«نيويورك تايمز»: التنازل القطري «انتصار كبير» للسيسي

كتب: بسنت زين الدين الثلاثاء 23-12-2014 14:59

رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن قطر رضخت لضغوط من الدول المجاورة بعد موافقتها على وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر» الفضائية والتي كانت تنتقد الحكومة المصرية، مضيفة أن وقف البث يعتبر أكبر التنازلات التي قدمتها قطر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، الاثنين، الذي كتبه مراسلها بالقاهرة ديفيد كيركباتريك، إن تنازل قطر جاء بعد الحملة المستمرة لمدة 18 شهر من جانب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والحكومة المصرية للضغط عليها لوقف دعمها لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي.

واعتبرت الصحيفة أن قرار وقف البث «انتصار كبير» للرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحة أن قطر كانت الدولة العربية الوحيدة التي كانت تتشكك في شرعية السيسي وتراهن ضد بقائه في السلطة، ولكن قرار وقف البث يشير إلى أن القطريين، أيضا، تقبلوا حكم السيسي، حسب قول الصحيفة.

وذكرت الصحيفة أن إغلاق القناة، التي تعتبر أحد الشركاء المصريين لشبكة الجزيرة التي تملكها قطر، «صفعة قوية لما تبقى من جماعة الإخوان المسلمين»، والتي وصفتها الصحيفة بأنها «الجماعة الإسلامية المعروفة والتي كانت القوة السياسية الأفضل تنظيما في مصر والحزب السياسي الأكثر نجاحا قبل الحملة التي شنها السيسي ضدهم».

وأشارت الصحيفة إلى أن قناة «الجزيرة مباشر مصر» كانت القناة الإخبارية الوحيدة التي تبث فيديوهات المظاهرات التي تنظمها جماعة الإخوان المسلمين أو تعبر عن آرائهم، كما كانت أيضا المحطة الوحيدة التي قامت بتغطية اجتماع عدد من أعضاء الإخوان في مدينة اسطنبول التركية لإعلان ما يسمي بـ«البرلمان الموازي».

وذكرت الصحيفة أن الحكومة المدعومة من الجيش قد أقرت حظر قناة «الجزيرة مباشر مصر» بعد وقت قصير من عزل مرسي، قائلة إن استمرار بث برامجها من الدوحة كان «مصدر إزعاج مستمر لأنصار السيسي في مصر والخليج».

ولفتت الصحيفة إلى أن قطر شكلت تحالفا وثيقا مع مرسي والإخوان كاستراتيجية خاصة بالتأثير الإقليمي، قائلة إن تغطية قناة «الجزيرة»، خصوصا الفرع المصري، كانت داعمة بشكل واضح.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ضياء رشوان، نقيب الصحفيين والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، توقعاته بأن قرار قطر بإغلاق القناة يمكن أن يمهد الطريق أمام إطلاق سراح صحفيي «الجزيرة» الثلاثة الذين صدرت ضدهم أحكام بالسجن لاتهامهم بمحاولة التآمر مع الإخوان لزعزعة الاستقرار في مصر.

وتابع رشوان: «هذه إشارة هامة على الطريق بالنسبة للنظام المصري، الطريق الخاص ببناء نظام الأخبار في مصر».

وبسؤال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عن تعليقه إزاء قرار قطر بإغلاق الجزيرة مباشر مصر، اكتفى بالقول: «مصر تدعم المصالحة العربية.. ونحن في حاجة إلى الجمع بين الأفعال والأقوال، لأن الأفعال مهمة للغاية».

بينما نقلت وكالة «أسوشيتد برس» الإخبارية الأمريكية عن موظف يعمل في محطة الجزيرة نفيه لما يقال عن استسلام القناة للضغوط السياسية، قائلا إن المحطة تأخذ قراراتها على أساس سياساتها التحريرية، مضيفا أن قرار وقف البث جاء بسبب التحديات التي واجهت القناة بشأن العمل من خارج مصر.