سمعت آخر نكتة

كتب: اخبار الإثنين 29-12-2014 23:33

عبارة كان يتم تداولها عند اللقاء أو تدور همساً إذا كانت ذات مدلول سياسى أو دينى، سواء خلال اللقاءات على المقهى أو أماكن العمل أو الزيارات المتبادلة حتى ينفجر الجميع بالضحك من كل قلوبهم... هذه النكات كانت إحدى سمات الشخصية المصرية حتى أطلق على المصرى أنه ابن نكتة.. بل إنه كان يوجد مقهى فى باب الخلق باسم المضحك خانة يرتاده المصريون من مختلف الأحياء لابتكار النكات السياسية... وكانت الشرطة تداهم المكان للقبض على الساخرين الذين يتجاوزون الحدود... وقد أزيل هذا المقهى للتخلص من النكت السياسية.. ولكن لماذا اختفت النكتة؟.. هل أصابنا الاكتئاب والإحباط؟... هل فقدنا القدرة على الضحك؟ أم أن الوضع الاقتصادى أطاح بأحلامهم فلا عمل ولا زواج، بينما القلة تمتلك الثروة والنفوذ تحت غطاء من الفساد والسلطة يتحكمون فى مناحى الحياة الاقتصادية والسياسية.... فى أحلك الظروف وأشدها ظهرت نكات كثيرة بعد نكسة 1967 كانت هناك النكات ذو المغزى السياسى عن أسباب الهزيمة والتصريحات الجوفاء التى لم يكن لها وجود على أرض الواقع.... ربما تكون النكات قد توارت قليلا ولكنها كامنة فى أعماق المصريين.. إنها المعبر عن معاناتهم وآمالهم وطموحاتهم... إنها أشبه بالترمومتر الذى يوضح مؤشره الحالة النفسية للشعب المصرى والذى لم تنقطع ابتسامتهم وضحكاتهم مهما قست عليهم الظروف بكل مناحيها.. اللهم انتقم من الذين سرقوا ضحكة المصريين وسعادتهم.. ستظل النكتة سلاحاً قوياً وحاضراً لدى الشعوب المقهورة حين لا تمتلك غيره.

محمــود الـراوى- الـقاهرة

rawi_3@hotmail.com