مصرى يطور «روبوت» يفهم ويحلل عواطف الإنسان الذى يتعامل معه

كتب: هشام عمر عبد الحليم الأربعاء 31-12-2014 20:21

الدكتور أمير على نال درجة الدكتوراه من المدرسة القومية العليا للعلوم المتقدمة بباريس، بعد أن وضعته جامعة كامبريدج ضمن موسوعتها، باعتباره أحد شباب الباحثين الواعدين على مستوى العالم فى مجال أبحاث الإنسان الآلى التفاعلى.

يقول «على» لـ«المصرى اليوم»، فى اتصال هاتفى من مقر إقامته بفرنسا، إن دراستى تركزت فى كيفية تصميم ريبوت قادر على أن يكون لديه قدر من الوعى والذكاء ليقوم بتنفيذ تصرفات جديدة ملائمة لسياق التفاعل مع الإنسان، لم يتدرب عليها من قبل، لمواجهة جميع المواقف، وبالنسبة لتحليل عاطفة الإنسان، نجد أنه على سبيل المثال فى التعاملات الإنسانية العادية، إذا كان هناك شخص حزين وحدث أن فهم شخص مشاعره بالخطأ على أنه سعيد، وقام برد فعل يتضمن سعادته سيكون رد فعل غير مهذب وغير مقبول.

يضيف «على»: الأمر نفسه يتم على مستوى الروبوت، حيث يجب أن يكون عنده القدرة على التصرف لفظيا وحركيا بشكل يتناسب مع عاطفة الإنسان المتفاعل، وعلى التمييز بين خصائص العواطف التى تدرب عليها، وخصائص العواطف الجديدة، حتى يستطيع تخليق سلوك لفظى وحركى مُركّب ملائم لطبيعة العاطفة الجديدة التى يستخدمها الإنسان فى التفاعل.

وفيما يتعلق بتحليل أبعاد شخصية الإنسان المتفاعل مع الروبوت يؤكد «على» أن شخصية الإنسان تعتبر من المحددات الرئيسية والدائمة للسلوك اللفظى والحركى المتولد، وهو ما يجعل إلقاء الضوء عليها شديد الأهمية فى مجال تفاعل الإنسان والربوت، موضحا أن نظريات علم النفس تشير إلى أن توافق أبعاد شخصية الأشخاص المتفاعلين كالانطوائية والاجتماعية، الذين يلتقون لأول مرة٬ يزيد من درجة الألفة بينهما، ما يساعد على تطوير العلاقة الاجتماعية الناشئة.

ويلفت «على» إلى أنه بناء على ذلك فمن الأهمية بمكان أن يكون الروبوت قادرا على تخليق سلوك لفظى وحركى ملائم لطبيعة شخصية الإنسان المتفاعل، فعلى سبيل المثال، نجد أن الشخص الانطوائى لا يتحدث كثيرا، وأيضا نجده لا يصدر حركات للذراعين والرأس بشكل متواتر٬ ولا يستخدم كثيرا تعبيرات الوجه فى سياق تفاعل عاطفى، على عكس الإنسان الاجتماعى، وكما هو واضح، فالهدف هو تخطى حاجز أن الروبوت مجرد آلة ذكية إلى جعله موضع ترحيب اجتماعى كصديق حقيقى للإنسان.

وحول استخدامات الروبوت يشير «على» إلى أن هناك استخدامات واسعة ومتنامية فى مختلف المجالات، حيث إن الأبحاث حاليا تتركز فى أن يكون لدينا روبوت عاقل، فالروبوت يمكن أن يتجاوب، ويحدث نتيجة أفضل مع مرضى التوحد الذين، لا يبدون تجاوباً مع الأطباء المعالجين بسهولة، فى حين أن الدراسات أثبتت أن مرضى التوحد يظهرون اهتماما وشغفا كبيرا أثناء التفاعل مع الروبوت، ما يجعل استخدام الروبوت لتحسين القدرات التفاعلية الاجتماعية لمرضى التوحد شديد الإيجابية، كما يمكن الاستفادة من الروبوت لدى مرضى ألزهايمر، حيث إنهم يظهرون تجاوبا ملحوظا أثناء التفاعل مع الروبوت.

ويضيف «على» أن مرضى القلب أيضا يمكنهم الاستفادة منه، حيث تشير الإحصائيات فى الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن إعادة التأهيل تتطلب أطباء وممرضين بأعداد كبيرة جدا، يمكن استبدال روبوت بها على شكل لطيف لا يخاف منه أحد، حيث يقوم برصد التطورات الحيوية بشكل دقيق، كما يقدم مساعدة لكبار السن الذين يعتمدون على حيوانات قطة أو كلب كنوع من كسر الوحدة، فيمكن استبدال الروبوت بها، بالإضافة إلى الاستخدام فى المجالات العسكرية، حيث نرى أن كثيرا من أبحاث الروبوت ممولة من جهات عسكرية التى يمكن أن تستخدم بعد ذلك للوصول إلى عمل جندى روبوت يتم استخدامه فى عدد من المهمات الخاصة.

ويشير «على» إلى أن هناك عددا من الجامعات الخاصة فى مصر بدأت على استحياء فى محاولة البحث فى عمل الإنسان الآلى التفاعلى، الا أن تلك المحاولات ما زالت فى بدايتها، حيث تحتاج الى موارد مالية ضخمة.

حصل «على» على درجة البكالوريوس فى الهندسة الكهربائية من جامعة بنها عام 2006، وفى عام 2007، حصل على منحة للدراسات العليا من الحكومة الفرنسية، وفى 2009، نال من جديد درجة البكالوريوس فى هندسة الأنظمة الآلية ومعالجة الإشارات من المدرسة القومية العليا للهندسة بالألزاس (فرنسا)، وفى عام 2010 نال درجة الماجستير فى معالجة الصوت والصورة من جامعة باريس.

ونالت أبحاث «على» فى مجال تطوير الروبوت العاقل تقديرا على المستوى العالمى، ففى عام 2014، أشارت إليه موسوعة جامعة كامبريدج «2000 Outstanding Intellectuals of the 21th Century» باعتباره أحد شباب الباحثين الواعدين على مستوى العالم فى مجال أبحاث الإنسان الآلى التفاعلى.

وفى مدخل خاص، نوهت إليه موسوعة WHO’S WHO العالمية (عام 2014) باعتباره أحد الأشخاص البارزين فى مجالاتهم.