دروب «النفط الحرام»: 4 طرق بحرية لسرقة البترول العربي

كتب: أحمد الدريني الأحد 21-12-2014 21:16

كيف يمكن أن تختفى ناقلة نفط وسط البحر؟

مع المراقبة المستمرة لمدة 3 شهور لمسارات السفن وسجل حركاتها، أصبح متاحا وموثقا الاطلاع على أساليب الخداع والتمويه التى تتبعها هذه الناقلات.

ويمكن رصد هذه الأنماط التالية، مضروبة عليها أمثلة «مسجلة» و«موثقة» من واقع تحركات ناقلات «سيئة السمعة».

أولا: أغلق «نظام التعقب».. وأبحر ما شئت!

فى البداية، ومع واقعة اختفاء الناقلة «كامارى» داخل المياه الإقليمية المصرية، أغلق ربان الناقلة جهاز التعقب (AIS) بحيث لا يمكن تمييز مكانها.

نظام الـ(AIS) معنى أصلا بتفادى التصادم وتنظيم الملاحة. ويمكن لقبطان السفينة إغلاقه بلا أى عواقب (قانونية).

ويعد إغلاق الـ (AIS) قاسما مشتركا فى معظم تحركات الناقلات المبحرة من ميناء جيهان بعد تحميلها بالنفط العراقى المنهوب أو المتنازع عليه.

وهو ما قامت به كامارى لدى اختفائها بالقرب من المياه الإقليمية المصرية (بعد المرور من ميناء بورسعيد على الأرجح) حين أغلقت أنظمة التعقب، ثم ظهرت خاوية الحمولة بالقرب من السواحل الإسرائيلية مرتين، الأولى فى 1 أغسطس والثانية فى 19 أغسطس.

وهو ما تكرر أيضا مع الناقلة Nautilus (اليونانية أيضا) التى مرت من قناة السويس نحو البحر الأحمر فى العاشرة مساء يوم ٢٧ أكتوبر، ثم اختفت فى خليج العقبة ثم ظهرت مرة أخرى لتغادر مصر متوجهة إلى ميناء جيهان الذى غادرته بدوره منتصف ليل يوم ٢١ نوفمبر فى رحلة سرية نحو إسرائيل، أغلقت فيها أجهزة التعقب، ثم اختفت مرة أخرى قبالة ميناء أشدود وأطفأت نظام التتبع لتظهر ثانية أمام ميناء جيهان يوم ٢٦ نوفمبر متحللة من حمولتها ليظهر مخطط الغاطس أن الناقلة فرغت حمولتها مرتين: الأولى بينما كانت مختفية فى خليج العقبة ما بين ٢٧ اكتوبر و٣ نوفمبر. والثانية عندما اختفت أمام ميناء أشدود الاسرائيلى ما قبل يوم ٢٤ نوفمبر.

ومخطط الغاطس هو الوسيلة العملية لرصد مقدار حمولة الناقلة وما يطرأ عليه زيادة أو نقصا، ويثبته موقع «مارين ترافيك» فى البيانات المعلوماتية المتعلقة بحركة الناقلات.

- ثانيا: التحرك العشوائى.. قطع المسافات الوهمية.. جنون البحر!

فى سبيل التمويه، تقوم بعض الناقلات التى تتحرك على نحو مريب بعد انطلاقها من ميناء جيهان التركى (عادة!)، بقطع مسافات وهمية، عن طريق الدوران حول نفسها فى مسارات ملتوية.. مسارات مثلثة ودائرية وعشوائية، تبدو لمن يطالع رسمها البيانى، كما لو كانت الناقلة قد أصيبت بالجنون فى قلب البحر!

ووفقا لإفادات خبراء بحريين فإن هذا النمط من الحركة والذى سمى بلغة الإبحار أحيانا بـ«التسويح» يكون غرضه تسجيل إبحار الناقلة لمسافة بعينها بينما هى تريد التحرك لوجهة أخرى وتحاول تسجيل مسافة وهمية.

أو تعمل على تضييع الوقت بهذه الحركات العشوائية لحين الاتفاق مع زبون من زبائن البحر الجوالين الباحثين عن النفط الحرام بسعر زهيد. وهو نمط متكرر فى حركة عدد من الناقلات التى تجوب البحر المتوسط من «جيهان» لأكثر من ميناء، ويبدو كما لو كان ثابتا فى كل التحركات المريبة المسجلة.

وعلى سبيل المثال، يمكنك مطالعة مسارات الناقلة (Rising Hawk) على سبيل التسلية لفهم هذا النمط من الحركة، والذى تم رصده لها فى أكتوبر الماضي!

- ثالثا: «ديلر» فى قلب «المتوسط»

يعتمد هذا التكنيك على توصيل الشحنات لأماكنها النهائية بواسطة أكثر من ناقلة وفى مسارات منفصلة عن بعضها البعض، إمعانا فى محو أثر الشحنة وتبديد سجل حركتها الملاحى.

والمثال الأبرز عليه هو الطريقة التى وصلت بها أول شحنة نفط كردى عبر أنابيب الضخ التركية لإسرائيل فى 13 يوليو الماضى.

ففى هذا التاريخ دخلت الناقلة (SCF Altai) ميناء عسقلان الإسرائيلى لتفرغ حمولتها من النفط الخام.

ولم تكن الناقلة (SCF Altai) هى المحطة المباشرة لنقل النفط من موانئ تركية لسواحل إسرائيل، فقد سبقتها الناقلة يونايتد إمبلم التى تحركت بالشحنة من ميناء جيهان إلى مالطا فى الفترة من 14 لـ16 يونيو، ثم جرى تبادل الشحنة مع (SCF Altai) التى ذهبت بدورها لإسرائيل.

وهو ما يقول عنه الدكتور ربان أحمد غيث: أسلوب ship-to-ship.. والذى تقترب فيه لانشات أو مركبات مائية صغيرة عادة، لتتزود بحمولة من الناقلة المتحركة، ثم تهرب بها سريعا.

ويكون هذا الأسلوب متبعا عادة فى الأعمال غير الشرعية. وهو وارد بشدة- وفقا لغيث- فى مثل هذه السيناريوهات المتاحة أمامنا.

- رابعا: وهو أسلوب يطرحه أحمد زاد مهندس تشغيل غواصات آلية بحرية ROV، ولم أميز وجوده يقينا إلى الآن فى أنماط وأعمال التهريب التى تم توثيقها. ويعتمد هذا الأسلوب على أن تملأ الناقلة تانكات الطفو بالمياه بحيث تبدو وكأنها محملة ثم تقوم بتفريغ هذا الماء بالتوازى مع تحميل النفط أو العكس، فلا يظهر تغير فى الحمولة.

والغرض كما هو واضح، المحافظة على مقدار الغاطس ثابتا، للتعمية على فقدان حمولة أو الحصول على حمولة.