عن الكتب والمثقفين والشعوب كان الحوار المصرى الألمانى والذى دار فى الجناح الألمانى داخل سراى 3 بمعرض الكتاب، أطراف الحوار كانوا ثلاثة، الكاتبة المصرية سحر الموجى، والكاتبة الألمانية إلكه هايدنرايش والجمهور، وأخذت حلقة النقاش شكل الحوار المتبادل إلا أن اختلاف اللغات بين سحر الموجى وإلكه هايدنرايش جعل من دور الدكتور طارق عبد البارى- أستاذ الأدب بكلية الألسن- محوريا حيث كان يمثل همزة الوصل بين الأطراف الثلاثة سحر وإلكه والجمهور وفى الوقت نفسه ونظرا لتخصصه أدار عبدالبارى دفة النقاش من خلال توجيه الأسئلة لكل من الكاتبتين.
فى الوقت الذى اختلف فيه الجانبان المصرى والألمانى حول عادات شعوبهم حيث أكدت إلكه أن القراءة فى المترو هى إحدى عادات شعبها، فى حين رأت سحر الموجى أن الشعب المصرى يخالف ذلك ولم تجر العادة به على قراءة شىء غير «القرآن» فى المترو، إلا انهما اتفقا على شىء آخر وهو ظلم وسائل الإعلام للثقافة وحرمان الشعوب من الاستفادة بالمثقفين وآرائهم فى مقابل شغل أوقاتهم بالأمور التافهة والترفيهية، وقالت إلكه هايدنرايش: بالرغم من أننى أتمتع بشعبية بين المجتمع الألمانى إلا أن تجربتى فى التليفزيون انتهت بصدام، فقد كان يذاع برنامجى فى وقت متأخر- الساعة11 مساء- فى حين أن الشعب الألمانى ينام مبكرا لكن لأننى شعرت أن ما اقدمه أهم من الكثير غيره طلبت من إدارة القناة أن تقدم موعد البرنامج حتى يستطيع الجمهور أن يراه لكن النتيجة كانت صداما بينى وبين القناة، امام هذا الموقف ومواقف أخرى شبيهة علقت إلكه: لا أعرف لماذا يكره التليفزيون الثقافة وأتعجب من ذلك خاصة أن الأدب هو ما يبقى اما ما يبثونه من صراعات السياسة المصطنعة وتفاهات فمصيرها إلى الزوال.
وافقتها الرأى الكاتبة سحر الموجى والتى رأت أن أجهزة الإعلام وبالأخص التليفزيون لا يولى أى اهتمام بالثقافة وبالرغم من تنوع القنوات المتخصصة إلا أن الثقافة لم تنل أكثر من قناة وهى ليست على المستوى المطلوب. وقالت: أظن أن الجمهور فى حاجة للاعلام الثقافى لأن الشعب المصرى فى رأيى شعب محب للاطلاع بطبعه ليس غبياً ولا جاهلاً لكنه يريد من يقول له ماذا يقرأ وأين الصواب من الخطأ وهو ما أظنه دور المثقفين.. عبرت إلكه عن استيائها من هذا الوضع: أتصور أن السبب فى ذلك هو أننا محكومون بالأغلبية الغبية مشيرة إلى القيادات الإعلامية وأضافت: هم مصرون على اتباع نفس السياسات العقيمة التى يتبعها السابقون لهم ولا أعلم أيضاً لماذا يستبعد دائما الأذكياء وأصحاب العقول والمثقفون من المناصب القيادية فى الحكومات.
وأمام سؤال وجهه الدكتور طارق عبدالبارى للكاتبة سحر الموجى حول إمكانية رواج الأدب والثقافة كما هو حادث الآن بالنسبة للكتب الدينية والتى وصفها بأنها تحتل مائدة الكتاب، أكدت سحر أن الكاتب عليه أن يتخلى عن برجه العاجى الذى يصعده ليبدع من خلاله- بالرغم من أنها وظيفته الأساسية- والنزول لارض الواقع والاندماج وسط المجتمع ومشاركته التفكير فى أموره اليومية كما أشارت إلى أن «المصرى اليوم» تعتبر تجربة مستقلة رائدة أتاحت تلك الفرصة أمام العديد من الكتاب ليقوموا بذلك. «سحر» رأت أن أهمية الأدب والمثقفين تزداد كلما كان الأمل أضعف فى الاعتماد على التعليم لتثقيف الناس وقالت: بعدما عرفت أن وزير التربية والتعليم الجديد ندمان على إلغاء الضرب فى المدارس أصبحت أفقد الأمل فى التعليم المصرى ودوره فى التثقيف.