«أهم المخالفات التى يرتكبها الصيادون هى العمل فى مجال الهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود، والصيد فى المياه الإقليمية لدول أخرى» يقول محمد الفقى، رئيس مجلس إدارة الاتحاد التعاونى للثروة المائية فى مصر.
ويطالب رئيس الاتحاد بتشديد العقوبات على المتورطين فى هذه المخالفات، مشككاً فى أن «هذه الجرائم وراءها عصابات كبيرة» وأن هناك «أباطرة داخل وخارج قطاع الصيد يديرون عملية الهجرة غير الشرعية والتهريب».
أما عن مخالفات الصيد فى دول الجوار بدون تصريح، فيقول الفقى: «هناك أسباب لهذا التصرف، هذه الأسباب لا تبرر الخطأ طبعًا، ولكن يجب على الدولة أن تنظر إليها وتعمل على حلها».
يرى «الفقى» أن لجوء الصيادين للمخاطرة بالصيد قرب سواحل دول أخرى يتلخص فى عدم وجود تنمية حقيقية للمسطحات المائية الواقعة تحت السيادة المصرية، والصيد الجائر، وعدم تفعيل القوانين والقرارات الخاصة بإدارة المصايد، بالإضافة لتلوث المسطحات المائية الناتج عن تسرب الزيت من الشركات المنقبة عن البترول، خاصة فى منطقتى خليج السويس والبحر الأحمر. وأيضا حوادث الناقلات العابرة للبحر الأحمر التى تصطدم بالشعاب المرجانية التى تحتوى على الكثير من موائل الأسماك (أماكن تكاثرها). كل هذا مع عدم تفعيل قوانين حماية البيئة البحرية، بالإضافة إلى صيد الزريعة المستمر، رغم تعليمات رئيس هيئة الثروة السمكية بعدم صيد زريعة البحرين المتوسط والأحمر.
يحصر «الفقى» المناطق التى تقوم باختراق سواحل الدول المجاورة فى منطقتى «برج مغيزل» بكفر الشيخ و«عزبة البرج» بدمياط من بين قرى الصيادين الواقعة على ساحل المتوسط. بينما يتوجه صيادو منطقة القناة صوب الدول الواقعة فى حوض البحر الأحمر.
وعن دور الاتحاد التعاونى فى حل هذه الأزمة يقول الفقى: «نحاول الآن عقد اتفاقيات شراكة للصيد مع دول مثل الصومال واليمن والسودان لضمان سلامة الصيادين العاملين فى البحر الأحمر، وحاليا لا تجمعنا سوى اتفاقية واحدة مع إريتريا، أما الصومال فلنا معها اتفاقية ولكننا ممنوعون بتعليمات أمنية مصرية من الدخول إلى مياههم، بسبب خطر القراصنة، أما فى البحر المتوسط فالسلطات الليبية تتعامل فورًا بإطلاق الرصاص الحى عشوائيًا على أى سفينة تخترق مياهها الإقليمية؛ مما يقود لقتل الصيادين المصريين فى كثير من الأحوال، بينما فى تونس يتم إطلاق الأعيرة النارية فى الهواء ويكتفون باحتجاز السفن».
مدينة «عزبة البرج» بمحافظة دمياط، التى اقترن اسمها بتهريب السولار والصيد فى المياه الإقليمية لدول الجوار، تمتلك وحدها ما يزيد على 60% من أسطول الصيد المصرى فى البحر المتوسط. جميع من فى المدينة يعملون بالصيد ولا يعرفون حرفة أخرى. يقول حسام خليل، رئيس الجمعية التعاونية لصائدى أسماك عزبة البرج: «الصيادون يلجأون للخروج من المياه الإقليمية المصرية بسبب ندرة الأسماك فيها بعد أن صارت الدولة تعطى تصاريح لصيد الزريعة فى البحر، كما أن بعض الصيادين يستخدمون غزل العلق (الكنار)، وهذا نوع من الغزل يصطاد أمهات السمك أمام أعين الجميع، فأصبحنا مضطرين للذهاب إلى إيطاليا وتركيا واليونان وغيرها بعد أن (طفش) السمك للشواطئ الأخرى بسبب التلوث».
فى نوفمبر الماضى خضع عدد من صيادى «عزبة البرج» للتحقيق بعد الاشتباه بتورطهم فى حادث استهداف لنش تابع للقوات البحرية المصرية، قبل الإفراج عنهم. عن ذلك يقول اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لـ«المصرى اليوم»: «أبرز المخاطر التى يتعرض لها الصيادون عندما يخترقون المياه الإقليمية القرصنة والإرهاب البحرى، خاصة بعد ظهور كيانات فى المنطقة مثل داعش وجبهة النصرة قد تكون هذه السفن هدفاً سهلاً لها، حيث تستطيع الدولة المصرية حماية هؤلاء الصيادين فى حدود مسافة 12 ميلاً بحرياًَ هى حدود المياه الإقليمية، وكل من يتخطى هذه الحدود يصبح تحت سيطرة دول أخرى تطبق عليه قوانينها».
أما اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبدالنبى، القائد السابق لقوات حرس الحدود، فيرى أن خروج الصيادين على القانون يرجع إلى: «حالة السيولة الأمنية، وجرأة بعض الصيادين على اختراق القوانين ونزول البحر من أماكن وفى توقيتات غير مصرح بها، مما يعرضهم لمخاطر كبيرة داخل البحر، كما أن بعضهم يرى أنه توجد أماكن يتوفر فيها الأسماك فيخترق المياه الإقليمية لدول مجاورة ويتم القبض عليه مما يتسبب فى مشاكل كثيرة لمصر، وعند رجوعه تقوم قوات حرس الحدود بالتحفظ على المركب وتحرير المخالفات لصاحبه».
وعن أهم مخالفات الصيادين التى واجهها اللواء عبدالنبى أثناء قيادته قوات حرس الحدود، يقول «معظم القضايا إما مخالفات صيد جائر أو هجرة غير شرعية أو تهريب سولار باستخدام مراكب الصيد، وقد كانت فترة ما بعد ثورة 25 يناير فى 2011، وعام 2012 هى فترة انتشار تهريب السولار، حيث كانت المراكب الصغيرة تحمل السولار وتذهب لتزود به السفن الكبيرة فى عرض البحر بأسعار مضاعفة تصل إلى 5 أضعاف السعر المدعم».
«هيئة الثروة السمكية» هى المتهم المشترك فى كل أحاديث الصيادين عن الصيد الجائر وصيد الزريعة وإهمال الشواطئ، الجميع يلقى باللوم على الهيئة المسؤولة. ويعترف الدكتور خالد الحسنى، رئيس هيئة الثروة السمكية، بهذه الأزمات فى حديثه لـ«المصرى اليوم» قائلا: «نعم هناك فقر شديد جدا فى سواحل البحرين الأحمر والمتوسط، ومشكلات فى البحيرات الخمس الداخلية (البرلس والبردويل والمنزلة وإدكو ومريوط)، كان هناك إهمال للمسطح المائى وتعديات على مر العصور، فنجد بحيرة المنزلة مثلاً كانت 750 ألف فدان عام 1950، اليوم تقلصت مساحتها إلى 130 ألف فدان، كما توجد مجارى صرف صحى كثيرة تصب فى هذه البحيرات، فمثلاً بحيرة البرلس يصب بها 9 مصارف، ولم تخل من الصرف الصحى إلا بحيرة البردويل، كما أن موقعنا فى الجنوب الشرقى من البحر المتوسط جعل من ساحله منطقة ملوثات، أما البحر الأحمر فكانت مشكلته تحكم وزارتى البيئة والبترول فيه».
يسرد «الحسنى» أسباب انهيار الثروة السمكية فى مصر، قائلا: «على مدار عقود لم تكن هناك إرادة سياسية تهتم بالثروة السمكية، أما الآن فهناك إرادة وخطة عاجلة للنهوض بها، بدليل أن رئيس الوزراء قام بزيارة بحيرة المنزلة عقب توليه منصبه مباشرة ووجّه للاهتمام بالبحيرة، وقد بدأت بالفعل مرحلة تطهير وتطوير المنزلة.
عن سرقة الزريعة يقول الحسنى: «نقوم الآن بإنشاء 3 مفارخ بحرية لإنتاج الزريعة فى شمال سيناء والإسكندرية وبورسعيد وسيتم تسلمها فى شهر مايو المقبل، كخطوة فى مشروع تطوير الاستزراع البحرى، كما قمنا بتعديلات فى قانون مخالفات الصيد بالكامل لتغليظ العقوبات، وقد أقرته وزارة العدل وهيئة قضايا الدولة، وهو فى انتظار البرلمان الجديد ليقره».
انفوجرافيك - معلومات عن قطاع الصيد ومشاكل الصيادين
إعداد- آيات الحبال:
العاملون فى قطاع الصيد:
أعداد الصيادين: 320 ألف صياد.
أعداد ملاك مراكب الصيد: 100 ألف مالك.
أعداد عمال ورش صناعة السفن والشبك والنقل: مليون ونصف عامل
مراكب ووحدات الصيد:
أعداد مراكب الصيد الآلية: 4 آلاف و522 مركبا
أعداد وحدات الصيد بالمجداف الشراع المرخصة: 30 ألف وحدة.
إنتاج قطاع الصيد:
عدد أفدنة الاستزراع السمكى: 300 ألف فدان
حجم الإنتاج قطاع الصيد وفقا لإحصائيات 2012: مليون و400 ألف طن.
مخالفات الصيادين:
- الهجرة غير الشرعية.
- التهريب بجميع أنواعه.
- الصيد فى مياه إقليمية لدول الجوار.
- سرقة الزريعة.
- الصيد الجائر
المناطق الأكثر خروجا من المياه الإقليمية المصرية:
- برج مغيزل بكفر الشيخ
- عزبة البرج بدمياط
- بحيرة البرلس كفر الشيخ
- ميناء الاتكا بالسويس
- بورسعيد
- الميناء الشرقى للإسكندرية
دول يقصدها الصيادون خارج المياه الإقليمية:
الدول المطلة على البحر المتوسط:
- ليبيا: تحتجز صيادين قادمين من برج مغيزل- عزبة البرج - بورسعيد
رد فعل السلطات: تقم بإطلاق النار فورا واحتجاز الصيادين المخالفين.
- تونس: تحتجز صيادين قادمين من برج مغيزل- عزبة البرج - بورسعيد
رد فعل السلطات: تكتفى بإطلاق أعيرة فى الهواء واحتجاز الصيادين
اليونان: يقصدها راغبو الهجرة غير الشرعية وأكثرهم من (بحيرة البرلس بكفر الشيخ– بورسعيد)
رد فعل السلطات: القبض عليهم ومحاكمتهم أمام القضاء اليونانى والحبس بالسجون اليونانية.
تركيا: يقصدها راغبو الهجرة غير الشرعية (الإسكندرية- بورسعيد)
رد فعل السلطات: القبض عليهم
اليمن: تحتجز صيادين قادمين من السويس
رد فعل السلطات: احتجاز الصيادين والتحقيق معهم
الدول المطلة على البحر الأحمر:
السعودية: تحتجز صيادين قادمين من السويس
رد فعل السلطات: احتجاز الصيادين ومحاكمتهم.
- أريتريا: هناك اتفاقية دولية بين مصر وأريتريا.
- الصومال: منعت السلطات المصرية الصيد فى المياة الإقليمية الصومالية.
حوادث احتجاز الصيادين خارج المياه الإقليمية المصرية:
17 يناير 2014:
- السلطات الليبية ألقت القبض على مركب الصيد «الأمير حميد» بميناء زوارة الليبى، وعلى متنه 15صياداً من أبناء قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ.
18 فبراير 2014:
- احتجزت سلطات خفر السواحل الليبية، مركب صيد «المؤمن بالله» وعلى متنه 15 صيادًا مصريًا من قرية برج مغيزل بمركز مطوبس بكفر الشيخ، وذلك بعد دخولهم فى المياه الإقليمية.
21 فبراير 2014:
- ألقت السلطات السعودية القبض على مركب مصرى يدعى «الكعبة المشرفة» بسبب دخوله المياه الإقليمية للسعودية وعليه تم تغريمه 15 ألف ريال سعودى وشهرين حبسا لقبطانها وعامل الصيانة.
24 فبراير 2014:
- ألقت قوات حرس الحدود التونسية القبض على مركب الصيد مسماة (يانبى) رقم 130 على متنها طاقمها المكون من عدد (15) فرداً.
25 فبراير 2014:
- ألقت السلطات اليمنية بعدن على ثلاثة مراكب صيد عليها 36 صيادا من قرية ببرج مغيزل، التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ.
1 أغسطس 2014:
- أوقفت البحرية التونسية مركب صيد مصريا على متنه 16 بحارا أمام سواحل جرجيس الأولى يدعى أبو البهلوان الجديد لاختراق المياه الإقليمية التونسية.
16 أكتوبر2014:
- ألقت السلطات اليمنية القبض على 66 صيادا مصريا من قرية برج البرلس بكفر الشيخ كانوا على متن ثلاثة مراكب صيد من مدينة برج البرلس فى دولة اليمن بميناء الحديدة.
30 أكتوبر 2014:
- عثرت القوات البحرية على مركب صيد «كريمون عبدالله» رقم 45 صيد على بعد 70 ميلا داخل البحر، بدون طاقمه، عقب تلقى إشارة استغاثة بتعطل المركب قبالة ساحل قرية بقبق شرق مدينة السلوم.
20 نوفمبر 2014:
- السلطات السعودية تحتجز مركب الصيد «عمرو بن العاص» بميناء جازان، وعليه طاقمه المكون من 35 صيادا. تم إبلاغ الخارجية بالموقف من أجل التدخل الدبلوماسى.
4 ديسمبر 2014:
- احتجاز 1500 صياد من كفر الشيخ والإسكندرية والبحيرة بميناء زوارة الليبى والسلطات الليبية نفت احتجازهم للصيادين المصريين.
المصدر: إحصاءات الاتحاد التعاونى للثروة المائية فى مصر– هئية الثروة السمكية– تقارير صحفية حول حوادث متعلقة بالصيادين (المصرى اليوم)