يعتبر مطار سانت كاترين بجنوب سيناء قبلة الحياة لمدينة تحتضر السياحة بها وتموت تدريجياً، حيث بلغت الإشغالات السياحية «صفر» رغم موسم أعياد الكريسماس ورأس السنة وذكرى ميلاد القديسة كاترين، ورغم ذلك لم يفكر المسؤولون فى استغلال مطار المدينة الذى تسلمته مصر من إسرائيل عام 1982 وتوقف تماما منذ الانتفاضة الفلسطينية عام 1992 بعد توقف السياحة الإسرائيلية للمدينة.
ووفقاً لأحد المسؤولين، هو مطار مؤقت للطوارئ ولهبوط طائرات الرؤساء والملوك الذين يأتون لزيارة الدير الواقع على بعد 20 كيلو من المدينة، ولا توجد به أى خدمات لنزول طيران ليلى أو أى خدمات أرضية أو سلم للطائرة بل يتم نقل الحقائب فيه بسيارة ربع نقل، بالإضافة لوجود 80 موظفاً بالمطار تتحمل الدولة رواتبهم دون أى عمل يؤدونه.
يؤكد ناصر أبوالعينين، مدير إحدى القرى السياحية، إن الشركات السياحية ترفض قدوم أى سياح لسانت كاترين بسبب التفويج الأمنى للأتوبيسات السياحية الذى يستغرق عدة ساعات من برنامج السائح، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم فتح طريق «وادى فيران- سانت كاترين» الذى تسلكه الأتوبيسات القادمة من القاهرة وتضطر للدوران من شرم الشيخ لمسافة تزيد على 400 كيلومتر.
ويطالب أبو العينين بضرورة تشغيل مطار سانت كاترين الذى يرفع عبئاً أمنياً كبيراً على قوات الشرطة، مشيرا إلى أن تكاليف الحراسة والتفويج الأمنى تفوق تكاليف تشغيل مطار سانت كاترين.
ويقول هشام كامل، مدير العلاقات العامة بمدينة سانت كاترين، إنه منذ تسلم المطار من إسرائيل 1985م كان يستقبل 6 رحلات جوية من القدس ثم قامت مصر للطيران فى أواخر الثمانينيات بتشغيل رحلتين من القاهرة استمرت حتى عام 92 وبعدها أصبح المطار لاستقبال الرؤساء والملوك، حيث استقبل بابا الفاتيكان وفرانسوا ميتران، الرئيس الفرنسى الأسبق، والملكة صوفيا، ملكة السويد، وتونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، ورفض الرئيس الأسبق مبارك النزول به، وهبط بمروحية فى مهبط وادى الراحة الذى كانت تهبط به طائرة الرئيس الراحل السادات.
ويضيف أن شركة «سمارت» للطيران خصصت رحلة ووزعت تذاكر الطيران على الفنادق، لكن المطار غير مجهز للطيران الليلى، ولا توجد به أى خدمات أرضية ولم يطور منذ تسلمه من إسرائيل، مطالباً بالتسويق والدعاية لسانت كاترين وإدخال شركات طيران منافسة وتخصيص خطوط من شرم الشيخ والقاهرة والغردقة وربط المدينة بخط طيران مع مدينة «بترا» الأردنية.
ويشير إلى أن معظم الجالية اليونانية بالقاهرة التى كانت تأتى للاحتفال بالقديسة كاترين لم تحضر هذا العام لعدم وجود طيران من القاهرة، محذراً من أنه بدون تشغيل مطار سانت كاترين، لن تكون هناك سياحة داخلية أو خارجية فى المدينة.
من جانبه، انتقد الدكتور عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، توقف رحلات الطيران لسانت كاترين، مشيراً إلى أن ذلك تسبب فى فصلها عن العالم، خاصة أن الطريق الأقرب إليها من القاهرة طريق وادى فيران مغلق لدواع أمنية منذ ثورة 25 يناير 2011.
ويشير إلى أن مدينة سانت كاترين مدينة جاذبة للسياحة الدينية والأثرية وتوجد بها أماكن لا مثيل لها فى العالم مثل الوادى المقدس وجبل المناداة والأديرة الأثرية، واقترح تشغيل رحلات التاكسى الطائر من وإلى مدينة سانت كاترين حتى تنتعش الحركة السياحية.
ويضيف كمال كامل، مدير أحد المنتجعات السياحية بالمدينة، أن الرحلة من القاهرة لسانت كاترين بالأتوبيس تستغرق 13 ساعة ما يسبب عبئاً كبيراً على الشركات السياحية وعلى برامج السياح القادمين للمدينة، مشيراً إلى أنه لا يوجد حل إلا تشغيل مطار المدينة.
ويؤكد سلمان الجبالى، من العاملين بالمدينة، أن مستثمرى ورجال أعمال وأصحاب الفنادق بشرم الشيخ هم سبب وقف مطار سانت كاترين حيث يسوقون لبرامجهم السياحية من خلال برامج شرم الشيخ، مشيرا إلى أن مطار سانت كاترين هو أقدم مطار بجنوب سيناء أقامته إسرائيل سنة 1969 وأهمله نظام مبارك مطالباً الدولة بالتدخل لتشغيله.
ويقول موسى أبوالهيم، صاحب شركة سفارى، إنه لا توجد أى سياحة فى سانت كاترين، وجميع السكان متضررون حيث يعتمدون بشكل أساسى على سياحة السفارى.
ويؤكد عدلى خليل، مدير مطار سانت كاترين الأسبق، أن المطار يعد مطاراً دولياً وكان يستقبل 20 رحلة طيران دولية وقت الاحتلال الإسرائيلى ويعتبر تحفة معمارية ملحقا به فندق وبه إمكانيات هائلة وتنقصه فقط الإنارة الليلية حتى يتم الهبوط الليلى.
من جانبه يؤكد جيفارا الجافى، رئيس مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية بالمحافظة، أنه سوف يعرض مشكلة إيقاف رحلات الطيران لمطار سانت كاترين فى اجتماع الغرفة بالقاهرة، مشيرا إلى أن وزارة السياحة تدعم خطوط الطيران على أساس عدد الغرف الفندقية وعدد العاملين بها، داعياً فنادق سانت كاترين للدعاية والتسويق لنفسها عبر الإنترنت، مشيرا إلى أن سانت كاترين تضم أكبر عدد من «سياحة المقدسات».