالك، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي أن «مؤمن زكريا تحت السيطرة»، وهو ما زرع الطمأنينة في نفوس مشجعي الزمالك، والذين استقيظوا في اليوم التالي على تصريحات من نادي إنبي تؤكد «لقد بعنا مؤمن للأهلي، وإن أراده الزمالك فعليه التوجه إلى النادي الأحمر»، ليدخل بعدها مشجعو وإداري الزمالك في حالة من الدوران حول النفس.

وحاول مجلس إدارة الزمالك كعادته بالصوت العالي والتهديدات هنا وهناك، التأكيد أن مؤمن للزمالك وأنه وقع مع النادي الأبيض، وبعض من التصريحات التي لا تصدر سوى من مشجعي الدرجة الثالثة، لكنها كانت من مسؤولي النادي الأبيض بأن مؤمن للزمالك، وأنه أُجبر على الذهاب للأهلي، وأنه لا يحق لإنبي التصرف في اللاعب، وأنه لاعب حر وليس مقيدا بنادي إنبي.

وخرج أحمد مرتضى، عضو مجلس إدارة الزمالك بعد ذلك ليصرح بأن مؤمن قد أغلق هاتفه أمام نادي الزمالك، ليعترف النادي بعدها بخسارته أمام الأهلي في المنافسة على اللاعب الذي انتقل رسميًا للقلعة الحمراء، لكنه اشتكى من تعنت إنبي في المفاوضات مع الفريق الأبيض والسبب هو رغبة النادي البترولي في الحصول على حقوقه المتمثلة في بقية أموال صفقة إسلام عوض التي لم يسددها الزمالك حتى الآن والبالغة 3 ملايين و750 ألف جنيه.

ورفض مسؤولو إنبي الدخول في أي مفاوضات مع مسؤولي الزمالك لا تتضمن دفع ثمن إسلام عوض بجانب 5 ملايين جنيه سعر مؤمن زكريا على أن يكون الدفع «كاش»، وهو ما كان يرفضه نادي الزمالك ليقرر إنبي «حرق دم» الزمالك على نجمه وهدافه هذا الموسم وبيعه إلى الأهلي.

وفي صباح اليوم الثالث 1 يناير، استيقظت جماهير الزمالك مع العام الجديد بآمال جديدة لتحقيق بطولة الدوري التي أصبحت ضمن أحلام وأمنيات الزملكاوية بعد غياب 10 مواسم، ولكن أحلامهم تحطمت فجأة بخبر «عجيب وغريب» وهو إعلان المدير الفني للزمالك جيمي باتشيكو الاستقالة ورحيله خارج البلاد.

ولم يكن خبر رحيل المدرب مفاجئًا على جماهير الأبيض التي انتظرت هذا القرار منذ أيام، بعد هجوم رئيس النادي على المدرب بعد خسارة إنبي وتوتر الأجواء بينهم، ولكن أعضاء مجلس الإدارة واللاعبون استطاعوا تهدئة الأوضاع وإقناع المدرب بالبقاء بعد أن كان قد اتخذ قرار الرحيل بسبب معاملة مجلس الإدارة وتدخلاتهم في عمله.

وجاء رحيل مؤمن زكريا بالأمس ليخرج رئيس الزمالك مرة أخرى ويهاجم المدرب بأغرب تصريح من الممكن أن يسمعه مدرب من رئيس ناديه «الخطأ على المدرب الذي قام بإشراك اللاعب، وتطويره ليرتفع سعره بهذا الشكل ولا نستطيع الحصول عليه».

ليقوم باتشيكو في اليوم التالي بالخروج من مصر وإبلاغ الإدارة عن إقالته مؤكدا أن الأجواء لا تصلح للعمل داخل نادي الزمالك.

صدمتان متتاليتان تعرضت لهما جماهير الزمالك في أقل من ثلاثة أيام، وما بين تصريح أحمد مرتضى «مؤمن أغلق هاتفه ولا يرد علينا» وتصريح هاني زادة «صحينا ملقيناش باتشيكو» قاسم مشترك وهي أخطاء من مجلس إدارة الزمالك الذي تكبر وهاجم الجميع واتخذ سياسة الصوت العالي كشعار له فكان العقاب.

ولكن الخاسر الأكبر كالعادة هي جماهير نادي الزمالك التي تعاني وستظل تعاني من أجل العودة إلى سكة البطولات، والتي لا تشمل الحصول على كأسي مصر فقط في عشر سنوات ودائما ما تتعرض تلك الجماهير لصدمات تتناسب طرديا مع مستوى الفريق، فكلما ارتفع المستوى واقترب الفريق من المستوى المنتظر من الجماهير كانت الصدمة أقوى وأكثر قدرة على إسقاط النادي وإعادته خطوات كثيرة للخلف على كل المستويات.