ورث ابن الشرابية، منزلا قديما فى المنطقة التجارية فى الموسكى، يدفع السكان فيه إيجارا قديما لا يتعدى بضعة جنيهات، رفض الاهتمام بإصلاح التوصيلات وانتظر أن يلعب القدر دوره وينهار البناء على رؤوس من فيه، طال انتظاره ولم يتحقق الحلم، فوجئ بشكاوى ضده وقرار يلزمه بتنكيس المنزل، قرر أن يصنع النهاية بيده، اتفق مع مقاول على تفجير المكان حتى يتمكن من الحصول على قرار إزالة، ويحول الأرض إلى برج تجارى أو يبيعها بملايين الجنيهات، استعانا بعاملين، تسللا إلى شقة أثناء غياب المستأجر وأشعلا النيران وفتحا إسطوانتى بوتاجاز وهربا، تسببت يقظة الخدمة الأمنية فى القبض على أحدهما فى الحال وأرشد عن شريكه وتم منع الكارثة،
تحرر المحضر اللازم وتم إخطار اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة وأمرت النيابة بضبط وإحضار المالك والمقاول وتولت التحقيق. بدأت التفاصيل عندما لاحظ أفراد البحث فى الموسكى شخصا يخرج مسرعا يحمل بعض المتعلقات على ظهره من مسكن قديم فى شارع عبدالحق السنباطى فى الموسكى، تمكنوا من القبض عليه وبمناقشته قرر أنه وعامل آخر أشعلا النيران فى شقة من المنزل وفتحا إسطوانتى بوتاجاز، حتى ينفجر المنزل، تم التحفظ على المتهمين واندفع السكان والجيران وتمكنوا من إخماد النيران قبل الكارثة.
التحقيقات الأولية التى جرت بإشراف اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، كشفت التفاصيل المرعبة، حيث قرر المتهمان «إبراهيم. ف» و «أ. أبوطربوش» أنهما قدما من منفلوط بأسيوط للعمل لدى مقاول يدعى «فتحى. ن» طلب منهما التسلل إلى شقة فى المنزل القديم وتفجيرها حتى يتهدم البناء مقابل مبلغ مالى، وأنهما تمكنا من الدخول عن طريق شفاط بعد تأكدهما من عدم وجود الساكن وأحدثا حفرة فى الأرضية، بأن نزعا عدة بلاطات وجمعا كمية من الأوراق وأشعلا النيران وفتحا إسطوانتى بوتاجاز وأثناء هروبهما شاهد أحدهما شفاطا قديما على الأرض فحمله معه.
أضافت التحقيقات التى قادها اللواء أمين عزالدين مدير المباحث الجنائية أن المنزل يقع فى منطقة شارع عبدالعزيز التجارية وأن صاحبه «س. أسعد» مقيم فى الشرابية يحصل من السكان على إيجار قديم لا يتعدى بضعة جنيهات من كل شقة وتركه دون إصلاح للمرافق حتى ينهار ويتمكن من إزالته وتحويل الأرض إلى «برج» أو «مول تجارى» أو يبيعها بملايين الجنيهات ومنذ فترة فوجئ بصدور قرار يلزمه بتنكيس المبنى على نفقته.
شعر المالك أن حلمه لن يتحقق إذا تركه للأيام فقرر أن يصنع النهاية بيده، روى التفاصيل للمقاول، الذى اتفق معه على تحقيق حلمه مقابل مبلغ مالى كبير ووضعا خطة لإشعال حريق فى المبنى يلتهم كل ما فيه ويتسبب فى تفجيره وتهدمه تماما وبذلك يحصل على قرار الإزالة دون عناء.
أضافت تحريات المقدم رئيس مباحث الموسكى أن المالك والمقاول اتفقا على التفاصيل ووقع الاختيار على شقة الساكن «السيد عبدالعزيز» وتولى المقاول تدبير العاملين للتنفيذ ألقى القبض على أحدهما وأرشد عن شريكه وتم ضبطه، تحرر المحضر اللازم وأمرت النيابة بضبط المالك والمقاول وتولت التحقيق.