فى أسبوع مضى فاض بالصراخ والتوتر والاضطراب بعد هزيمتين متتاليتين للأهلى ثم الزمالك.. لم ينتبه أحد لما يجرى فى بورسعيد، بعد أن حكمت محكمة استئناف الإسماعيلية فى القضية رقم 324 لسنة 52 قضائية بحق هيئة قناة السويس فى الأرض التى يشغلها حالياً نادى الصيد فى شارع طرح البحر ببورسعيد..
وقضت المحكمة بضرورة قيام نادى الصيد بإرجاع الأرض لهيئة قناة السويس خالية من أى إشغالات أو منشآت.. وهو الحكم الذى رفضه أعضاء النادى ومسؤولوه استناداً إلى أنهم يشغلون هذه الأرض منذ ثلاثين عاماً بعد أن قاموا باستئجارها من المحافظة، ويسددون التزاماتهم المالية للمحافظة بانتظام سنة وراء أخرى وقاموا ببناء مرافق ومنشآت تخص النادى وأعضائه بقيمة تزيد على الثلاثة وأربعين مليون جنيه.. بينما تؤكد هيئة قناة السويس على الناحية المقابلة أنها هى التى تملك هذه الأرض، وهى وحدها صاحبة التصرف فيها.. وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن الهيئة بصدد إقامة مشروع قومى لخدمة القناة، كما أنه من الضرورى تنفيذ الحكم احتراماً لأحكام القضاء ومحافظة على هيبة الدولة أيضاً..
وهكذا تجد نفسك أمام أمر بالغ التعقيد.. فإن جلست مع أعضاء النادى وأصغيت لهم ستتعاطف معهم بالتأكيد، حيث لم يرتكبوا أى ذنب ولم يمارسوا أى خطأ إدارى أو مالى.. وسيقولون لك إن الهيئة تملك أكثر من أرض أخرى فى مدينة بورسعيد ويمكن استغلال هذه الأراضى فى أى مشروعات تعتزم الهيئة إنشاءها.. وإن ذهبت وجلست مع الفريق مهاب مميش فستحترم ما يقوله لك، لأنه حديث يفيض بالحقوق التى أكدها القضاء ولا يمكنك مطالبة الهيئة بالتنازل عن حقوقها وأحكام القضاء التى فى مصلحتها، وإلا ستجد نفسك تتورط فى تأييد أسلوب ومنهج وضع اليد واغتصاب الحقوق وإهدار القانون وعدم احترامه..
وأظن أن حيرتى كانت نفسها حيرة اللواء إسماعيل عزالدين، مدير أمن بورسعيد، الذى أرجأ تنفيذ الحكم نظراً للظروف الحالية، حيث لا يوجد داع عاجل لهدم منشآت النادى ومبانيه بالقوة، حتى يجرى تسليمها لهيئة قناة السويس.. وأعرف أن الفريق مهاب مميش ليس أصلاً ضد الناس أو ضد الأندية الرياضية ونشاطاتها.. لكننى فقط أخشى أن يتدخل الرئيس السيسى ويحسم الأمر بكلمة منه فيبقى نادى الصيد، وتروح الهيئة تبنى مشروعها على أى أرض أخرى.. وبالتالى لا يكون هناك حسم نهائى كعادتنا لأى مشكلة.. ومن حقنا الآن أن نعرف سبب هذه المشكلة.. ومن الذى أعطى الأرض لنادى الصيد دون أن يملكها.. وهل كان إيجار الأرض طيلة ثلاثين سنة يذهب لمحافظة بورسعيد أم هيئة قناة السويس.. وهى أيضاً فرصة لحسم نهائى وواجب ولازم لأراضى كل أنديتنا.