صورتان و»وجهان» مختلفان لـ»شخص» واحد من إحدى قرى محافظة أسيوط، الأولى قبل عامين وهى لعامل «34 سنة» فى كامل صحته، والثانية بعدما هاجمه «سرطان» الدم اللعين، وأصابه، وأجرى جراحة «زرع نخاع» على نفقة الدولة داخل مستشفى معهد ناصر، لإنقاذه من المرض، بعدها امتنعت إدارة المستشفى عن رعايته واستكمال علاجه، رغم قرارات الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، بصرف علاجه على نفقة الدولة..
صورته الأولى تشوهت تماما، تساقطت أسنانه وأظافره وطفح جلد أسود فوق وجهه، وتحولت حياته لـ»كابوس» مزعج.. نقص وزنه 40 كيلو وهو بين يديه قرارات من وزارة الصحة بعلاجه، ولكن الأطباء يضربون بها عرض الحائط.. فإما أن يأخذ العلاج، أو تحدث مضاعفات قد تودى بحياته.
البداية كانت قبل عامين ماضيين، عندما قرر شعبان محمد حسن «36 سنة» عامل من محافظة أسيوط السفر إلى دولة قطر للعمل بها، لتحسين ظروف معيشته وزوجته و3 أطفال، وهناك التحق بالعمل لمدة 4 شهور فقط، عاد بعدها إلى القاهرة بعدما فشل فى الاستمرار بالعمل، مرت شهور، وبدأ يشعر بآلام شديدة،
وفى أقرب مستشفى أجرى التحاليل الطبية اللازمة، بعدما وقع الأطباء الكشف الطبى عليه، واشتبهوا فى إصابته بمرض «سرطان الدم»، وتم إخضاعه للعلاج الكيماوى، ودورتين كيماويتين، ولكن الأطباء نصحوه بإجراء جراحة «زرع نخاع»،
وبالفعل قدم جميع الأوراق اللازمة إلى وزارة الصحة، وحصل على قرار بإجراء العملية على نفقة الدولة، وقرارات أخرى لمتابعة حالته المرضية، وصرف الدواء اللازم له، خاصة أن تكلفة العلاج «باهظة»، ولا يستطيع تحملها.
وفى مايو 2007، أجرى الجراحة داخل مستشفى معهد ناصر، وقام الأطباء بزرع نخاع له، وبدلا من استكمال علاجه، ورعايته، بدأ طفح جلدى أسود فى الظهور على وجهه، تبين أنه نتيجة عدم الرعاية، وحدثت مضاعفات ما بعد الجراحة،
حيث ضعف نظره، وتساقطت أسنانه، وأظافره، وبدأ يشعر بآلام فى الصدر، نظر فى المرآة اكتشف أن ملامحه تبدلت بشخص آخر مريض، وهزيل، لا يقوى على العمل، والحصول على مصاريف زوجة و3 أطفال، نقص وزنه 40 كيلو،
وعندما حاول الحصول على العلاج امتنع الأطباء فى معهد ناصر عن صرف الدواء له، رغم أنه حصل على قرارات من وزارة الصحة بالعلاج على نفقة الدولة، ولم يخبروه عن السبب، فقط قالوا إن العلاج الآن يجب أن يكون على نفقتك!.. «المصرى اليوم» التقت به، وروى تفاصيل مأساته فى السطور التالية:
قال شعبان محمد حسن: «عندما أجريت الجراحة، حصلت على قرار علاج على نفقة الدولة يجدد كل 3 شهور، ولا أستطيع تحمل تكلفة العلاج، لأنه مرتفع الثمن، ورغم حصولى على قرارات من وزارة الصحة بعلاجى على نفقة الدولة، فإن الأطباء بالمعهد يرفضون صرف الدواء لى، وينتج عن ذلك حدوث مضاعفات قد تودى بحياتى، أخبرونى أنه يمكن تحويلى إلى مستشفى قصر العينى لاستكمال العلاج،
وعندما ذهبت للسؤال بالمستشفى، رفضوا هم أيضا صرف الدواء لى، وأخبرونى أننى إذا احتجت للعلاج، فيجب أن أدفع ثمنه، وأنا عامل بسيط ولم أعد قادرًا على العمل أو الحركة لكسب «قوت يوم واحد»، وقد ضعف نظرى بسبب مضاعفات الجراحة، وخلعت أظافرى وسقطت أسنانى، وتغيرت ملامح وجهى، ونقص وزنى بشكل ملحوظ.
وأضاف: «أحتاج إلى العلاج بانتظام، حتى لا تزداد المضاعفات، فإذا توقفت عن أخذ العلاج لأيام تسوء حالتى الصحية، وكل ما أتمناه أن استكمل العلاج، أو أن يساعدنى أحد حتى أتمكن من مواصلة حياتى من أجل زوجتى وأطفالى الثلاثة، وأن يتدخل وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى لتنفيذ قرارات الوزارة بعلاجى على نفقة الدولة».
وقال: «يزداد ألمى يومًا بعد يوم، وأشعر بآلام فى الصدر، وبطفح جلد أسود فوق وجهى، وتسوء حالتى الصحية، ويضعف بصرى كل دقيقة تمر دون صرف الدواء لى، وأحتاج إلى آلاف الجنيهات شهريًا للعلاج،
وباعت زوجتى كل ما لدينا، من أثاث المنزل حتى تتحسن حالتى دون جدوى، فالعلاج الذى كان يصرف لى من المعهد قليل، ولا يكفى لإنقاذى من المرض، وأحتاج إلى الرعاية الصحية لفترة من الزمن، ولا أعرف لماذا يتعامل الأطباء بهذه الطريقة، ويرفضون صرف الدواء لى، وكل ما أطلبه مساعدتى على تكلفة العلاج، أو تنفيذ قرارات الوزارة بعلاجى على نفقة الدولة».