من يظن أن حكم «مركز القاهرة للتحكيم التجارى» بتغريم باسم يوسف و«كيوسوفت» الشركة المنتجة لـ«البرنامج» 50 مليون جنيه مصرى تنكيل سياسى، لقطع خط الرجعة على باسم فضائيا، يخطئ كثيراً بقدر ما يصيب.
محمد الأمين، مالك مجموعة cbc، يقطع بأن الحكم تجارى بحت، وأن «مجموعة cbc تضررت بشدة..»، ومع احترامى للأمين ومجموعته، فإن الحكم التجارى على أسبابه، يفسر سياسياً لأسباب أخرى، باسم صار يشار إليه بالبنان باعتباره معارضاً شرساً. خطير باسم على النظام، وهذا لعمرى خطير أن يكون باسم خطيرا.
أعلم أن اقتراحاً بعودة باسم إلى cbc مجدداً بدلاً من التحكيم لن يرضى الأمين، ما صدق خلص من باسم، وباسم ما صدق خرج من cbc، خرج سالماً غانماً، نال شرف معارضة النظام، وهو شرف لو تعلمون عظيم، معارضة النظام كلها مكاسب، وفى عرف المعارضين لى فيها مآرب أخرى.
هل لدى جماعة «ماسبيرو» الجرأة المستمدة من جرأة النظام على فتح نافذة لباسم فى تليفزيون الدولة، هل نرى برنامجاً باسماً يبرهن على قدرة النظام على احتمال برنامج واحد فى الاتجاه المعاكس فى ظل حزمة من برامج الطريق الدائرى.
يكسب النظام كثيراً لو فعلها، على الأقل حسن النوايا، يبرهن على صدقيته، أنهم يلوكون سيرته دوليا بتضييقه على الحريات، ويصنعون من باسم نموذجا ومثالا، نجيد صناعة الأبطال الافتراضيين، ونكتوى بنيرانهم الصديقة.
تفكيك الحلقة السوداء التى ضربت من حول عنق النظام وتورثه سمعة دولية مجافية للحريات يبدأ باحتمال باسم يوسف، عودته حتى من باب البرجماتية السياسية فيها نفع كبير، أفضل من منعه بحكم تجارى، يتبرأ منه باسم قائلا: «تم الزج بى فى خلاف تحكيمى تجارى أنا لست طرفاً فيه..».
باسم يلعبها سياسة، تحكيم تجارى إيه اللى أنت جاى تقول عليه، باسم يقف عند محطة «أنا ضحية للنظام»، ولو حلف الأمين بغليظ الأيمانات بأنه خلاف تجارى بحت، وحقوق وعقود بالملايين، ماذا يفيد تصديقى (أنا) والشباب فيسبوكيا غير مصدقين!!.
أعرف أننى أحرث فى البحر، الحرث فى البحر لا يغير كثيراً من ملوحة المياه، تحلية المياه مكلفة، لكنها يقينا أقل كلفة من العطش إلى قطرة ماء عذب تروى النظام أمام حملة ممنهجة لتعطيشه.
النظام الذى نجح فى تفكيك الحلقة المضروبة عليه سياسيا، عليه تفكيك الحلقة المضروبة عليه إعلاميا، وهى الأكثر إلحاحاً فى التفكيك، ولتكن البداية بعودة «البرنامج» فى توقيت رئيس، ليشاهد العالم الأراجوز يسخر من عبعاطى بتاع الكفتة.. من ماسبيرو!