تحمل جماهير نادي ميلان أدريتنو جالياني، المدير العام لفريقها، ومعه الرئيس سيلفيو بيرلسكوني وابنته باربرا ما آلت إليه الأمور في قلعة الروسونيري من إنهيار في أداء وطموحات الفريق مع الأزمات التي يمر بها الفريق.
فمع الأزمة المالية أصبح التعاقد مع النجوم وتدعيم الفريق بالأسماء صعبا على الفريق ومعها ابتعد ميلان عن مقدمة أوروبا بعد أن كان أحد أسيادها ومع تدهور الحال ابتعد ميلان عن المنافسة المحلية أيضا يوما بعد يوم حتى انتهى به الحال بعيدا عن كل المراكز الأوروبية الموسم الماضي.
ووجهت الجماهير سهام النقد والهجوم على جالياني المسؤول عن التعاقدات واستقدام اللاعبين إلى الفريق، وذلك بسبب اتجاهه إلى الصفقات المجانية واللاعبين الصف الثاني بدلا من التعاقد مع النجوم، كما اعتادت جماهير «الروسونيري» ولكن الحقيقة أن جالياني يقوم بكل ما عليه في ظل الإمكانيات المتاحة له والميزانية الضئيلة للتعاقدات والتي لا تسمح بأفضل من ذلك.
بل إن جالياني بحنكته وخبرته في التفاوض استطاع الحصول على صفقات ثقيلة كانت ذات فائدة للروسونيري وبأقل سعر ممكن مع الحصول على عائد جيد من جراء بيعهم بعد ذلك لإنعاش خزائن الفريق «المحتاس» ماليًا وهي نقط تحسب للمحنك الإيطالي صاحب الـ70 عاما وأبرزها التعاقد مع الثنائي تياجو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش بـ34 مليون يورو وبيعهم بعد ذلك إلى باريس سان جيرمان بأكثر من 63 مليون يورو وهي صفقة أغضبت جماهير ميلان بالتأكيد لبيع النجوم، ولكنها على الجانب الأخر كانت ذات فائدة لميزانية الفريق وأنقذت النادي من العديد من المشاكل الاقتصادية.
واستطاع جالياني إقناع مانشستر سيتي بالتخلي عن الثنائي ماريو بالوتيلي وقبله نايجل دي يونج بـ23.5 مليون يورو فقط، رغم أن هذان اللاعبان كانا من أعمدة الفريق السماوي وأصبحوا نجوم الميلان بعد ذلك.
وبعد ذلك قام جالياني ببيع بالوتيلي بعد موسم ونصف فقط في ميلان إلى ليفربول بـ20 مليون يورو أيضا نفس سعر شراءه وذلك رغم الهبوط الذي حدث في مستوى المهاجم المشاغب، ولكن جالياني استطاع التخلي عن المشاغب والحصول على أموال كافية لتدعيم ميلان بسعبة مليون يورو منهم فقط باللاعب بونافينتورا، الذي أثبت جدارته في ميلان منذ اليوم الأول.
بجانب ذلك كان جالياني هو من تعاقد مع هوندا مجانا الشتاء الماضي، وهو من أقنع تشيلسي بالتخلي عن ميكيل إيسيان لصالح الروسونيري مجانا أيضا وقبلهم إعادة كاكا من ريـال مدريد دون مقابل رغم تبقي شهور في عقود هذين اللاعبين.
والصيف الماضي أغلق جالياني صفقة المدافع عادل رامي بـ4.25 مليون يورو فقط رغم طلبات إدارة فالنسيا التي وصلت لضعف هذا المبلغ.
واستغل جالياني توتر العلاقة بين ديجو لوبيز وإدارة ريـال مدريد ليقنعهم بالتخلي عن حارسهم المتألق لصالح الروسونيري مجانا ومعه التعاقد مع النينو فيرناندو توريس الغير مرغوب فيه في تشيلسي على سبيل الإعارة لمدة موسمين.
وظهرت حنكة جالياني وقدراته على العمل رغم الظروف المالية الصعبة خلال الصيف الماضي بالتعاقد مع توريس ولوبيز من أنديتهم بشكل مجاني دون الحاجة لدفع المال لشراء عقودهم ومعهم استطاع إقناع المهاجم الفرنسي مينيز بالتوقيع لميلان مجانا بعد انتهاء عقده في باريس سان جيرمان ليضم لصفوف فريقه ثلاث نجوم لجذب الأنظار إليه مرة أخرى في محاولة لإعادة الفريق لمكانه الطبيعي كمنافس على الألقاب .
وهذا الأسبوع أظهر جالياني قدرا كبيرا من المهارة التعاقدية فاستطاع إقناع إدارة تشيلسي بالتخلي عن عقد توريس من أجل أن يوقع اللاعب على عقد نهائي مع ميلان ومعها استغل عدم اقتناع إنزاجي بالمهاجم الإسباني ليرسله في إعارة إلى أتليتكو مدريد الراغب في الحصول على اللاعب مع الحصول على هدف ميلان أليسو تشيرشي لتدعيم الفريق وتلبية رغبات المدرب إنزاجي.
صفقة تشيرشي المطلوب في ميلان منذ الصيف الماضي كانت لتكلف الفريق 18 مليون يورو في الصيف لو حاول الدخول طرف في المنافسة للحصول على خدمات لاعب تورينو السابق ولكنه بعد ستة أشهر فقط قام بتأمين خدمات صاحب الـ27 عاما لمدة موسم ونصف دون دفع مليم واحد رافعا شعار «الحصول على أعلى جودة ممكنة بأقل الأسعار».