أبطال الشتاء «4»: بيليسا يقهر المال ويتصدر الدوري الفرنسي مع مارسيليا

كتب: أحمد فؤاد الدين الأحد 28-12-2014 10:54

تتوقف معظم بطولات الدوري الكبري في أوروبا مع حلول أعياد الميلاد بسبب الطقس البارد أو الإجازات لفترة قصيرة، يعود بعدها الجميع للتنافس، ويتزامن ذلك مع انتهاء معظم مباريات الدور الأول من بطولة الدوري لتتوج الفرق على القمة ببطولة رمزية وهي بطل الشتاء، لكن كيف وصل أبطال الشتاء هذا العام لقمة مسابقة الدوري في بطولات أوروبا الخمس الكبرى: إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا وألمانيا؟

مارسيلو بيلسا

نجح فينسينت لابرون في الفوز بمقعد رئاسة نادي مارسيليا الفرنسي بعد وعده لناخبيه بجلب مدرب يليق بتاريخ مارسيليا، هذا المدرب كان الأرجنتيني مارسيلو بيليسا الذي حول النادي الفرنسي العريق من المركز السادس العام الماضي لتصدر دوري يضم باريس سان جيرمان وموناكو.

الخطة

يلعب مارسيليا بطريقة بيليسا المعتادة المتغيرة، فالمدرب الأرجنتيني لا يلعب بخطة ثابتة لكن بمنهج ثابت، المنهج هو اللعب بعدد مدافعين أكثر بواحد من مهاجمي الفريق، فيلعب الفريق بثلاثة مدافعين عندما يلاقي غريما يلعب بثنائي في الخط الهجومي، ويلعب بأربعة عندما يقابل فريق يلعب بمهاجم وحيد أو ثلاثة.

خطط بيليسا تنوعت بين «3-3-3-1»، «4-3-2-1»، و«3-4-1-2»، الخطة نفسها تتغير في المباراة أكثر من مرة، لكن اللافت للانتباه أن بيليسا لعب تقريبًا بنفس التشكيل من اللاعبين حتى مع تغير الخطط، بسبب اختياره لمجموعة من اللاعبين القادرين على اللعب في أكثر من مركز وكذلك قدرة الأرجنتيني العبقري على زيادة الأدوار التي يمكن للاعبيه أداؤها، فعل ذلك مع كل الفرق أو المنتخبات التي دربها بداية من نيو أولدبويز مرورًا بالأرجنتين، تشيلي وحتى أتليتكو بلباو.

طريقة مختلفة

تحضر بيليسا لتدريب مارسيليا بطريقة مختلفة جدًا، فشاهد النصف الثاني من مباريات مارسيليا كاملة، ومعروف عن المدرب الأرجنتيني اهتمامه المرضي بالتدقيق ومشاهدة فيديوهات لاعبيه ولاعبي الفريق الخصم.

حوَّل بيليسا مارسيليا لفريق يجيد اللعب بالكرة، فالمدرب الذي يعتبره الكثير من كبار مدربي أوروبا مثلا أعلى، هو أب روحي لكرة التيكي تيكا التي طبقها جوارديولا في برشلونة وكذلك طريقة لعبه مع بايرن ميونخ.

مقارنة بالعام الماضي نجح مارسيليا في الاحتفاظ بالكرة بنسبة 58.27% أكثر من العام الماضي 52.18%، فيما ارتفعت تمريرات الفريق من 412 تمريرة في المباراة العام الماضي إلى 438.

المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا

يلعب مارسيليا معتمدًا على مجموعة من المفاهيم في كل منطقة من الملعب، بالنسبة لخط الدفاع يلعب بيليسا بقلبي دفاع في نفس المركز فيما يكون ثالث لاعب في الخط الخلفي لاعب وسط بالأساس، وفي حالة اللعب برباعي في الخط الخلفي يتحرك لاعب الوسط ليلعب في وسط الملعب مع وجود أدوار دفاعية تكميلية ليلعب كليبرو متقدم عن الخط الخلفي، قلبي دفاع مارسيليا هذا الموسم هما جيريمي موريل قلب دفاع أيسر «الذي شغل مركز الظهير الأيسر قبل ذلك»، ورود فاني قلب دفاع أيمن «شغل مركز الظهير الأيمن من قبل»، فيما ثالثهما هو نيكولا نوكولو الذي يلعب أساسًا كلاعب ارتكاز.

بالنسبة لظهراء الجنب يلعب بيليسا إما بظهير صريح أو بجناح عكسي «Inverted wingback»، في حالة الظهير الصريح يلعب شاغل المركز بشكل متقدم قليلًا عن الظهير التقليدي ليعطي الفريق فرصة للضغط على لاعبي الفريق الخصم، أما الطريقة المعتادة هذا الموسم لبيليسا فهي اللعب بجناح عكسي وهو في الغالب جناح مهاجم يتولي كامل الرواق مثلما لعب روبن في مباراة بايرن أمام روما، وكما يلعب بيرنات في معظم مباريات البايرن هذا الموسم، هذا الدور يقدمه على اليسار بينجامين ميندي، وعلى اليمين بريس ديجا ديجيدجي.

وبالنسبة لوسط الملعب يلعب لاعبا ارتكاز بالأساس في كل الخطط هما جيانيلي إيمبولا وأليكسيز روماو، لكن تتغير أدوارهما حسب كل خطة فعندما يلعب مارسيليا بثلاثي في خط الظهر يساند إيمبولا الخلط الخلفي أكثر، وعندما يلعب الفريق بأربعة يتقدم أكثر لقيادة الفريق هجوميًا.

الخطوط الهجومية في مارسيليا هي ثلاثي الوسط الهجومي المكون من الغاني أندريه أيو على اليسار والفرنسي فلوران توفيان على اليمين، ومهاجم وحيد هو الفرنسي أندريه بيير جينياك أو ديدي الذي لا يقدم دور تقليدي كرأس حربة لكنه أيضًا يتحرك على أطراف الملعب لبناء اللعب والهروب من الرقابة.

المسيرة

بدأ مارسيليا رحلته في الدوري الفرنسي بشكل سيئ بتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق أمام باستيا، ثم خسارة بهدفين نظيفين ضد مونبيليه، لكن فريق المدرب الأرجنتيني انتفض ليحقق ثمانية انتصارات متتالية، ضد جانجان بهدف نظيف، ثم برباعية نظيفة أمام نيس، وبثلاثة أهداف لهدف أمام إيفيان، وبثلاثية وخماسية نظيفة أمام رينيه وريمز على الترتيب، ثم يفوز بهدفين لهدف ضد كل من سانت إتيان وكان، ويفوز بهدفين أمام تولوز.

مسيرة مارسيليا المتميز توقفت بالخسارة بهدف نظيف أمام ليون، ثم عاد الفريق ليخسر مجددًا أمام باريس سان جيرمان بعد أن حقق الفوز على لينس بهدفين لهدف.

خسارتا ليون وبي إس جي أشعرت جمهور مارسيليا بالقلق، خاصة أنها جاءت من منافسين مباشرين على البطولة، لكن سلسلة الهزائم أمام المنافسين الكبار لم تتوقف بعد أن خسر مارسيليا مجددًا أمام موناكو، في الأسبوع الثامن عشر، لكن الفوز على بوردو، نانتس، ميتز وليل خفف من تأثير تلك النتيجة التي جاءت عقب تعادل مخيب آخر أمام لوريان.

جمع مارسيليا من كل مباريات الدور الأول التسعة عشرة 41 نقطة بعد أن سجل الفريق 38 هدفا وتلقت شباكه 17 هدفا بفارق نقطتين أمام ليون وثلاث نقاط أمام باريس سان جيرمان.

أهم اللاعبين

الفرنسي ديمتري باييت، لاعب الوسط المهاجم، يمكن بسهولة اختياره أفضل لاعبي مارسيليا في النصف الأول من الدوري، اللاعب الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة خمس مرات هذا الموسم، سجل خمس أهداف وقدم لزملائه ثماني تمريرات حاسمة، وما كان ليتفوق على باييت إلا لاعب الوسط المدافع إيمبولا الذي يقدم مستويات مبهرة مع الفريق لكن تأثير باييت أكبر.

ديمتري باييت

هداف الفريق

آخر لاعب استطاع الفوز بلقب هداف الدوري الفرنسي هو أندريه بيير جينياك الذي اقتنص هذا العام لقب هداف الدوري حتى نهاية الدور الأول من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي حجز اللقب لنفسه منذ قدومه باريس من ثلاث سنوات، جينياك أو ديدي- كما يلقبه أصدقاؤه- أحرز 14 هدفا لفريقه تربع بها على عرش هدافي الليج آن.

أهم ممر

يعود ديمتري باييت مجددًا هذه المرة كأفضل ممري مارسيليا بثماني تمريرات حاسمة تحولت لأهداف وقدرات على تنويع اللعب الهجومي للفريق الفرنسي لا تقارن.

مفاجأة الفريق

عودة ديدي للتسجيل، تسع انتصارات لأول مرة منذ عشرين عامًا على ملعب الفريق، أداء دفاعي قوي، لكن المفاجأة الحقيقية هي ما استطاع مارسيلو بيليسا تقديمه مع الفريق في ظل المنافسة غير العادل مع باريس سان جيرمان وموناكو، الأول حقق خسائر أكثر من 400 مليون يورو في ثلاث سنوات لشراء لاعبين كبار، فيما موناكو قبل عامين كان يشتري أي لاعب يريده بأضعاف ثمنه الحقيقي، بيليسا يصنع فريق للمستقبل معظمه من أبناء النادي وبالقليل من المساندة والصبر يمكن لمارسيليا أن يحقق إنجازات عظيمة.

مستقبل الفريق في النصف الثاني

يتمتع مارسيليا بعامل قد يساعده على الفوز بلقب الدوري هذا العام، وهو عدم اللعب أوروبيًا، عكس ليون، باريس سان جيرمان وموناكو، مما قد يعطي أفضلية بدنية كبيرة لأبناء مارسيليا، لكن فارق النقاط القليل بين أصحاب الخمسة مراكز الأولي يعني أن الفوز باللقب سيحسم ربما في الجولات النهاية من البطولة.