«السيسي» يبحث مع عدد من المفكرين كيفية النهوض بالآداب والفنون

كتب: محسن سميكة, حسين رمزي السبت 20-12-2014 18:31

ناقش الرئيس عبدالفتاح السيسي، مع عدد من الأدباء والكتاب والمفكرين المصريين، السبت، أهمية دور التعليم وقطاع الإعلام في زيادة الوعي ونشر الثقافة المعتدلة ومكافحة الفكر المتطرف، وكيفية النهوض بالحركة الفكرية والأدبية والفنية في مصر.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن اللقاء الذي جرى بمقر رئاسة الجمهورية، يأتي «في إطار إثراء الحوار المجتمعي والاستماع إلى رؤى النخبة المثقفة المصرية التي تشارك في قيادة مسيرة الفكر والتنوير في مصر».

وأضاف «يوسف» في بيان صادر عن مؤسسة الرئاسة، السبت، أن اللقاء شهد «التعرف على العديد من الرؤى والأطروحات الخاصة بالأوضاع الداخلية المصرية، وشواغل المجتمع المصري، وتحقيق تنمية المجتمع المصري، لاسيما أن بناء عقل ووجدان الإنسان المصري عبر التعليم الجيد يعد نواة لإقامة مجتمع صالح مفكر ومنتج، وهو الأمر الذي يتطلب التركيز على الطالب والمناهج الدراسية وليس فقط تطوير الأبنية التعليمية».

وتابع أن الحاضرين نوهوا إلى أهمية تفعيل دور الشباب عبر المشاركة المجتمعية في مختلف مناحي الحياة المصرية، وذلك ليس فقط على الصعيد السياسي، وإنما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

كما أشاروا إلى أهمية أن تصبح الثقافة مشروعًا قوميًا للدولة المصرية بما يمكنها من استعادة قوتها الناعمة عبر مختلف دروب الفنون والآداب، مؤكدين على ضرورة النهوض بأوضاع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ليقوم بدوره اللازم في تحقيق التوازن المطلوب على الساحة الإعلامية وتعريف المواطن المصري بالكثير من الجهود الدؤوبة التي يتم بذلها على كافة الأصعدة لتحقيق التنمية الشاملة.

وأشار إلى أن اللقاء شهد عددًا من المقترحات من بينها إطلاق مشروع قومي للترجمة، يقوم بترجمة أعلام الكتب العالمية في مختلف مجالات الفنون والعلوم، فضلًا عن إيلاء مزيد من الاهتمام بحماية الآثار المصرية والتراث، وتفعيل دور قصور الثقافة وإعادة افتتاح دور العرض السينمائي بها مرة أخرى، فضلًا عن أهمية تفعيل دور الدولة في الإنتاج السينمائي والدراما التليفزيونية من خلال أعمال متوازنة تعرض لقضايا المجتمع المصري وتساهم في نشر التثقيف والإمتاع في الوقت ذاته، مؤكدين على دور الفن ولاسيما السينما في نشر الثقافة المصرية بين الدول العربية.

وردًا على استفسارات الحضور، أوضح الرئيس أن «الهدف الاستراتيجي في المرحلة الحالية هو الحفاظ على الدولة المصرية وتثبيت دعائمها في مواجهة التحديات المختلفة، وأن هذا الأمر يتم على عدة أصعدة منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي»، مثمنًا الدور الذي يقوم به مفكرو مصر ومبدعوها في مساندة جهود الدولة في هذا الصدد.

وقال «السيسي» إنه «يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى ولو شابها بعض السلبيات التي يتم إصلاحها تدريجيًا»، مؤكدا أن هذا النهج هو الأصلح مقارنةً بفكرة نسف مؤسسات الدولة وإعادة بنائها من جديد، لا سيما أن الظروف الإقليمية المحيطة بنا تقدم أدلة واضحة على أهمية الإبقاء على مؤسسات الدولة.

وشدد الرئيس على أن الإصلاح يتعين أن يكون تدريجيًا ودون اتخاذ إجراءات عنيفة من شأنها زعزعة استقرار المجتمع.

كما نوّه إلى أهمية التحلي بالتفاؤل والأمل في المستقبل مادامت مصر، قيادة وشعبا، لا تدخر جهدًا لتحقيق ما تصبو إليه من أهداف ثورتيها.

وأعرب الرئيس عن توافقه في الرؤى بشأن أهمية تطوير التعليم ودوره المحوري في الارتقاء بالمواطن المصري والمجتمع ككل، «ومن ثم فإن استراتيجية تطوير التعليم تستهدف النهوض بكافة عناصر العملية التعليمية والتي تشمل الطالب والمُعلم والمناهج الدراسية والأبنية والوسائل التعليمية، كما أكد الرئيس حرص الدولة على مواصلة دورها في إنتاج الأعمال الفنية الهادفة.

وأشار المشاركون خلال اللقاء إلى أهمية دعم دور الأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة، فضلا عن تطوير المناهج الدراسية المصرية سواء في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم أو للأزهر الشريف، ونوَّه الرئيس في هذا الصدد إلى أن تطوير المناهج الدراسية المصرية بما في ذلك المناهج الأزهرية يتم بالفعل.

وأشاد الحاضرون بدور القوات المسلحة المساهم في تحقيق التنمية الشاملة في مصر، وقيامها بتنفيذ العديد من المشروعات.

وأوضح الرئيس أن جهاز الخدمة الوطنية والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة يشرفان على تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى وذلك بهدف ضمان الانضباط والانجاز في معدلات زمنية غير مسبوقة تلبية للمطالب الشعبية والحاجة الملحة لتحقيق إنجازات ملموسة، «أما بالنسبة لعملية التنفيذ ذاتها فتقوم بها الشركات المصرية المدنية بمهندسيها وعمالها المدنيين، منوها إلى أن عدد المدنيين المشاركين في مختلف المشروعات القومية بلغ حتى الآن مليون مواطن».

واختتم السيسي اللقاء بالاتفاق مع المفكرين والأدباء على إعداد ورقة عمل متكاملة تتضمن مقترحات شاملة وقابلة للتنفيذ للنهوض بالحركة الفكرية والأدبية والفنية المصرية، مؤكدًا دعم مؤسسة الرئاسة للمبادرات الجادة التي تستهدف تحقيق مصلحة الوطن وتنمية المجتمع المصري.

[image:2:center]