ليفربول «يسير وحيدًا» في 2014

كتب: إفي الثلاثاء 23-12-2014 23:36

كانت 2014 سنة قاسية بكل ما تحمل الكلمة من معنى على ليفربول الإنجليزي، حيث شهد هذا العام تحطم الكثير من آمال وأحلام جماهير الـ«ريدز» سواء في نصفه الأول خلال الموسم الماضي، أو نصفه الثاني خلال ذلك الجاري.

وحمل الجانب الأكبر من الشهور الخمسة الأولى في 2014 لأبناء المدرب، برندان رودجرز أنباء أغلبها كانت جيدة، حيث واصلوا مهمتهم التي بدأوها في النصف الثاني من 2013 بالسعي نحو لقب الـ«بريميير ليج» الغائب عن خزائنهم منذ 24 عاما وكانوا يسيرون بخطى ثابتة نحو هذا الهدف.
بعدها انهار الموسم العظيم الذي قدمه ليفربول فجأة في مباراة تشيلسي التي شهدت الانزلاق الشهير للقائد ستيفان جيرارد.. ذلك الخطأ الفادح والشنيع الذي منح الـ«بلوز» فرصة التقدم بهدف سجله ديمبا با لينهي أبناء المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المباراة بعدها بالفوز بهدفين دون رد، لتتقلص فرص الـ«ريدز» في التتويج باللقب الذي ذهب في النهاية لمانشستر سيتي بفارق نقطتين.
وجدت جماهير ليفربول العزاء في احتلال فريقها للمركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز وتأهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا عقب غياب استمر أربع سنوات عن البطولة العريقة، وأيضا الأداء المميز الذي قدمه المهاجم الأوروجوائي لويس سواريز هداف الـ«بريميير ليج».
ومع بداية الموسم الجديد في النصف الثاني من 2014 فقدت جماهير الـ«ريدز» أحد أسباب الفرحة وضاع من النادي أحد أهم أعمدة أداء الموسم الماضي المميز: القناص «سواريز» الذي انتقل لبرشلونة الإسباني في صفقة مدوية بعد واقعة العض الشهيرة في المونديال للإيطالي جورجيو كيليني.
أبرم الـ«ريدز» في الـ«ميركاتو» الصيفي عددا كبيرا من الصفقات سواء كشراء أو استعارة، بشكل جعل الجميع يظن أنه مع بداية الموسم الجديد سيكون ندًا قويًا لأي فريق وذلك بضم أسماء مثل ريكي لامبرت وآدم لالانا وديان لوفرين وماريو بالوتيلي وألبرتو مورينو ضمن آخرين.
على أرض الواقع كانت الأمور مختلفة حيث واصل ليفربول تلقي الهزيمة تلو الأخرى دون أن يكون للـ«ريدز» أي شكل أو هوية واضحة، لتتم الاطاحة به من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا بعد تأهل ريـال مدريد الإسباني برفقة بازل السويسري لثمن النهائي كأول وثاني المجموعة.
الأمر لم يقتصر فقط على ضياع الحلم الأوروبي بل شمل أيضا ظهور الفريق بشكل مهترئ ومفكك محليا حيث يحتل بعد 17 جولة في الدوري الإنجليزي الممتاز المركز العاشر برصيد 22 نقطة بتلقيه سبع هزائم وتحقيقه لستة انتصارات وأربع تعادلات.
لم يقدر «بالوتيلي» على تعويض الفراغ الذي تركه سواريز بأي شكل من الأشكال فلم يستفد منه ليفربول داخل الملعب حيث لم ينجح في التسجيل بالـ«بريميير» منذ انتقاله وحتى الآن، كما أنه لم يتوقف عن عاداته باثارة المشاكل خارجه، مثلما حدث في الصورة التي نشرها على حسابه مؤخرا كـ«مزحة»، على الرغم من وجود تفسيرات عنصرية لها.
جاء ذلك بجانب الاصابات المتكررة لدانييل ستوريدج ووجود حمل كبير على رحيم ستيرلنج، ليفقد الـ«ريدز» الثقل الهجومي الخاص بالموسم الماضي والنصف الأول من هذا العام الذي كان بمثابة عامل الانقاذ أمام أي هفوات الدفاعية تحدث.
اضافة لهذا فإن «الكيمياء» المطلوبة للتناغم بين السلوفاكي مارتين سكيرتل والوافد الجديد من ساوثامبتون ديان لوفرين كانت غائبة بصورة تامة في النصف الثاني من 2014، لذا لم يكن غريبًا على سبيل المثال أن تتلقى شباك الليفر في دور المجموعات بدوري الأهداف تسعة أهداف في ست مبارايات، و22 في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مرور 16 جولة هذا الموسم.
تشتهر جماهير ليفربول بهتافها المعروف «لن تسير وحيدا»، ولكن يبدو أن الـ«ريدز» قرروا معارضة هذا المبدأ والرحيل دون أي ألقاب عن 2014 أو آمال في تحقيقها مع نهاية هذا الموسم في 2015