يارا سلام وأخواتها ليه يا بنفسج بتبهج وأنتَ زهر حزين!!

حمدي رزق الأربعاء 31-12-2014 21:39

وحَنِينِى لكَ يكوى أضْلُعِى

والتَّوَانِى جَمَراتٌ فى دمى

يقيناً لم يذق الشاعر الجميل رفعت سلام طعم رأس السنة، كيف يطيب له هذا والثوانى جمرات فى دمه، وحنينه إلى ابتسامة ابنته «يارا» يكوى أضلعه، يااااه أى رأس السنة هذا يطل على أسرته، و«يارا» الرقيقة بعيدا.. بعيدا عن ناظريه، عن قلبه، فى سجن بارد، حوائطه تضم أزهار البنفسج، ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين!!

من يرسمن البسمة على فم الزمان، هن الفتيات الجميلات، يااااه على قسوة الميلاد و«يارا وأخواتها» فى ظلام السجن يقبعن، تحت رحمة السجان، لو كنت أعرف هذا السجان لأوصيته أن يقول لهن «سنة سعيدة يا بنات».. يبلغهن أن رأس السنة هذا العام حزين، حد يحتفل بالعام الجديد وبناته فى السجن، كيف يكون جديدا وهن بعيد، وأى سعادة تغمرنا وهن فى الأقبية محزونات، حرمن من بهجة احتضان عام جديد؟

يارا حبيبتى لا تحزنى، قرى عينا، سيجعل الله من ضيقكن فرجا، وسيمنحكن العام الجديد سعادة الحرية، أراها قريبا، ويرونها بعيدة، وإنا لموقنون أن فى هذا الوطن قلباً كبيراً، وحضناً كبيراً، مصر صاحبة الحضن الدافئ لن تبخل عليكن بالحرية، مصر التى فى خاطرى تحبكن مهما قست عليكن السنون، وتذكرن ولا تبتئسن قول الشاعر الحزين: «بلادى، وإن جارت علىّ عزيزةٌ / وأهلى، وإن ضنّوا علىّ كرامُ».

الأم المحزونة على ابنتها المسجونة تتقلب على جمر النار.. وتتشرد ويا الأفكار، والنسمة تحسبها خطاها.. والهمسة تحسبها لقاها، تمر بهن الأيام ثقيلة حزينة، عيد.. بأى حال عدت يا عيد، قسوة السجن تبدد بهجة الأيام، وبرودة الوحدة تصهر الأبدان، لا هن مجرمات ولا قاتلات ولا سارقات، القتلة أحرار يحتفلون برأس السنة ويكسرون الصحون ويشربون الأنخاب فى كؤوس مترعة بدمائنا، ولسن إرهابيات يسفكن الدماء فى أعياد الميلاد، ولا نهابات سرقن الرمش من عيون المحروسة، شابات صغيرات على السجن، كل تهمتهن حب مصر، وأى حب هذا الذى يورثهن قبرا وهن أحياء، يحببنها على طريقتهن الخاصة، يشربن فى صحتها الأنخاب لا يعضنها فى لحمها بالأنياب، طوبى لهن، وصبر جميل.

لا أزايد على قانون، أطلب تحكيم روح القانون، لا أزايد على قاض كان، أطلب ضمير القاضى، لا أزايد على رئيس، أطلب عطف الرئيس، وهو عطوف. بناتك سيادة الرئيس فى هذه اللحظة التى يعبر فيها الزمان من عام إلى عام، وتكر مسبحة رجل طيب بالأيام، يقبعن فى الظلام، فليغمرهن ضياء الحرية فى عام جديد، لعله يأتى عليهن سعيدا، بقرار حكيم يثلج الصدور، ويبرد القلوب، ويريح العقول، الحرية ليارا سلام وأخواتها.