ميلاد الدكتورة لطيفة الزيات

السبت 08-08-2009 00:00

هى ظاهرة لا تتكرر كثيراً بين نساء مصر، فقد أبحرت بين التناقضات وظلت تثق بنفسها محافظة على صراحتها وجرأتها ففاقت صراحتها فى سيرتها الذاتية على مبارك فى تاريخ حياته ولويس عوض فى أوراق العمر هذا رغم كونها فتاة شرقية مولودة فى دمياط، «فى مثل هذا اليوم» 8 أغسطس من عام 1923.

 تعلقت بالماركسية، ثم قالت إن تعلقها بها كان عاطفياً انفعالياً، ومع ذلك فكان مشروع أول زواج لها من عبدالحميد عبدالغنى الذى اشتهر باسم عبدالحميد الكاتب، الذى لم يكن ماركسياً بل كان يؤم المساجد ويحفظ التاريخ الإسلامى، وارتبط الاثنان بخاتم الخطوبة لكن المشروع لم يتم ثم كانت تجربتها الثانية مع أحمد شكرى سالم،

وهو أول شيوعى يحكم عليه بالسجن سبع سنوات وتم اعتقال لطيفة عام 1949 وانفصلا بالطلاق بعد الحكم على شكرى وخروجها من قضية التنظيم الشيوعى إلى أن تحققت قمة التناقض فى زواجها الثالث من رشاد رشدى يمينى المنشأ والفكر والسلوك، ولم تتردد لطيفة فى أن ترد على معارضى هذا الزواج بقولها: «إنه أول رجل يوقظ الأنثى فى» وعندما اشتدت معارضتهم ردت قائلة: «الجنس أسقط الإمبراطورية الرومانية»،

وبعد ثريا أدهم وحسين كاظم وسعد زهران جاءت لطيفة الزيات سكرتيرة لـ«اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال» عام 1946، التى قوضها رئيس الوزراء إسماعيل صدقى وحينما كانت لطيفة عضوة فى هذه اللجنة تصدرت المظاهرات وخطبت فى الطلبة، أما زواجها من رشاد رشدى فكان مفارقة فى الاختيار والتوجه فهو الكاتب المسرحى والأستاذ الجامعى والمستشار الثقافى للرئيس السادات،

وهذا الزواج وضعها فيما يشبه الصراع بين قناعاتها الماركسية وحبها للرجل الذى فجر أنوثتها، فرضيت أن تظل على قناعتها حتى لو صارت «ماركسية مسخسخة» على حد وصف الدكتور لويس عوض لها فى كتابه «دليل الرجل الذكى»،

وهى لم تنكر أن زواجها من رشاد رشدى كان فاتحة خير وبركة رغم أنه جر عليها النقد الحاد من رفاقها الذين آلمهم زواج اليسار من اليمين، فأثناء زواجها هذا ازدهرت حياتها على صعيد الدراسة والزواج والتأليف وبعد طلاقهما تم اعتقالها فى سبتمبر 1981.

أصدرت لطيفة ستة مؤلفات وهى رواية الباب المفتوح ثم الشيخوخة وقصص أخرى ثم سيرة ذاتية بعنوان «حملة تفتيش أوراق شخصية» ومسرحية «بيع وشراء» ورواية «صاحبة البيت» والرواية القصيرة «الرجل الذى عرف تهمته» وظلت تناضل حتى لقيت ربها فى الحادى عشر من سبتمبر عام 1996.