تعد مدينة الأقصر وأسوان أهم الوجهات السياحية التي يقصدها السائحين الراغبين في السياحة الثقافية، والراغبين في الاستمتاع بصفحات النهر الخالد، وكانت تلك الوجهات الأكثر تأثرا عقب أحداث ثورة 25 يناير، كما كانت على رأس أولويات أجندة وزارة السياحة، فكانت جهود الترويج، لكن دون معالجة لضعف البنية التحتية خاصة ما يتعلق بمرسى الفنادق العائمة.
ففي الوقت الذي يقوم قيه القطاع السياحي بجهود كبيرة لتنشيط السياحة النيلية إلى الأقصر وأسوان وعلى رأسها تنفيذ المبادرة القومية بدعم من وزارتي السياحة والطيران لتعويض الفنادق عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها على مدى 4 سنوات .
لقد شهدت الأقصر إطلاق «الكتالوج» والبرامج الجديدة لأكبر منظم رحلات متخصص في سياحة الكروز بألمانيا«فونكس رايزن» على باخرة نيلية خلال الفترة من 4-7 ديسمبر 2014 بحضور 40 مكتب سياحي في ألمانيا من المتخصصين في السياحة الثقافية فيما رافق ذلك إعلان انطلاق السياحة النيلية الطويلة في 2015، ما يعنى أن لدينا استعداد لطفر في حجم حركة السياحة الثقافية، لكن الواقع مختلف.
قال نبيل تمام، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للمراسي والسفن، والمسؤولة عن إدارة مرسى وزارة السياحة، إن المرسى الذي تديره الشركة فيما يقرب من 20 عاما أثناء تولي البلتاجي حقيبة السياحة شهد المرسى تقدم اتحاد أكبر شركات الفنادق العائمة لإدارته، وفي النهاية رست المناقصة لإدارة المرسى على الشركة الوطنية للمراسي وخدمات السفن وكان المرسى في هذا الوقت 21 رصيفًا يستوعب 280 فندقًا عائمًا سياحيًا، وكان برنامج الفنادق النيلية يبدأ يوم الاثنين من الأقصر، والبعض الأخر يبدأ يوم الجمعية لمدة أربع أيام ثلاث ليالي.
و أضاف أن «كل رصيف كان يستقبل ما بين 9 و10 مراكب وفنادق عائمة وكانت إمكانيات المرسى مزودة بسحب الصرف الصحي من الثلاثة مراكب الأولى حسب إمكانيات المرسى ومع تطوير مدينة الأقصر في عهد المحافظ سمير فرج تم هدم 800 متر من المرسى من ناحية معبدالكرنك ثم تليها 800 متر أخرى لتطوير كورنيش الأقصر وعمل الصرف الصحي ا لرئيسي للكورنيش وبالتالي انخفض عدد الأرصفة في مرسى وزارة السياحة إلى 7 أرصفة فقط وهيا التي تعمل لاستقبال الفنادق العائمة وبالتالي أصبح أكثر من 15 فندق عائم على كل رصيف وعندما هدم سمير فرج المرسى الرئيسي في الأقصر لم يبنى مرسى آخر بديل للسفن بل هدم المرسى ولم يبنى مرسى آخر لحل هذه المشكلة».
و تابع: «لم يستطيع أي وزير أن يقول له أين سيرسى هذا الكم من البواخر بعد هذا التطوير»، ولا سيما أنه اختار منطقة وعمل عليها دراسات وقدمها للمسئولين على أنها الحل لهذه المشكلة ولكن الأهالي أصحاب الأراضي ثاروا عليه ولأنها ارض زراعية منتجة .
وأوضح تمام انه منذ بداية الشركة الوطنية للمراسي إدارة المرسى وحتى ألان هناك سنوات يتم فيها دفع الرسوم التي أقرتها وزارة السياحة نظير الرسو وتقديم الخدمات لها وسنوات يتم بها تخفيض الرسوم وأخرى لا يتم دفع أي رسوم نظير الرسو.
وأشار إلى أنه على مدار17 عاما من إدارة المرسى للشركة الوطنية للمراسي وخدمات السفن هناك ما يقرب من 5 سنوات فقط تم دفع رسوم الرسو وباقي السنوات كانت بها مشاكل سياحية من ناحية الإرهاب وقلة السائحين الوافدين لمصر وخاصة للسياحة النيلية .
و يذكر أن وزير السياحة هشام زعزوع أصدر قرار بعدم تحصيل أي رسوم من البواخر النيلية من عام 2011 وحتى عام 2014 وبالتالي لا يوجد دخل للمرسى لدفع مرتبات العاملين بالمرسى وفق العقد المبرم بين شركة الإدارة ووزارة السياحة.
فيما طالبت إدارة المرسى من وزارة السياحة منحها قرض كان طلبها يترنح بين غرفة الفنادق العائمة، وصندوق تنشيط السياحة.
وقال أمير فهيم، عضو مجلس إدارة الشركة الوطنية، إن «المرسى يحتاج إلى تطوير شامل حيث أن الأرصفة متهالكة وخراطيم الصرف الصحي غير سليمة وإدارة الكهرباء بالأقصر تطلب مبالغ طائلة من المرسى حيث لم يتم دفع مستحقاتها على مدى 6 شهور».
وأضاف أن «هناك عديد من المشاكل منها حجز الضرائب العقارية على أرصدة وحسابات مرسى الوزارة وشركة الإدارة بالبنوك مما يتطلب ضرورة التنسيق بين الوزارة ووزارة المالية لدفع هذا الحجز من قبل الضرائب العقارية نظير دفع مستحقاتها، بجانب إنهاء تراخيص استغلال المحلات بالمرسى منذ 4 سنوات واستمرار تشغليها في العمل دون سند قانوني وبدون سداد الاستغلال».
و تابع «فهيم» أن الوزارة منحت خصم 80 % اعتبارا من 2011 لمستغلي المحلات ونقترح تفعيل الإعفاء مقابل توفيق الأوضاع وسداد المتأخرات مع تجديد العقود لمدة ثلاث سنوات تبدأ من أول 2015 وذلك لإعطائهم فرص لتعويض خسائر الأعوام السابقة أو كما تري الدولة من اتخاذ الإجراءات القانونية مع مستغلي المحلات .
و انتقد«فهيم» عدم زيارة هشام زعزوع، وزير السياحة، للمرسي ومتابعة أزمته على الرغم من سفره إلى الأقصر مئات المرات ويحاول بشتى الطرق عودة السياحة النيلية إلى مدينة الأقصر وعودتها مرتبطة بتطوير المراسي وزارة السياحة يعتبر نقطة البدء لهذه الرحلات النيلية الفريدة من نوعها في العالم على الرغم من أن هذا المرسي في سنوات التشغيل سدد الدين الذي كان عليه وحقق أرباحا حوالي 20مليون جنية في سنوات.